الخليج – محمد الأصمعي

دخلت الحَكَمة «هبة سعدية» التاريخ، كأول فلسطينية تشارك في تحكيم مباراة في نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم للسيدات، إذ شاركت في إدارة المباراة التي جمعت بين منتخبي إنجلترا والصين، الأحد، في ختام مباريات دور المجموعات، إذ شغلت مهام الحكمة المساعدة.

وأصبحت هبة سعدية أول فلسطينية وعربية وآسيوية تشارك في تحكيم مباراة ضمن نهائيات بطولة كأس العالم للسيدات لكرة القدم، بعد مشاركتها في المباراة التي انتهت بفوز منتخب إنجلترا بستة أهداف مقابل هدف واحد.

  • تألق في المحافل الدولية

كما يعد اختيار هبة سعدية لإدارة مباريات نهائيات النسخة التاسعة من مونديال السيدات 2023، التي تستضيفها نيوزيلندا وأستراليا حالياً، سابقة في تاريخ التحكيم الفلسطيني، حيث لم يسبق لأي حكم فلسطيني المشاركة في نهائيات كأس العالم سواء للرجال أو السيدات.

ونالت الحكمة الفلسطينية إشادة كبيرة، نظراً لتميزها وتجربتها، فضلاً عن تألقها في المحافل الدولية السابقة.

اقتحمت هبة سعدية، عالم تحكيم كرة القدم لإثبات قدرة المرأة على النجاح في كافة المجالات، إذ انخرطت كحكم رابع في لجنة حكّام كرة القدم في دمشق، ثم سافرت إلى ماليزيا عام 2012، حيث انتسبت إلى الاتحاد الماليزي لكرة القدم، وشاركت في تحكيم عدد من المباريات.

وخلال 4 سنوات فقط، استطاعت هبة وضع اسمها في عالم التحكيم الدولي وبدأت مسيرتها رسمياً.

  • رفع اسم فلسطين

«الخليج» كانت أول صحيفة عربية تواصلت مع الحكمة الدولية هبة سعدية صاحبة الإنجاز التاريخي، الفتاة الفلسطينية التي أخذت على عاتقها رفع اسم فلسطين عالياً في المحافل الدولية، إذ أبدت سعادتها، وقالت في تصريحات خاصة لـ«الخليج»: «إنها خلال مراحل البطولة لا تستطيع الإجابة عن أي أسئلة تخص البطولة أو التحدث عن مشاعرها بهذا الإنجاز التاريخي، لأن الاتحاد الدولي يمنع الحكام من التواصل مع وسائل الإعلام خلال فترة البطولة».

وأوضحت أنها بعد البطولة يمكن لها إجراء مقابلات إعلامية.

وفي لقاء سابق مع الموقع الرسمي لاتحاد كرة القدم قالت سعدية: «في عام 2008 حصلت على دبلوم التربية الرياضية من دمشق، وعملت فيها مدرسة تربية رياضية لمدة 5 سنوات، ثم انتسبت إلى التحكيم عام 2009 في الاتحاد السوري لكرة القدم».

وأضافت: «بدأت مشواري كحكمة رابعة في مستويات الأشبال والناشئين، بهدف التعرف أكثر إلى الأجواء، واعتياد الآخرين على وجود العنصر النسوي في مباريات كرة القدم».

وأضافت: «إن ذلك لم يكن كافياً بالنسبة إليّ، فاتجهت إلى مباريات الأحياء الشعبية التي تقام صيفاً بشكل شبه يومي، في عدة أحياء من مدينة دمشق وريفها، متحديةً جميع العقبات التي كانت في الطريق، حيث كنت أول فتاة تقوم بتلك الخطوة في أحياء شعبية وسط استغراب وذهول الجميع».

وأشارت: «قمت بتحكيم أكثر من 150 مباراة في تلك الأحياء، حيث كانت نقطة الانطلاق في التدريب الذاتي، وفي الفترة ذاتها بدأت بالمشاركة في تحكيم مباريات في دوري الأشبال والناشئين كحكمة مساعدة، وبعدها بدوري الشباب، إضافة إلى حضور الدورات التحكمية في الاتحاد السوري والتدريبات العملية الأسبوعية للجنة حكام دمشق».

  • اختبار لياقة بدنية

وأوضحت هبة سعدية: «في عام 2013، انتقلنا إلى ماليزيا، حيث عملت هناك مدرسة تربية رياضية، وانتسبت إلى الاتحاد الماليزي لكرة القدم، وقمت بإجراء اختبار لياقة بدنية وحضور دورة تحكيم لسيدات ماليزيا، وتم تكليفي بمباريات في دوري المدارس التي تم فيها مشاهدتي وتقييمي».

واستطردت: «أتيحت لي الفرصة بتحكيم كافة المستويات في العاصمة الماليزية كوالالمبور، كما تم تكليفي بتحكيم نهائي بطولة سيدات ماليزيا، فكان ذلك شرفاً لي بأن يتم اختياري للمشاركة في تحكيم نهائي سيدات ماليزيا من بين عدة حكمات ماليزيات، وفي نهاية عام 2015 انتقلت إلى السويد، وبسبب صعوبة انتسابي إلى التحكيم في المدينة التي أسكن بها، اضطررت إلى تغيير المدينة والمحاولة مجدداً، وبعد عدة محاولات انتسبت إلى الاتحاد السويدي لكرة القدم في بداية عام 2017».

وأوضحت قائلة: «بعدها حضرت دورة للحكام، وخضعت لاختبارات اللياقة البدنية، وبعد مشاهدة عدّة مقيمين لأدائي، تم تكليفي بالعديد من المباريات، بما يزيد على 45 مباراة خلال الموسم، كما تم اختياري لتحكيم نهائي بطولة (آروس) التي تقام سنوياً لأقل من 17 سنة، علماً أن الدوري السويدي يبدأ في آذار وينتهي في تشرين الأول. سنة 2018 تمت ترقية درجتي التحكمية بالاتحاد السويدي لأصبح حكمة ساحة لدوري الدرجة الأولى، وحكمة مساعدة بدوري النخبة».

  • المباراة النهائية

وأشارت إلى أنها شاركت في عام 2017 بنهائي كأس آسيا للسيدات تحت 16 عاماً في تايلاند بثلاث مباريات بدوري المجموعات، ومباراة نصف النهائي بين كوريا واليابان 2018، كما شاركت في كأس آسيا للسيدات في الأردن بمباراتين في دوري المجموعات، وفي المباراة النهائية بين أستراليا واليابان كحكمة احتياطية.

وفي عام 2018، تضيف: «تم اختياري للمشاركة التي أقيمت مؤخراً في البطولة الآسيوية التي استضافتها ماليزيا بعد ترشيحي من قِبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم واجتياز الاختبارات المطلوبة لذلك، شاركت في 4 مباريات جمعت (الصين – هونغ كونغ)، (فيتنام – تايلاند) في دوري المجموعات، ومباراة (الصين – تايلاند) في مباراة ربع النهائي، كما أوكلت لي المشاركة في قيادة المباراة النهائية التي جمعت اليابان والصين».

وعن شعورها بما حققته قالت «سعدية»: «إحساس عالٍ بالمسؤولية، حيث إنني أسعى دائما لتقديم صورة طيبة عن التحكيم العربي عامة والفلسطيني بصورة خاصة».

ووجّهت الشكر الجزيل للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ولجنة الحكام، على تذليل العقبات أمامها وتقديم الدعم الدائم لها.

وسبق لهبة سعدية إدارة مباريات في كأس آسيا للسيدات التي أقيمت في الهند خلال شهر فبراير الماضي، وفي بطولة «موريس ريفيلو» 2022 للرجال تحت 21 عاماً، التي استضافتها فرنسا خلال الفترة من 29 مايو إلى 13 يونيو من العام الجاري.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version