الخرطوم : عماد حسن، وكالات
نفى طرفا الصراع في السودان، أمس الأربعاء، الأنباء التي تتحدث عن هدنة طويلة الأمد، فيما أعلنت السلطات السودانية، أمس، حظر التجوال الليلي بولاية شمال كردفان اعتباراً من أمس الأربعاء، في حين شهدت العاصمة الخرطوم،أمس، اشتباكات بين الجيش و»الدعم» بالأسلحة الثقيلة مع تحليق مكثف للطيران الحربي.
وذكر المتحدث الرسمي باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله، في بيان، «الحديث عن الهدنة المزعومة غير صحيح ووفدنا لا يزال موجوداً بالبلاد والتفاوض متوقف حالياً».
َوكانت صحيفة «سودان تربيون » ذكرت، أمس الأول الثلاثاء، أن القيادي بقوى الحرية والتغيير، بابكر فيصل، رجح التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد قريباً بين الجيش والدعم السريع.
وأوضح أن«المفاوضات في منبر جدة تضع اللمسات الأخيرة على اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد».
وكان الجيش أعلن في بيان الخميس الفائت، عودة وفده المفاوض من جدة إلى البلاد، عازياً سبب فشل المفاوضات لعدم خروج قوات الدعم السريع من المنازل والمستشفيات كمنطلق للتفاوض.
بدورها، قالت قوات الدعم السريع في بيان «إن حديث قوى الحرية والتغيير عن اتفاق لوقف النار غير صحيح وحذرت من حرب أهلية بين مكونات شرق السودان والتي بدأت ملامحها من خلال تسليح بعض القبائل».
قلق من تحركات المؤتمر الوطني
وحذر بيان لمكتب الناطق الرسمي باسم الدعم السريع، أمس من التحركات العلنية والاجتماعات لقيادات المؤتمر الوطني المنحل بشرق السودان والتي تتم بعلم الجيش، وتهدد النسيج الاجتماعي الذي يعاني أصلاً احتقاناً متراكماً، وبات الآن قابلاً للاشتعال من جديد بعد توفر كافة العوامل التي تساعد في تفجر الصراع».
من جهة أخرى، شهدت الخرطوم، أمس ، اشتباكات بين الجيش وقوات «الدعم السريع» بالأسلحة الثقيلة مع تحليق مكثف للطيران الحربي.
وقال شهود عيان، إن«الاشتباكات اندلعت في حيّي «الشجرة» و«جبرة» في محيط سلاح المدرعات».
وحسب الشهود، فإن«مدينة الخرطوم بحري، شهدت أيضاً اشتباكات مسلحة، مع تحليق مكثف للطيران الحربي».
وأوضحوا أن «مدينة أم درمان، شهدت اشتباكات عنيفة ما أدى إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية».
وأعلن الجيش، مقتل 23 من عناصر الدعم، بأم درمان.
وذكر الجيش في بيان،«قوات العمل الخاص بمنطقة أم درمان العسكرية نفذت أمس الأول الثلاثاء هجوماً على مخابئ الميليشيات المتمردة داخل منازل المواطنين».
وأوضح البيان أن الهجوم «أسفر عن مقتل عدد 23 متمرداً واستلام عدد من العربات القتالية».
كما نشر الجيش مقطعاً مصوراً يشير إلى«تمشيط قوات العمل الخاص بسلاح المدرعات حيّي الشجرة وجبرة جنوبي الخرطوم».
قصف مستشفى الأطباء
من جهتها، اتهمت قوات الدعم السريع، في بيان الجيش «بقصف مباني مستشفى الأطباء بالخرطوم، مما أدى إلى تدمير المبنى».
وتابع البيان:«تسبب القصف العشوائي في تدمير 18 مستشفى بما في ذلك المعدات والأجهزة الطبية، مما أعاق عودة تلك المستشفيات للخدمة».
إلى ذلك، أعلنت السلطات بولاية شمال كردفان، حظر التجوال الليلي اعتباراً من أمس الأربعاء.
وقال بيان صادر عن الولاية،:«يحظر التجوال من الساعة السابعة مساء وحتى الخامسة صباحاً «بالتوقيت المحلي» في الولاية، إلا للضرورة الملحّة، على أن يطبق الأمر داخل الحدود الجغرافية لولاية شمال كردفان».
وأضاف:«كل من يخالف أحكام هذا الأمر يعاقب بدفع غرامة مالية أو بالسجن أو بالعقوبتين معاً، وفي حالة تكرار المخالفة فإن العقوبة سوف تتم مضاعفتها».
الأزمة «جرس إنذار» لجوبا
ورأى رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى جنوب السودان، أمس أن الأزمة في السودان يجب أن تكون بمثابة «جرس إنذار» لجوبا، داعياً الحكومة إلى وضع الأسس لانتخابات ذات مصداقية العام القادم.
وأخفقت حكومة الوحدة التي يقودها الرئيس سلفا كير ونائبه ريك مشار إلى حد كبير في الوفاء بوعود اتفاق السلام ومنها صياغة دستور.
تعهد كير إجراء أول انتخابات رئاسية في الجنوب بحلول ديسمبر 2024، غير أن موفد الأمم المتحدة نيكولاس هياسوم، حذّر من أن على السلطات التحرك بسرعة لضمان «انتخابات سلمية وتشمل الجميع وذات مصداقية».