تعهدت عشرات الدول بمكافحة استخدام الغذاء سلاحاً في الحرب، ووقّعت 70 دولة على وثيقة بذلك بعد تقديم الولايات المتحدة بياناً بهذا الشأن في اجتماع رفيع المستوى ترأسته في مجلس الأمن الدولي.
تعهد دولي
قال مسؤولون أمريكيون كبار إن أكثر من 75 دولة «تلتزم باتخاذ إجراء لإنهاء استخدام الغذاء سلاحاً في الحرب وتجويع المدنيين كتكتيك للحرب»، بدعم بيان صاغته الولايات المتحدة في الأمم المتحدة أمس الخميس.
وأصدر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، البيان أمس الخميس، عندما يرأس اجتماعاً لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بخصوص «المجاعة والأمن الغذائي جراء الصراع»، لكي يعتمد على هامش الاجتماع وقد وقّعته أكثر من 75 دولة.
وأضاف مسؤول آخر للصحفيين أن بلينكن لا يريد تحويل الاجتماع إلى «مواجهة مع روسيا».
وأفاد مسؤولون أمريكيون أن نحو 345 مليون شخص في 79 دولة يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد. وتعد تداعيات التغير المناخي بين الأسباب العديدة للجوع في العالم، إلى جانب النزاعات المسلحة. وقال مسؤول أمريكي كبير إن بلينكن أعلن عن تخصيص تمويل أمريكي جديد بنحو 362 مليون دولار من أجل «معالجة دوافع انعدام الأمن الغذائي وتعزيز الصمود» في نحو 12 دولة إفريقية وهايتي في الكاريبي.
وبينما تتهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرهما، روسيا باستخدام الغذاء سلاحاً في الحرب، عن طريق زيادة وطأة أزمة الغذاء العالمية حينما تدخلت عسكرياً في أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، فإن البيان لم يذكر أي دولة بالاسم.
وانسحبت روسيا الشهر الماضي من اتفاق سمح بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود على مدار العام الماضي، وتوسطت الأمم المتحدة وتركيا في إبرام الاتفاق للمساهمة في تخفيف وطأة أزمة غذاء عالمية تبعت الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأوكرانيا وروسيا تتصدران قائمة أكبر مصدري الحبوب في العالم. وبدأت موسكو، بعد انسحابها من الاتفاق، استهداف الموانئ الأوكرانية والبنية التحتية للحبوب بالبحر الأسود ونهر الدانوب، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الحبوب في أنحاء العالم. وتقول موسكو إنه في حال تلبية مطالبها الخاصة بتسهيل تصدير حبوبها وأسمدتها؛ فإنها ستبحث عودة العمل بموجب اتفاق الحبوب مجدداً.
ضغوط العشرين
دعا الاتحاد الأوروبي دول مجموعة العشرين إلى الضغط على روسيا، لاستئناف اتفاق يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، بحسب رسالة اطلعت عليها وكالة فرانس برس الخميس.
وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل لكبار الدبلوماسيين في مجموعة العشرين، إن القطاع الزراعي الروسي هو «المستفيد الرئيسي» من انسحاب موسكو من الاتفاقية التي توسطت فيها الأمم المتحدة. وكتب في الرسالة المؤرخة الاثنين «ستستفيد روسيا بشكل أكبر من ارتفاع أسعار المواد الغذائية وستزيد حصتها في سوق الحبوب العالمية من خلال الحد بشدة من قدرة منافسها الرئيسي على التصدير». وبحسب بوريل تقوم موسكو الآن بعرض حبوب مخفضة السعر على الدول النامية «متظاهرة بحلّ مشكلة أوجدتها بنفسها». ووصف ذلك بأنه «سياسة تستخف بالآخرين عبر استخدام الغذاء عمداً سلاحاً لخلق تبعيات جديدة من خلال مفاقمة نقاط الضعف الاقتصادية وانعدام الأمن الغذائي العالمي». وأكد المسؤول الأوروبي أنه بالإمكان إقناع روسيا بالعودة إلى الاتفاق «إذا تحدث المجتمع الدولي بصوت واضح وموحد».
ورأى بوريل أنه بينما تقوم روسيا وقواتها العسكرية بتعطيل صادرات أوكرانيا- فإن الاتحاد يسعى إلى تعزيز طرق أخرى لإيصال الحبوب إلى الأسواق. وأصر على أن عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا لم تستهدف صادرات المواد الغذائية والأسمدة إلى دول أخرى وبأن الأمم المتحدة توصلت إلى طرق لضمان معالجة المدفوعات إلى موسكو.
خدمات التأمين
ذكرت وكالة إنترفاكس الأوكرانية للأنباء الخميس نقلاً عن رئيس الوزراء دينيس شميغال قوله إن البلاد تبحث إمكانية تقديم خدمات التأمين للسفن التي تبحر عبر «ممر الحبوب».
تعريض الأمن العالمي للخطر
اتّهمت فرنسا روسيا بتعريض الأمن الغذائي العالمي للخطر «على نحو متعمد من خلال تدمير بنى تحتية أساسية لتصدير الحبوب». وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان «إنها تسعى لتحقيق مصلحتها الخاصة على حساب السكان الأكثر ضعفاً عبر رفع أسعار المنتجات الزراعية ومحاولة منع أحد منافسيها الرئيسيين من تصدير منتجاته».(وكالات)