اقتحم عشرات المستوطنين، صباح أمس الخميس، المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، بحراسة القوات الإسرائيلية، التي شنت حملة اعتقالات في عدة مناطق بالضفة الغربية المحتلة، طالت عدداً من الفلسطينيين، بينهم أسرى محررون، فيما اندلعت اشتباكات ومواجهات وقعت خلالها إصابات خطيرة في بعض المناطق، خاصة في محافظتي جنين ونابلس، في حين اعتبرت السلطة الفلسطينية أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مخيّبة للآمال، وأنها ستتجه إلى الصين لمساعدتها.

وذكرت دائرة الأوقاف في القدس أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونظموا جولات استفزازية في باحاته وتلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم، وأدوا طقوساً تلمودية في منطقة باب الرحمة، وقبالة قبة الصخرة، قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة. ونشرت الشرطة الإسرائيلية منذ الصباح الباكر عناصرها ووحداتها الخاصة في باحات الأقصى وعند أبوابه، لفرض تقييدات على دخول وتنقل الفلسطينيين، لتأمين اقتحامات المستوطنين. يأتي ذلك، فيما تواصل شرطة الاحتلال فرض قيودها على دخول المصلين الوافدين من القدس والداخل للأقصى، وتدقق في هوياتهم وتحتجز بعضها عند أبوابه الخارجية.

من جهة أخرى، اندلعت اشتباكات بين مجموعات من المسلحين والقوات الإسرائيلية في بعض المناطق بالضفة، فيما بلغ عن استهداف القوات الإسرائيلية بإطلاق نار وعبوات محلية الصنع في منطقتي نابلس وجنين من دون أن يُبَلَّغ عن إصابات. وذكرت مؤسسات فلسطينية أن القوات الإسرائيلية اعتقلت 25 فلسطينياً من الضفة، وتركزت الاقتحامات والاعتقالات في محافظات الخليل، ونابلس، وجنين، وقلقيلية، حيث اقتحمت هذه القوات عشرات المنازل وعاثت بها خراباً، إذ أخضعت قاطنيها لتحقيقات ميدانية بعد احتجازهم لساعات.

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، أمس الخميس، إن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، «مخيبة للآمال»، مشدداً على أن بلاده «تتجه إلى الصين بشكل متزايد للحصول على المساعدة». وقال المالكي خلال لقاء مع ممثلي وسائل إعلام أجنبية بمقر وزارة الخارجية في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة: «مرت ثلاث سنوات على الوعود التي قطعها الرئيس بايدن ولم نرَ سوى تجديد الدعم المالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وتقديم بعض الدعم للمستشفيات في القدس الشرقية». وأعرب عن تشاؤم بلاده من موقف الإدارة الأمريكية بعد سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية، أحدثها العملية العسكرية الواسعة في مدينة جنين ومخيّمها، شمالي الضفة، مطلع تموز/ يوليو الماضي. وقال المالكي إن فلسطين تتجه بشكل متزايد إلى الصين، التي تدعم حصولها على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، للحصول على المساعدة. وتابع: «تريد الصين زيادة وجودها في الشرق الأوسط ليس اقتصادياً فحسب بل سياسياً، لتعكس ثقلها الداخلي، وتسعى العديد من الدول في جميع أنحاء العالم للحصول على دعم الصين، والتي أصبحت لاعباً عالمياً مهماً للغاية». وبالنسبة لدور الولايات المتحدة في عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، قال المالكي: «لا توجد عملية سلام في الشرق الأوسط، وإذا حدث ذلك في المستقبل، فلماذا لا تكون الصين موجودة إلى جانب دول أخرى؟». (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version