انطلقت في السعودية أمس السبت، محادثات حول الحرب في أوكرانيا، اعتبرتها كييف صعبة بالنظر إلى التباينات بين الدول المشاركة فيها. وقال مشاركون في الاجتماعات، التي ذكر الأوكرانيون أنها تضم ممثلين لنحو 30 دولة، بدأت في فترة بعد ظهر السبت في مدينة جدة الساحلية.

تعزيز الحوار والتعاون

وتتطلع حكومة المملكة إلى أن يسهم هذا الاجتماع في تعزيز الحوار والتعاون من خلال تبادل الآراء والتنسيق والتباحث على المستوى الدولي، حول السبل الكفيلة لحل الأزمة الأوكرانية بالطرق الدبلوماسية والسياسية، وبما يعزز السلم والأمن الدوليين، ويجنّب العالم المزيد من التداعيات الإنسانية والأمنية والاقتصادية للأزمة. وبحسب جدول أعمال اطلعت عليه وكالة فرانس برس، من المفترض أن تتضمن الجلسات ثلاث ساعات من إلقاء البيانات من مختلف الوفود، ثم إجراء مناقشات مغلقة لمدة ساعتين، وأخيراً عشاء عمل.

صعبة لكن إيجابية

وقال رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك قبل وصوله إلى جدّة لترؤس وفد بلاده «أتّوقع ألا تكون المحادثات سهلة»، مضيفاً «لدينا خلافات كثيرة وسمعنا مواقف كثيرة، لكن من المهم أن نشارك أفكارنا». وتابع «مهمتنا هي توحيد العالم كله حول أوكرانيا».

وقال مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع المنصرم، إن الاجتماعات في جدّة ستركّز على صيغة للسلام مكونة من 10 نقاط تدعو إلى الانسحاب الكامل للقوات الروسية من الأراضي الأوكرانية. كما تطالب بالعودة لحدود أوكرانيا السابقة، بما في ذلك أراضي القرم التي ضمتها روسيا منذ عام 2014. وقالت موسكو التي لا تشارك في اجتماعات جدة إنّ أي مفاوضات يجب أن تأخذ في الحسبان «الحقائق الإقليمية الجديدة». ورحّب زيلينسكي بمحادثات جدّة، بما في ذلك البلدان النامية التي تضررت بشدة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية الذي أحدثته الحرب. وقال «هذا مهم للغاية لأنه في قضايا مثل الأمن الغذائي، يعتمد مصير ملايين الأشخاص في إفريقيا وآسيا وأجزاء أخرى من العالم بشكل مباشر، على مدى سرعة تحرك العالم لتحريك مسار السلام».

توسيع الدائرة

تأتي المحادثات في جدّة في أعقاب اجتماعات أجريت في يونيو/حزيران، في كوبنهاغن ولم يصدر في ختامها بيان رسمي.

وبحسب مسؤول كبير في البيت الأبيض، فإن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان يترأس وفد واشنطن في جدّة.

وفي حين أن واشنطن لا تتوقع حدوث انفراجة كبيرة أو بيانات مشتركة، قال دبلوماسيون لفرانس برس إن الاجتماعات تهدف إلى إشراك مجموعة من الدول في نقاشات حول الطريق نحو السلام، لا سيما أعضاء كتلة «بريكس» مع روسيا التي تبنت موقفاً أكثر حياداً بشأن الحرب على عكس القوى الغربية.

من جهتها، تشارك الصين في محادثات جدة من خلال مبعوثها إلى أوكرانيا لي هوي، وقد أبدت بكين تصميمها على «مواصلة أداء دور بناء من أجل تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية».

كما أرسلت الهند وجنوب إفريقيا مسؤولين إلى جدّة، في حين قالت وسائل إعلام برازيلية إن تسيلسو أموريم المستشار الخاص للشؤون الدولية للرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، سيشارك عبر الفيديو.

موقف الكرملين

وفي وقت سابق، أعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن الجانب الروسي سيراقب اجتماع جدّة، مشيراً إلى ضرورة استيضاح أهدافه ومقاصده. ولفت بيسكوف إلى أن لقاء جدّة استمرار للاجتماع الذي عقد في كوبنهاغن في يونيو، بمشاركة ممثلين عن البرازيل والهند وجنوب إفريقيا والصين، ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك ساليفان، حيث قرر المجتمعون آنذاك عقد لقاء لاحق لبحث سبل تسوية أزمة أوكرانيا.

مساعٍ حميدة

تبرز اجتماعات جدّة «استعداد المملكة للقيام بمساعيها الحميدة للإسهام في الوصول إلى حل يفضي إلى سلام دائم»، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية مساء الجمعة. ويرى الخبير في السياسة السعودية في جامعة برمنغهام عمر كريم أنّ الرياض تبنّت «استراتيجية توازن كلاسيكية» يمكن أن تخفّف من وطأة أي موقف روسي مناهض لاجتماعات جدّة.

من جهته، رأى المحلل السعودي علي الشهابي أن «هذه المحادثات هي مثال رئيسي على نجاح استراتيجية السعودية المتعددة الأقطاب في الحفاظ على علاقات قوية مع أوكرانيا وروسيا والصين». (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version