الرياض – أ ف ب

استأنف طرفا النزاع في السودان مفاوضاتهما في مدينة جدّة السعودية، بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ ستة أشهر، والتي أودت بحياة الآلاف.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية (واس):«ترحب المملكة العربية السعودية باستئناف المحادثات بين ممثلي القوات المسلحة السودانية، وممثلي قوات الدعم السريع في مدينة جدة بتيسير من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية».

وأكّد طرفا النزاع الأربعاء، قبولهما الدعوة إلى استئناف التفاوض، لكنّ الجيش شدّد على أن «استئناف التفاوض لا يعني توقف معركة الكرامة الوطنية».

وذكرت الوزارة في بيانها أنّ المملكة «تحث القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على استئناف ما تم الاتفاق عليه بينهما في إعلان جدة «الالتزام بحماية المدنيين في السودان» في 11 مايو/أيار وعلى اتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد الموقّع من الطرفين في مدينة جدة في 20 مايو/أيار2023».

وقالت الخارجية السعودية، إنّ المملكة «تؤكد حرصها على وحدة الصف وأهمية تغليب الحكمة ووقف الصراع لحقن الدماء ورفع المعاناة عن الشعب السوداني». وتابعت أنها تأمل بالتوصل إلى «اتفاق سياسي يتحقق بموجبه الأمن والاستقرار والازدهار للسودان وشعبه الشقيق».

ويشارك في مفاوضات جدة أيضاً ممثلون عن «إيغاد»، التكتل المعني بالتنمية في شرق إفريقيا الذي تقوده كينيا.

ومنذ 15 إبريل/نيسان، أدى النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى سقوط أكثر من تسعة آلاف قتيل، وفق حصيلة للأمم المتحدة، ونزوح أكثر من 5.6 ملايين شخص. ولم تنجح حتى الآن كل محاولات الوساطة، بما فيها الأمريكية-السعودية، في إحراز أي تقدم على طريق وقف الحرب، وأقصى ما توصلت إليه هو فترات وقف إطلاق نار قصيرة.

– مساعدات إنسانية «دون عوائق»

وقبل تعليق المباحثات السابقة في جدة، ازدادت خيبة أمل الوسطاء بسبب إحجام الجانبين عن التوصل إلى هدنة مستدامة.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي ساعد في الوساطة في بداية الأزمة، وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل المفاوضات خلال زيارته إلى السعودية مؤخراً.

وقال مسؤولون أمريكيون، إن المفاوضات، وهي الأولى منذ انهيار الجهود الدبلوماسية لإنهاء القتال في حزيران/يونيو، هدفها التوصل إلى وقف إطلاق نار، لكن من السابق لأوانه مناقشة حل سياسي دائم. وذكر مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية طلب عدم كشف هويته الأربعاء، أن «الجولة الجديدة ستركز على ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وتحقيق وقف لإطلاق النار وإجراءات أخرى لبناء الثقة».

وترى خلود خير، مؤسّسة مركز «كونفلوانس أدفايزوري» البحثي في الخرطوم، أن طرفي النزاع لم يكتفيا من الحرب بعد.

وكتبت الخميس على موقع «إكس»، أن قرار إحياء المحادثات يستند إلى افتراض أن الجيش وقوات الدعم «اكتفيا من القتال بسبب الانهيار الوشيك للدولة والمعاناة والبؤس».

من جهتها، قالت أميرة عبد الحليم، خبيرة الشؤون الإفريقية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة إنّ طرفيّ النزاع «أصابهما الانهاك». وقالت: «لذا بدآ في البحث عن أفق للخروج من مأزق الصراع ووافقا على الانخراط في المفاوضات مرة أخرى».

لكنّها قالت إنّ «الوصول إلى حل يرتبط بقدرة الأطراف الإقليمية والولايات المتحدة على ممارسة ضغوط حقيقية لوقف إطلاق النار»، مشيرة إلى أنّ ذلك مرتبط كان لدى الأطراف الخارجية «رغبة في تسوية الصراع، والحد من الخسائر البشرية».

مع استئناف المحادثات الخميس، أفاد شهود عيان عن تجدد القتال في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. وأعلنت قوات الدعم السريع أن مقاتليها سيطروا «بشكل كامل» على مواقع الجيش في نيالا، عاصمة جنوب دارفور وثاني أكبر مدينة في السودان من حيث عدد السكان.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version