واصل الطيران الحربي الإسرائيلي، في اليوم الحادي والعشرين، للحرب على غزة، شنّ غاراته على مناطق مختلفة من القطاع، موقعاً المزيد من المجازر ومئات الضحايا في صفوف المدنيين، الذين دمرت المنازل فوق رؤوسهم، قبل أن تقوم الطائرات والمدفعية الإسرائيلية بشن هجوم ضخم وعنيف شمل كل القطاع، متسبباً بانقطاع الاتصالات. و أعلنت إسرائيل عن بدء عمليات برية في القطاع اعتباراً من الليلة الماضية، فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى 7326 قتيلاً منذ 7 أكتوبر، في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ «عملية محددة الهدف» الليلة قبل الماضية في وسط القطاع، بينما نفت حركة حماس اتهامات الجيش الإسرائيلي بوجود قيادات لها في المستشفيات، واعتبرت أن إسرائيل تمهّد «لارتكاب مجزرة جديدة»، وفي حين أكدت الأمم المتحدة صحة حصيلة القتلى الصادرة عن وزارة الصحة في غزة رداً على التشكيك الأمريكي، حذرت من أنّ «العديد من الأشخاص سيموتون قريباً» جراء حصار غزة.

وبحسب ما أوردته تقارير إخبارية، تواصل الطائرات والمدفعية الإسرائيلية منذ نصف ساعة سابقة، عملية قصف مكثف وضخم على عدة مناطق، ويتركز القصف في أغلب الأحيان على المناطق الشرقية في القطاع. وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة القتلى في القطاع بلغت 7326 منذ اندلاع الحرب مع إسرائيل في 7 أكتوبر. وتشمل الحصيلة الجديدة 3038 طفلاً، بحسب بيان للوزارة، فيما أصيب 18967 شخصاً بجروح في أنحاء غزة. في حين أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تقديرات لديها بوجود 1000 جثة لم يتم التعرف إليها تحت الأنقاض في غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، صباح أمس الجمعة، أن قواته البرية نفذت خلال الليل «عملية محددة الهدف في وسط قطاع غزة»، بدعم من «طائرات مقاتلة ومسيرات» على أهداف لحركة حماس. وذكر الجيش في بيان أن الجنود خرجوا بعد ذلك من القطاع بدون تكبد إصابات. ومن جانبها، قالت  حماس، إن القوات الإسرائيلية حاولت القيام بعملية إنزال بحري على شاطئ رفح جنوب القطاع، صباح أمس الجمعة، وأكّدت أن ذراعها المسلّح أحبطه. وأضافت «أن الجيش استدعى تدخل سلاح الجو، الذي أنقذ القوة ففرت باتجاه البحر تاركة خلفها كمية من الذخيرة».

الفصائل ترد

وبالمقابل، أطلقت الفصائل المسلحة سلسلة رشقات تجاه أهداف مدن وبلدات إسرائيلية، من بينها تل أبيب وضواحيها.  

من جهة أخرى، أكدت الأمم المتحدة، أمس الجمعة، أن أعداد القتلى الصادرة عن وزارة الصحة في غزة أثبتت «مصداقيتها» في نزاعات سابقة، وذلك بعدما شككت واشنطن في حصيلة الحرب الحالية. وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني للصحفيين في القدس: «في الماضي، وعلى مدى جولات النزاع الخمس أو الست في قطاع غزة، اعتُبرت هذه الأرقام ذات مصداقية ولم يسبق لأحد أن شكك فيها». وأكد لازاريني مقتل 57 من موظفي الأونروا منذ بدء النزاع، موضحاً أن الحصيلة التي سجّلتها الوكالة الأممية تعكس معدل الحصيلة الإجمالية المعلنة في غزة. كما حذر لازاريني من أن «العديد من الأشخاص سيموتون قريباً.. جراء تداعيات الحصار المفروض على قطاع غزة»، مضيفاً أن «الخدمات الأساسية تنهار، والأدوية تنفد، والمواد الغذائية والمياه تنفد. بدأت شوارع غزة تفيض بمياه الصرف الصحي». وكذلك، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من أن «جرائم حرب» قد تكون ترتكب في النزاع بين إسرائيل وحركة حماس. وتحدّثت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة عن عمليات تهجير قسري وعقاب جماعي واحتجاز رهائن خلال الحرب المستمرة منذ 21 يوماً. وقالت الناطقة باسم المفوضية رافينا شمداساني في مؤتمر صحفي في جنيف: «نحن قلقون أن تكون هناك جرائم حرب ترتكب. إننا قلقون حيال العقاب الجماعي لأهالي غزة رداً على هجمات حماس الوحشية التي ترقى أيضاً إلى جرائم حرب».

وفي الضفة الغربية، قُتل أربعة فلسطينيين، فجر أمس الجمعة، خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي شمال الضفة، حسبما ذكرت الوكالة الفلسطينية الرسمية «وفا». وأكدت الوكالة مقتل ثلاثة فلسطينيين إثر اقتحام «قوات كبيرة» من الجيش الإسرائيلي مدينة جنين وأطراف مخيمها. واندلعت «مواجهات عنيفة» بين الجنود الإسرائيليين وناشطين فلسطينيين، حيث أصيب 12 فلسطينياً آخرون بجروح. وقتل فلسطيني رابع خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة قلقيلية جنوب جنين. وبذلك، يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في الضفة إلى 110 والجرحى إلى 1900، منذ 7 أكتوبر الماضي.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version