ارتكبت القوات الإسرائيلية، مساء أمس الثلاثاء، مجزرة مروعة جديدة راح ضحيتها مئات الضحايا بين قتيل وجريح في مخيم جباليا، بالتزامن مع تأكيد الأمم المتحدة أن قطاع غزة أصبح «مقبرة» لآلاف من الأطفال، فيما اتسع نطاق المواجهة البرية بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي الفصائل الفلسطينية، وأعلنت حركة «حماس» عن التحام واشتباكات وكمائن خلفت خسائر بين القوات المهاجمة. واعترف وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت إن قواته تكبدت «ثمناً باهظاً» خلال المعارك البرية الجارية، بالتوازي مع استمرار انطلاق الصواريخ على تل أبيب والعمق الإسرائيلي رغم الدمار الهائل في غزة.

وقالت السلطات الصحية الفلسطينية إن الجيش الإسرائيلي «ارتكب مجزرة جديدة» في مخيّم جباليا شمال قطاع غزة بعد إلقاء ست قنابل تزن الواحدة منها طناً من المتفجرات. وذكرت وزارة الصحة وقوع أكثر من 400 ما بين قتيل وجريح. وطال القصف مربعات سكنية وسوى عمارات وبنايات متراصة بالأرض، كما أحدث حفراً عميقة في باطن الأرض في مؤشر على مدى شدة وقوة الغارات الإسرائيلية التي ضربت المكان. وفي مذبحة أخرى، قتل وأصيب عشرات الفلسطينيين، مساء أمس، في قصف إسرائيلي استهدف عمارتين سكنيتين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وقبل هاتين المجزرتين، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس، إن ما لا يقل عن 8525 فلسطينياً، بينهم 3542 طفلاً، قُتلوا في الضربات الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وقال المتحدث باسم يونيسيف جيمس ألدر «تحققت مخاوفنا الجسيمة بشأن أعداد الأطفال الذين قتلوا، إذ بلغت العشرات، ثم المئات، وفي نهاية المطاف الآلاف، خلال أسبوعين فقط». واعتبر ألدر أن حصيلة القتلى من الأطفال «مروعة»، مضيفاً «من المذهل أن هذا العدد يرتفع بشكل كبير كل يوم». وتابع «لقد أصبحت غزة مقبرة لآلاف الأطفال. إنها جحيم حي لكل الآخرين».

وفي اليوم ال 25 للحرب على غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي رسمياً إطلاق هجوم بري ضد حركة «حماس».

وقال وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن جيشه نشر قوات على نطاق واسع في عمق قطاع غزة، مشدداً على اندلاع معارك ضارية بين الجنود الإسرائيليين والمسلحين الفلسطينيين الذين يحاولون التصدي للتوغل البري. وأكد غالانت أن الجيش الإسرائيلي دفع «ثمناً باهظاً» في الاشتباكات وأضاف «للأسف للحرب يوجد ثمن».

وكشفت مصادر مطلعة أن 20000 جندي إسرائيلي دخلوا القطاع منذ يوم الجمعة الماضي. وقالت كتائب «القسّام» الجناح العسكري ل«حماس»، إن مقاتليها نصبوا كمائن في عدة مواقع للقوات الإسرائيلية التي تسعى إلى فصل شمال القطاع عن جنوبه عبر التقدم على محور صلاح الدين، وصولاً إلى شارع الرشيد قرب مدينة غزة. وذكرت قوات «حماس» أنها أوقعت قوات إسرائيلية راجلة في كمين محكم بمنطقة بيت حانون واستهدفتهم، وآلية وجرافة بحوزتهم بشكل مؤكد. كما أعلنت أنها تمكنت من تدمير 22 آلية عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي بقذائف الياسين المضادة للدروع، خلال محاولتها التوغل إلى قطاع غزة. وأكدت مصادر محلية وقوع خسائر في القوات الإسرائيلية.

وكثفت المقاتلات الإسرائيلية غاراتها على مناطق مختلفة في قطاع غزة، وتركزت الغارات على مواقع في شمال غرب مدينة غزة، واستهدفت غارات محيط مستشفى القدس غرب مدينة غزة، ومحيط المستشفى الأوروبي في خان يونس.

وبالمقابل، واصلت الفصائل إطلاق رشقات صاروخية على تل أبيب وبئر السبع، ما تسبب في إطلاق صفارات الإنذار بها، كما تسبب صاروخ سقط بشكل مباشر على منزل في مستوطنة ضمن «غلاف غزة» بمقتل ثلاثة مستوطنين. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version