إعداد: معن خليلستكون مباراة «كلاسيكو» الدوري الإسباني لكرة القدم خاصة جداً، عندما يلتقي ريال مدريد وبرشلونة الأحد في ملعب البرنابيو، ذلك أن الفريق الملكي يمر بأفضل فتراته مع صدارة مريحة لـ«الليجا» وتأهله إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بعد تجاوز فريق باريس سان جيرمان المرصع بالنجوم بـ«ريمونتادا» مثيرة في إياب دور الـ16، في حين أن برشلونة وصل إلى مرحلة أصبح يخشاه الجميع بعد انتصاراته الأخيرة محلياً وأوروبياً.ريال مدريد وبرشلونة بالتأكيد حالة خاصة في إسبانيا، وكذلك الصحف الرياضية في البلد «الإيبيري»، فعلى الرغم من أن الصحافة الأوروبية بشكل عام تمتاز بالرصانة، إلا أن البعض منها، ولاسيما الإسبانية التي تعنى بتغطية الأخبار الرياضية هي عكس ذلك تماماً، حيث تغلب عليها مناصرة أندية دون غيرها، إذ إن صحفها الأربع الشهيرة «ماركا» و«أس» و«الموندو ديبورتيفو» و«سبورت» تشكل مثالاً صارخاً على الانحياز المبالغ فيه إلى فرق تنتمي إلى الحيز الجغرافي الذي تصدر منه، فتوالي الأولى والثانية فريقي العاصمة مدريد ريال وأتلتيكو، والثالثة والرابعة قطب إقليم كتالونيا برشلونة.وتعكس الصحف الرياضية في إسبانيا واقع البلاد المنقسمة على نفسها تاريخياً، لذلك ليس غريباً أن تقف «ماركا» و«أس» اللتان تصدران من العاصمة إلى جانب نادي ريال مدريد الذي يمثل قوة السلطة وعنفوانها في مواجهة المناداة بالانفصال الذي يتصدره إقليم كتالونيا ويعد فريق برشلونة رمزاً له لذلك يقال عنه «أنه أكثر من مجرد ناد».وكثيراً ما تخرج هذه الصحف عن المنطق الصحفي في الحديث عن فريقين من نفس البلد، فتدعو مثلاً «ماركا» و«أس» فريق ريال مدريد إلى هزيمة برشلونة صبيحة المباراة الشهيرة بين الناديين والمعروفة بتسمية «الكلاسيكو»، والعكس صحيح بالنسبة لـ«الموندو ديبورتيفو» و«سبورت» الكتالونيتين.أخبار كاذبةكما أنها لا تتوانى عن نشر أخبار كاذبة تتعلق بالفريق الذي تعاديه من أجل زعزعة استقراره، وتلجأ إلى السخرية والشماتة عند وقوعه في أي خسارة حتى ولو كانت أمام فريق خارجي، وهي مفارقة فريدة من نوعها لا تحدث إلا في إسبانيا، مما يؤكد كبر العداوة الرياضية والسياسية الذي تعنيه البلاد.أما في حالة تتويج الفريق المفضل لتلك الصحف بلقب دوري أو كأس محلي أو خارجي فإنها تبدأ فوراً بالسخرية من الفريق الآخر، وشكلت مشكلة برشلونة مع (فيفا) عام 2014 مثلاً مناسبة للصحف المدريدية لتظهر عدائيتها لبرشلونة، حتى أن صحيفة ماركا وصفت برشلونة آنذاك بأنه «نادي العار».وكثيراً ما يعي المدربون خطورة ما تقوم به الصحف فعندما نشرت صحيفة ماركا خلال فترة تواجد المهاجم دافيد فيا في برشلونة في عام 2012 خبراً مفاده بأن نادي برشلونة اتخذ قراراً ببيع اللاعب، خرج مدرب النادي آنذاك بيب جوارديولا لينفي ذلك بشكل قاطع ويقول «إنها مجدداً أكاذيب صحيفة ماركا»، للإشارة إلى أنها تكذب دائماً عندما يتعلق الأمر بالفريق الكتالوني.ويعمل ريال مدريد مثلاً على بعث رسائل لخصومه عبر تسريب أخبار لصحف مدريد، وكان التصريح الأكثر دلالة على ذلك، ما قاله السير أليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد السابق حين اتهم عام 2008 بعد الحديث عن قرب انتقال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى النادي الملكي آنذاك أن ريال مدريد افتقر للأخلاق في مسعاه لضم كريستيانو، وهو يستخدم صحيفة ماركا كوسيلة لزعزعة استقرار لاعبي الفرق الأخرى.على الصعيد المهني، تعد موندو ديبورتيفو الكاتالونية أقدم الصحف الرياضية في إسبانيا، وهي تأسست في الأول من فبراير / شباط عام 1906 في برشلونة، أي بعد عشر سنوات من ظهور أول مطبوعة رياضية في أوروبا وهي «لاجازيتا ديلو سبورت» الإيطالية التي ظهرت عام 1896.كانت «موندو ديبورتيفو» تصدر بشكل أسبوعي ثم تحولت إلى يومية منذ عام 1929، ويبلغ رقم توزيعها نحو 101 ألف نسخة يومياً، وهي تهتم بأخبار أندية إقليم كتالونيا ككل وتنحاز لها، ويأتي فريق برشلونة في المقدمة ومن ثم القطب الثاني في المدينة إسبانيول الذي يقال عنه لإنه«الابن العاق»، على اعتبار أنه يحتفظ بمنافسة تقليدية مع «البلاوجرانا» الذي يحظى بشعبية طاغية في الإقليم ككل.وتنشر «موندو ديبورتيفو» أخباراً عن الألعاب الأخرى، وتبرز بشكل كبير الانتصارات التي يحققها رياضيو إقليم كتالونيا في كرة السلة واليد والهوكي على الجليد والدراجات النارية، كما تهتم بالأحداث التي تستضيفها مدينة برشلونة.ماركا الأولىأما الصحيفة الأولى في كتالونيا والثالثة على مستوى إسبانيا فهي «سبورت» رغم أنها تأسست عام 1979، حيث إنها أخذت مكاناً مهماً عند قراء الإقليم كون استراتيجيتها واضحة وتقوم على شعار «دائماً مع برشلونة».وتعد «سبورت» صاحبة السبق في الأخبار التي تتعلق بنادي برشلونة من ناحية انتقالات اللاعبين ذهاباً وإياباً، وهي توزع 118 ألف نسخة يومياً، وتمتاز بأن موقعها الإلكتروني يصدر بثلاث لغات هي الإسبانية والإنجليزية والعربية.ورغم أن «سبورت» هي برشلونية الهوى إلا أنها تقوم أيضاً بنشر مواضيع تخص نادي إسبانيول.وبالنسبة للصحيفة الرياضية الأولى في إسبانيا والأكثر انتشاراً فهي «ماركا» المدريدية الهوى التي تأسست في العاصمة في 21 ديسمبر / كانون الأول عام 1938 وتصدر بشكل يومي ويبلغ توزيعها أكثر من 400 ألف نسخة وعدد قرائها في نسختها الإلكترونية يزيد على مليوني شخص.وتمتاز «ماركا» بأنها أنشأت نسختها الإلكترونية بشكل مبكر جداً وتحديداً عام 1995، وهي نسخة يتم تحديثها على مدار الساعة، كما أن للصحيفة شبكتها الرياضية الأخرى عبر إنشاء إذاعة وقناة لها عام 2001 تعرف باسم راديو وقناة ماركا، يغطيان الأحداث الرياضية على مدار الساعة.وعملت «ماركا»على أن تكون أكثر وطنية وغير منحازة في أماكن أخرى، حيث تمنح سنوياً ست جوائز في مجال كرة القدم تتعلق بهداف الدوري الإسباني «الليجا» وجائزة اللاعب الشهير السابق زارا لصاحب أعلى رصيد من الأهداف في الدوري بين اللاعبين الإسبان، وجائزة زامورا لأفضل حارس مرمى وجائزة ميجيل مونيوز لأفضل مدير فني، وجائزة جوروثيتا لأفضل حكم، وجائزة دي ستيفانو لأفضل لاعب.وتعرف «ماركا» أنها صاحبة الأخبار الحصرية عن ريال مدريد من خلال علاقتها بالكثير من لاعبيه.الصحيفة الثانية في إسبانيا هي «أس» وتأسست عام 1967 في العاصمة مدريد وتوزع نحو 210 آلاف نسخة يومياً، ويمتاز موقعها بأنه يصدر باللغتين الإسبانية والإنجليزية كما أنها لديها نسختين تتعلقان بتغطية أخبار الرياضة الكولومبية والتشيلية.
أخبار شائعة
- منظمة أوبك.. وتوقعات طلب النفط
- الأردن يستضيف اجتماعات عربية ودولية لبحث الأوضاع في سوريا
- المملكة تكتب التاريخ رياضيا وتحقق انجازاً جديداً
- أسواق الخليج ترتفع وسط رهانات على خفض الفائدة بأميركا
- بوتين يشيد برئيس الإمارات لاهتمامه بتطوير الذكاء الاصطناعي
- عماد الدين أديب يبحث في تل أبيب عن أسرار سقوط الأسد
- PGIM: التوترات الجيوسياسية هي أكثر ما يُقلق المستثمرين الآن
- رياضيون وإعلاميون بالجوف: استضافة كأس العالم 2034 تدعم الرياضة والسياحة وحوار الثقافات