تجددت المعارك الطاحنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أمس الخميس، في محيط القيادة العامة للجيش بشرق الخرطوم، وعند سلاح المهندسين جنوب أم درمان، وكثفت قوات الدعم السريع عملياتها العسكرية للسيطرة على مقرات الجيش في أقاليم دارفور وكردفان والخرطوم، في وقت حذر فيه وزير الخارجية الامريكي قوات الدعم السريع من هجوم وشيك واسع النطاق على الفاشر شمال دارفور حيث فر الآلاف من المعارك.
واندلعت المعارك الطاحنة بين الجيش والدعم السريع، في محيط قيادة الجيش بالخرطوم، وتصاعدت سحب الدخان من المكان، وأفاد شهود عيان بسماع دوي انفجارات قوية في أرجاء العاصمة السودانية، كذلك، تحدث سكان عن معارك قوية تدور رحاها في محيط سلاح المهندسين بجنوب أم درمان.
وأعلن عبد الرحيم دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع، في مقطع مصور نشرته قوات الدعم عبر منصة (إكس)، أن قواته ستتحرك نحو جميع الولايات والفرق العسكرية التابعة للجيش للسيطرة عليها. وكانت قوات الدعم السريع، قد أعلنت الثلاثاء الاستيلاء على الفرقة 21، مقر قيادة الجيش في مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، وذلك بعد أيام قليلة من إعلانها السيطرة على الفرقة 16 بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور ثاني أكبر المدن السودانية بعد الخرطوم، ومركز قيادة الجيش في الأقاليم الغربية.
لكن الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله قلل من شأن إعلان الدعم السريع السيطرة على الحاميات والفرق التابعة للجيش، وشدد على أن القوات المسلحة «ماضية بقوة وعزم في الاضطلاع بواجبها».
وقال في تسجيل صوتي نشرته الصفحة الرسمية للقوات المسلحة على فيسبوك إن محاولات قوات الدعم السريع الهجوم على الحاميات والفرق «لن تجدي شيئاً ولن تستفيد منها»، وأكد أن القوات المسلحة «ستحافظ على البلاد وستسلمها لمواطنيها قريباً خالية من المرتزقة».
وأضاف أن القوات المسلحة مستمرة في العمليات العسكرية داخل العاصمة وخارجها، وأن فرق العمل الخاص في الخرطوم وأم درمان تواصل القيام «بعملياتها ومهامها الناجحة وتكبد العدو الكثير من الخسائر». ودارت مواجهات في مدينتي الجنينة بغرب دارفور، والفاشر في الشمال، لليوم الثاني على التوالي.
وفي السياق ذاته، حذّر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس الخميس قوات الدعم السريع السودانية مما وصفتها واشنطن بأنها «مؤشرات على هجوم وشيك واسع النطاق» في عاصمة ولاية شمال دارفور حيث فر الآلاف من المعارك.
وقال بلينكن في بيان إن «الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ من التقارير التي تتحدث عن هجوم وشيك واسع النطاق من قبل قوات الدعم السريع السودانية على الفاشر في شمال دارفور، من شأنه أن يعرّض لخطر كبير مدنيين بينهم مئات آلاف النازحين فر العديد منهم مؤخراً إلى الفاشر من مناطق أخرى».
وأفاد بأن «الولايات المتحدة تحضّ أطراف النزاع على الوقف الفوري لأي هجمات أخرى في الفاشر ومحيطها والمحافظة على التزاماتها المنصوص عليها في القانون الإنساني الدولي في ما يتعلّق بالمدنيين». وبينما لم تذكر الولايات المتحدة مصدر معلوماتها، يعد البيان قوياً بشكل غير معهود نظراً لصدوره باسم بلينكن. (وكالات)