عواصم – «الخليج»- وكالات:
أكد خبراء أمميون من بينهم المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أمس الخميس، أن الشعب الفلسطيني «يواجه خطراً كبيراً للإبادة الجماعية»، فيما توصلت الاتصالات السياسية المكثفة الهادفة للتوصل إلى هدنة إنسانية وحماية المدنيين في قطاع غزة، وأجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ووزيرة خارجية نيوزيلندا نانايا ماهوتا.
أكد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن إسرائيل دولة احتلال ولا حق لها بالدفاع عن نفسها، في حين أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أنه سيطلب من إسرائيل «خطوات ملموسة» لتقليل الأذى اللاحق بالمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقال الخبراء المستقلون، في بيان مشترك صدر في جنيف، «ما زلنا مقتنعين بأن الشعب الفلسطيني معرض لخطر كبير للإبادة الجماعية» مشيرين إلى أن «الوقت ينفد لمنع الإبادة الجماعية وكارثة إنسانية في غزة». وأضاف هؤلاء «نطالب بوقف إنساني لإطلاق النار لضمان وصول المساعدات إلى الأشد عوزاً».
وأجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثة هاتفية مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، ناقشا فيها الأوضاع في غزة وضرورة وقف العنف ضد المدنيين. وتمحور الحديث حول الوضع في قطاع غزة، وتم التشديد على رفض أي أعمال عنف ضد المدنيين والهجمات على المباني السكنية والبنية التحتية المدنية. وتم تأكيد الموقف المشترك المؤيد للتوصل الفوري إلى وقف إطلاق النار طويل الأمد وضمان الوصول المستدام للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وتوفير المساعدة العاجلة لجميع المحتاجين وإطلاق سراح الرهائن.
وأكد بوريل ضرورة توفير الحماية للمدنيين في ظل الأوضاع المأساوية التي يشهدها أهالي غزة، معرباً عن الصدمة الإنسانية، جراء ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين في غزة وبمعدلات غير مسبوقة، وآخرها الحادث الذي لحق بمخيم جباليا. وبحث شكري مع نظيرته النيوزيلندية تنسيق التحركات الرامية لإنفاذ هدنة إنسانية فورية، وجهود حماية وتسهيل خروج رعايا الدول، كما رحب شكري، خلال الاتصال، بتصويت نيوزيلندا لصالح قرار المجموعة العربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة الداعي لإنفاذ هدنة إنسانية فورية في غزة.
من جهة أخرى، أكد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، دعوة روسيا لوقف إراقة الدماء في الشرق الأوسط تجنباً لتوسع نطاق الأزمة إلى المنطقة بأكملها، والعمل على حل دبلوماسي لها. وقال خلال كلمته أمام الجلسة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة للمنظمة العالمية بشأن فلسطين: «في البداية، من الضروري وقف إراقة الدماء ومنع الأزمة من اجتياح المنطقة بأكملها. وإلا فإن الصراع لن يتوقف أبداً». وأضاف نيبينزيا: «ندعو إلى السماح للوسطاء بالعمل على إيجاد حل دبلوماسي، بما في ذلك الإفراج السريع عن المحتجزين». وأشار نيبينزيا، إلى أن الأمم المتحدة ليس لها الحق في أن تعطي إسرائيل تفويضاً مطلقاً للقيام بعملية برية في غزة.
ومن جانبها، قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن روسيا تشعر بالصدمة إزاء التقارير التي تفيد بمقتل مدنيين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، مشددة على أن موسكو تذكّر بضرورة الالتزام بالقانون الإنساني الدولي. كما أعربت الأرجنتين عن إدانتها للقصف الإسرائيلي الذي استهدف يومي الثلاثاء والأربعاء مخيّم جباليا شمالي قطاع غزة وأوقع في كل مرة عشرات القتلى المدنيين. وقالت وزارة الخارجية الأرجنتينية في بيان إنّها تدين «الهجوم الذي شنّته القوات الإسرائيلية على مخيّم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة».
في الإثناء، قال بلينكن للصحفيين في قاعدة أندروز الجوية قبل توجهه إلى الشرق الأوسط «سنتحدث عن خطوات ملموسة يمكن وينبغي اتخاذها لتقليل الأذى الذي يلحق بالرجال والنساء والأطفال في غزة» مؤكداً «هذا أمر تلتزم به الولايات المتحدة». وكانت الخارجية الأمريكية ذكرت أمس الخميس أن بلينكن ناقش مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان آل سعود الوضع الإنساني في غزة والحاجة إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي. وتابعت أن «الوزير أكد أهمية تلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة، ومنع اتساع نطاق الصراع، وتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة بما يشمل اليمن».
إلى ذلك، قال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، تشانج جون، إن الحرب في غزة ستتصدر جدول أعمال مجلس الأمن الدولي أثناء رئاسة الصين الدورية للمجلس الشهر الجاري. وأكد تشانج أنه «من الضروري تشجيع وقف إطلاق النار ووقف القتال، ومنع وقوع المزيد من الضحايا المدنيين، ووقوع كارثة إنسانية واسعة النطاق، وامتداد الصراع». (وكالات)