شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس السبت، في مراسم بمناسبة ذكرى مرور ستين عاماً على توقيع اتفاقيات إيفيان، على المبادرات المتعلقة بذاكرة حرب الجزائر التي اتخذها منذ بداية ولايته، مؤكداً قناعته بأنه «سيأتي يوم تسلك فيه الجزائر هذا الطريق».

وأحيت فرنسا ذكرى توقيع اتفاقيات إيفيان، ووقف إطلاق النار في الجزائر، أمس السبت، في خضم حملة انتخابية قبل ثلاثة أسابيع من الدورة الأولى للاقتراع الرئاسي.

وقال ماكرون إنه مقتنع بنهج «اليد الممدودة» للجزائر. وذكّر بكل المبادرات التي اتخذت منذ 2017 ل«تهدئة» ذاكرة هذه الحرب معترفاً بأنها أثارت مشاعر استياء في فرنسا كما في الجزائر.

ودعي نحو مئتي شخصية إلى قاعة الحفلات في القصر الرئاسي في الإليزيه، يمثلون الشهود على كل الوقائع المرتبطة بالحرب الجزائرية.

وصرح أمام هؤلاء: «سيقول لي كثيرون: إنك تفعل كل هذا لكنك لست جدياً؛ لأن الجزائر لا تتحرك. في كل مرة واجه كل من سبقوني الأمر نفسه». وأضاف: «أعتقد أنه سيأتي اليوم الذي تسلك فيه الجزائر هذا الطريق».

ولم يحضر المراسم في القصر الرئاسي أي مسؤول جزائري على الرغم من دعوة السفير محمد عنتر داود بحسب الإليزيه.

وكشفت مصادر دبلوماسية جزائرية أن سبب غياب المسؤولين الدبلوماسيين الجزائريين عن مناسبة مشتركة بين البلدين، يعود إلى «دعوة الإليزيه مجندين سابقين في صفوف جيش الاحتلال الفرنسي» ممن يسمون «الحرْكيين» و«الأقدام السوداء». ويهدف إحياء هذه الذكرى إلى تحقيق «مصالحة» وإرساء «تهدئة» على غرار المناسبات السابقة التي تم تنظيمها منذ بداية السنوات الخمس حول حرب الجزائر.

وذكر الإليزيه أن ماكرون سعى من خلال سلسلة من المبادرات إلى إرساء «مصالحة بين فرنسا والجزائر»، وكذلك بين «الذاكرات المجزأة» في فرنسا.

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version