متابعة: ضمياء فالح

هل من الممكن بين ليلة وضحاها أن ينقلب البرتغاليون على صانع بسمتهم الكروية في السنوات الأخيرة، عندما قادهم لإحراز لقب بطولة كأس الأمم الأوروبية في 2016، كما يعد الهداف التاريخي للمنتخب وأكثر من سجل كلاعب على الصعيد الدولي بالنسبة للاعبي العالم ككل؟

هذا ما حدث بالفعل، عندما دخلت الصحف البرتغالية هذا الأسبوع حالة طوارئ بسبب النجم كريستيانو رونالدو إذ ارتفعت الأصوات المطالبة باستبعاده عن تشكيلة المدرب فيرناندو سانتوس، لأن نجم مانشستر يونايتد تراجع أداؤه ولا يفكر حالياً سوى في حياته الشخصية مع قرب استقباله التوأم وسط قصة عن رغبته بشراء سيارة استون مارتن (230 ألف استرليني ) التي ظهرت في فيلم جيمس بوند الأخير «No Time To Die». ويعشق البرتغاليون نجمهم رونالدو لكنهم يعتقدون أنه ليس مناسباً لخوض «بلاي أوف» تصفيات مونديال 2022 عن القارة الأوروبية، كما هي حال الممثل الإنجليزي دانييل كريج الذي أعلن أن هذا الفيلم هو الأخير له بشخصية جيمس بوند ليفسح المجال لنجم آخر.

وشارك رونالدو (37 عاماً) في 4 نهائيات كأس عالم لكن المنتخب يواجه 10 أيام صعبة فهناك «بلاي أوف» أمام تركيا في ملعب نادي بورتو، دراجاو، الخميس ثم مواجهة من العيار الثقيل غالباً أمام إيطاليا بفارق 5 أيام. وعلق الصحفي سيرجيو بيرس:«مشكلة ضم رونالدو من عدمه تحولت لموضوع أشبه بمشكلة سياسية يعقد بسببه مؤتمر قمة للتوصل لاتفاق ووضع استراتيجية لإعداد اعتزاله من المنتخب. أعتقد أن من المثير للجدل أن نقول إن البرتغال أفضل أداء بدون أفضل لاعب فيها خصوصاً أنه لا يوجد الكثير من المباريات التي تخلو من مشاركته كي تكون هناك إحصائية ناجحة».

ولم تخسر البرتغال أي مباراة بدون رونالدو منذ 2014 وقد سحقت كرواتيا 4-1 بدونه في دوري الأمم في سبتمبر 2020 ووصف الصحفيون تلك المباراة بأفضل أداء للمنتخب منذ 8 سنوات تحت قيادة المخضرم سانتوس. وتألق في تلك المباراة برونو فيرنانديز زميل رونالدو في اليونايتد، وبيرناردو سيلفا نجم مانشستر سيتي وديوجو جوتا نجم ليفربول، وجواو فيليكس نجم أتلتيكو مدريد، ناهيك عن المدافع المخضرم بيبي، نجم بورتو، وروبن دياز وجواو كانسيلو نجمي سيتي.

وتابع بيرس:«يختلف الوضع عندما يلعب رونالدو، الجميع يلعب من أجل إيصال الكرة له ولدينا مقولة هنا في البرتغال أن المنتخب هو رونالدو زائد 10 لاعبين آخرين، لكن الفريق أكثر استرخاء بدون رونالدو وأفضل أداء. الوضع مشابه لما يحصل في اليونايتد، ماجواير هو الكابتن، لكن رونالدو أكثر شعبية كقائد لكن اللاعبين الشباب يجدون صعوبة في التعايش مع مقاييسه في المباراة».

سانتوس متمسك برونالدو

ويدرك المدرب البرتغالي سنانتوس (67 عاماً) أهمية نجمه رونالدو ولا يريد المجازفة باستبعاده كي لا يقول أحد أننا خسرنا بسبب غيابه وقال: «لا أعتقد أن هناك فريقاً يقدم أفضل أداء عندما يكون أفضل نجم فيه غائباً. نحتاج إلى الفوز ولا شيء آخر أهم من الفوز. يجب أن نكون في المونديال من أجل شعبنا».

ويعتقد البعض أن سانتوس يعرف كيف يدير لعبة الإقصاء والضم خصوصاً أن رونالدو مهم في الثلث الأخير من المباراة فهو يضاعف فرص التسجيل. وتعتقد البرتغال أن الفوز على تركيا سيكون سهلاً كما فعلت في أمم أوروبا الصيف الماضي لكن إيطاليا خصم مختلف، وعلق المدافع الإيطالي ليوناردو بونوتشي، نجم يوفنتوس وزميل رونالدو سابقاً: «تحدثت لرونالدو حول مواجهتنا ربما في التصفيات، كريستيانو يدرك جيداً أنه سيعاني بعض الركلات».


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version