نفذت إسرائيل تهديداتها باستهداف المنشآت الطبية، وواصلت، أمس الجمعة، حرب الإبادة الشاملة التي تشنها على قطاع غزة واستهدفت مدارس ونازحين وأحياء سكنية، وقصفت باحة مستشفى الشفاء، المجمع الطبي الأكبر في القطاع، وحاصرته بالدبابات، وسط حالة من الانهيار التام للقطاع الصحي، بينما أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أمس، العزم على فرض «سيطرة أمنية كاملة» على قطاع غزة بعد الحرب وعدم تسليمها لقوات دولية.

وفي اليوم الخامس والثلاثين للحرب، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن القوات الإسرائيلية قصفت مجمع الشفاء الطبي وأوقعت 13 ضحية وعشرات الجرحى.

وأظهرت مشاهد مروعة من المكان تكدس عشرات الجثث، فضلاً عن الجرحى في أروقة وباحة المجمع.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة: «دبابات الاحتلال الإسرائيلي تحاصر مستشفيات الرنتيسي والنصر للأطفال والعيون والصحة النفسية من كل الاتجاهات».

وأضاف: «آلاف المرضى والطواقم الطبية والنازحين محاصرون داخل المستشفيات بلا ماء وبلا طعام ويتعرضون للموت في أي لحظة».

واتهم الناطق الإعلامي هيئة الغوث الدولية بتركها مئات آلاف اللاجئين في محافظتي غزة وشمالي غزة بلا طعام ولا ماء ولا دواء، فيما أكدت منظمة الصحة العالمية تعرض المستشفى للقصف.

وقالت المتحدثة باسم المنظمة مارغريت هاريس، أمس الجمعة، إن «الشفاء» يتعرض للقصف، مضيفة أن 20 مستشفى في القطاع خرجت الآن من الخدمة.

وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن قناصة الجيش الإسرائيلي استهدفوا مستشفى القدس وأطلقوا النار بشكل مباشر على الموجودين في المبنى، ما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة 20 شخصاً آخرين.

ووصف مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، أن القصف الإسرائيلي في محيط المستشفى جعل الوضع سيئاً جداً، في ظل تكدس الجرحى بالمئات داخل أروقة المشفى. وأضاف:  : «استُهدف المستشفى بأربع غارات في ساحته وفي مستشفى الولادة والعيادة الخارجية، ما أسفر عن عدد من الضحايا والجرحى».

من جانب آخر، قالت وكالة الأنباء الفرنسية نقلاً عن مصادر طبية إنه تم انتشال نحو 50 ضحية من داخل مدرسة البراق في غزة، بعد قصف صاروخي ومدفعي استهدفها.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس، ارتفاع حصيلة قتلى الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي إلى 11078 قتيلاً بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسناً وإصابة 27490 مواطناً بجراح مختلفة.

وأضافت الوزارة: «وصلنا 2700 بلاغ عن مفقودين منهم 1500 طفل ما زالوا تحت الأنقاض».

ميدانياً تواصل القتال وجهاً لوجه في محاور عدة من القطاع، وأعلنت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، أن مقاتليه دمروا 8 مدرعات واستهدفوا جنوداً بقذيفة قرب مشفى الشفاء، فيما كشف الإعلام العبري عن أن أكثر من 100 جندي إسرائيلي أصيبوا بجروح خطِرة منذ بدء العملية البرية شمالي قطاع غزة قبل أسبوعين.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»: أصيب نحو 250 جندياً خلال العملية البرية، وأكثر من 100 منهم في حالة خطِرة، بينما ارتفعت حصيلة القتلى إلى 39، فيما تم الإعلان عن مصرع قائد كبير وسكرتيرته في معارك شمالي غزة.

إلى ذلك، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الجمعة، عن رفضه تسليم قطاع غزة لقوات دولية، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي سيواصل سيطرته على القطاع بعد الحرب.  (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version