عندما تفكر في دبي، فإن أول ما قد يتبادر إلى ذهنك هندستها المعمارية الخلابة؛ والآن تتبنى مجموعة من المهندسين المعماريين والمصممين الابتكار المستدام لإنشاء منشآت لا تمثل سوى جزء صغير من حجم أبراج المدينة الشاهقة، ولكنها ليست أقل إلهاماً، عبروا عنها خلال أسبوع دبي للتصميم.

من بين هؤلاء، أنشأ السوري أحمد القطان المقيم في دبي مساحة اجتماعية حميمة في الهواء الطلق على غرار (الشرنقة)، حيث يمكن للمصممين إطلاق العنان لأفكارهم، فهي لا توفر الظل والمقاعد للبشر فحسب، بل توفر أيضاً مأوى للحمام.

يحمل اسم (ديزاينست)، وهو مستوحى من الأهمية التاريخية لأبراج الحمام في شبه الجزيرة العربية، إذ بُنيت المباني التي غالباً ما تتميز بأقواس جميلة ونقوش مفصلة لحماية الحمام أثناء الطقس القاسي وجمع فضلاته لاستخدامها سماداً.

يتميز التصميم بأعشاش الحمام في الجزء العلوي من الهيكل المستطيل، بينما ترحب ثلاثة مداخل مقوسة في الأسفل بالزوار من البشر.

وتفصل أقسام البشر عن الحمام، وسيستخدم براز الطيور الذي يتم جمعه من القسم العلوي سماداً للنباتات في التصميم بدبي.

صمم هذا الهيكل الخشبي المسمى (نسيج) بهدف التأمل الداخلي

أسبوع دبي للتصميم

تصميم القطان هو جزء من أسبوع دبي للتصميم السنوي، وفاز بالمركز الأول في مسابقة اللجان الحضرية التي تدعو المصممين والمهندسين المعماريين لتطوير أثاث خارجي مبتكر.

وقال القطان «طلبت المسابقة تصميم جهاز تظليل أو مكان تجمع أو منطقة جلوس».

وأضاف «حاولت أن أفعل كل ذلك معاً، لكن كان لدي دائماً اهتمام بالتصميم غير البشري، وفكرت دائماً لماذا يجب أن يكون كل شيء متمحوراً حول الإنسان؟».

يعد أسبوع دبي للتصميم، في عامه التاسع، والذي يستمر من 7 إلى 12 نوفمبر تشرين الثاني، أكبر حدث من نوعه في المنطقة، ويتألف من ورش عمل وتركيبات ومعارض ومحاضرات.

أسبوع دبي للتصميم
صمم مويي ستديو (دوائر الثقة) هذه التي تمنح الإطارات المهملة حياة جديدة

كوب 28

قبل انعقاد مؤتمر المناخ (كوب 28) القادم في دبي، يركز موضوع أسبوع التصميم لهذا العام على الممارسات والمواد المستدامة.

قالت ميتي ديغن كريستنسن، مديرة معرض التصميم الرئيسي (داون تاون ديزاين) التابع لأسبوع دبي للتصميم، إن الاستدامة تطبق في الحدث على مدار السنوات الست الماضية، «لكن هذا العام، يتعلق الأمر حقاً بأشكال جديدة من الممارسات المستدامة، على سبيل المثال، لا يقتصر الأمر على النظر إلى الطباعة ثلاثية الأبعاد فحسب، بل أيضاً إلى الأنواع المختلفة من المواد التي يمكنك بها الطباعة ثلاثية الأبعاد».

صمم ابتكار القطان في الأصل ليتم طباعته بالطباعة ثلاثية الأبعاد باستخدام الخرسانة المسلحة بالألياف الزجاجية المعاد تدويرها، ولكن قيود الوقت والتكلفة والوزن تعني أن النماذج الأولية المصممة لأسبوع دبي للتصميم تستخدم مزيجاً من الأساليب والمواد الصديقة للبيئة، بما في ذلك خلط المواد النباتية. كتبديل البلاستيك بمسحوق الخشب، والطباعة ثلاثية الأبعاد بالرمل.

أسبوع دبي للتصميم
يهدف هذا التصميم الحفاظ على تراث اللؤلؤ في البحرين

وقال القطان، وهو مهندس معماري مستقل «إن المسؤولية البيئية في تصميمك منذ مراحل التصميم المبكرة لم تعد مجالاً متخصصاً، بل أصبحت ضرورة».

«لهذا السبب حصلت على درجة الماجستير في هندسة الطاقة المتجددة، لا يتعلق الأمر بالهندسة المعمارية، ولكني أردت أن أكون على دراية بكيفية جعل تصميمي أكثر استدامة منذ التصميم المبكر».

وتشمل تركيبات التصميم الأخرى التي تناسب موضوع الاستدامة جناح المهندس المعماري الإماراتي عبدالله الملا (أوف بالم)، المصنوع بالكامل من شجرة النخيل الأصلية، و”بالب فراكشنز” لشركة الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي التي تتخذ من دبي مقراً لها، وهي عبارة عن تركيب مصنوع من نفايات الورق المقوى، ولب الورق الذي تم ضغطه وتجفيفه وتشكيله.

أسبوع دبي للتصميم
جناح المهندس المعماري الإماراتي عبدالله الملا (أوف بالم)، المصنوع بالكامل من شجرة النخيل الأصلية

وقالت ديغن كريستنسن مديرة معرض التصميم الرئيسي (داون تاون ديزاين) نحن نبحث عن تصاميم عملية مستدامة وقابلة للتطوير في جميع أنحاء منطقة الإمارات العربية المتحدة.

تعتبر المحاولة الثالثة لشركة القطان للفوز بفئة اللجان الحضرية، قال القطان «إن المسابقات هي أفضل مكان للتعبير عن أفكارك دون أن تتحكم فيها آراء عملائك أو التكلفة أو الجدوى».

«إنها تساعد على دفع حدود ما هو ممكن حقاً».

(آريا جيوثي-CNN)

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version