القاهرة – «الخليج»، وكالات:
دعا وزير المالية اليميني المتطرف في الحكومة الإسرائيلية بتسلئيل سموتريش، أمس الثلاثاء، إلى تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة إلى دول أخرى في العالم، معتبراً أن غزة لا يمكنها البقاء ككيان مستقل، فيما أكدت مصر رفضها لهذه التصريحات، مشددة على أنها غير مسؤولة وتخالف القانون الدولي،
في وقت طالب الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو نظيره الأمريكي جو بايدن خلال زيارة إلى البيت الأبيض، ب«فعل المزيد» من أجل وقف إراقة الدماء في قطاع غزة والتوصّل لوقف لإطلاق النار، بينما اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي ايلي كوهين، أن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش لا يستحق أن يكون على رأس المنظمة الأممية، في حين دعا غوتيريش باسم الإنسانية إلى وقف اطلاق النار في غزة.
وقال سموتريش، الذي يتزعم أيضاً حزب الصهيونية الدينية، إنه يؤيد دعوة اثنين من أعضاء الكنيست الإسرائيلي كتبا في افتتاحية لصحيفة «وول ستريت جورنال» أن الدول الغربية يجب أن تقبل عائلات من غزة عبرت عن رغبتها في الانتقال إلى مكان آخر.
وقال سموتريش في بيان «أرحب بمبادرة الهجرة الطوعية (حسب تعبيره) لعرب غزة إلى دول العالم… هذا هو الحل الإنساني الصحيح لسكان غزة والمنطقة بأكملها بعد 75 عاماً من اللجوء والفقر والخطر». وزعم أن منطقة صغيرة مثل قطاع غزة لا تتمتع بموارد طبيعية لا يمكن أن تعيش بمفردها، وأضاف «لن تكون دولة إسرائيل قادرة بعد الآن على قبول وجود كيان مستقل في غزة». وكان عضوا الكنيست داني دانون من حزب (ليكود) الحاكم ورام بن باراك من حزب «يش عتيد» (هناك مستقبل) المعارض بزعامة يائيير لابيد كشفا الاثنين عن مبادرة طرحها عدد من أعضاء الكنيست تدعو إلى صياغة خطة تسمح بتهجير جماعي للاجئين من قطاع غزة إلى بلدان توافق على استقبالهم، وذلك من خلال آلية منظمة بالتنسيق بين الدول.
وقد رد وزير الخارجية المصري سامح شكري على تصريحات سموتريش، ووصفها بأنها غير مسؤولة وتخالف القانون الدولي ومرفوضة. وعقب وزير الخارجية المصرية في بيان، بأنه قد لوحظ على مدار الفترة الماضية سيولة في التصريحات غير المسؤولة المنسوبة لمسؤولين بالحكومة الإسرائيلية، والتي تخالف في مجملها قواعد وأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأكد شكري أن هذا التصريح يعد تعبيراً عن سياسة الحكومة الإسرائيلية المخالفة للقوانين الدولية، وأن أية محاولة لتبرير وتشجيع تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة، هي أمر مرفوض مصرياً ودولياً جملة وتفصيلاً.
وجدد الأردن رفضه الوجود الأمني الإسرائيلي في القطاع المحاصر، ونبه من خطورة هذه الحرب المستعرة منذ السابع من أكتوبر على المنطقة برمتها. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في مقابلة مع (إيه.بي.سي نيوز)، إنه لا توجد فرصة لأن تلعب قوات حفظ سلام عربية مشتركة دوراً في غزة بعد الحرب.
من جهة أخرى، وخلال لقائهما في البيت الأبيض، قال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو مخاطباً بايدن إنّ «إندونيسيا تناشد الولايات المتّحدة فعل المزيد لوقف الفظائع في غزة». وأضاف أنّ «وقف إطلاق النار ضروري من أجل الإنسانية».
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «قلقه الشديد للوضع الفظيع والخسائر الكبيرة في الأرواح في العديد من المستشفيات» في قطاع غزة، وفق ما أعلن المتحدث باسمه. وأضاف ستيفان دوجاريك «باسم الإنسانية، يدعو الأمين العام إلى وقف إنساني فوري لإطلاق النار». غير أن إيلي كوهين قال، خلال مؤتمر صحفي في مقر الأمم المتحدة في جنيف إن «غوتيريش لا يستحق أن يكون على رأس الأمم المتحدة. لم يشجع غوتيريش أي عملية سلام في المنطقة… غوتيريش، على غرار كل الأمم الحرة، ينبغي أن يقول بوضوح وبصوت عال: حرروا غزة من حماس».