انسحب الجيش الإسرائيلي، مساء أمس الأربعاء، من مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، بعد تنفيذه عملية اقتحام، لم يحقق فيها ما كان متوقعاً. وأفادت إذاعة الجيش بأنه لم يوجد ما يشير إلى وجود الرهائن الذين اختطفتهم «حماس» أو أنفاق تحت المجمع رغم التعبئة الطويلة، وفي اليوم الأربعين للحرب تبين أن إسرائيل ارتكبت 1200 مجزرة أسفرت عن 11500 قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال ونحو 29800 جريح ودمار هائل طال البنية التحتية.

انسحبت حوالي 15 دبابة من محيط المستشفى، بعد أن فجّر الجيش الإسرائيلي قبو مبنى الجراحات في المكان، ومرافق مهمة في المستشفى وأجهزة طبية، وخرج من المستشفى دون العثور على أي أشخاص. وقبل انسحابه، زعم مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي أن قواته عثرت على أسلحة وبنية تحتية خاصة بحركة حماس خلال مداهمة مستمرة على منطقة واحدة محددة داخل المستشفى. وأردف قائلاً: «عثرنا على أدلة ملموسة على استخدام مجمع الشفاء كمقر لحماس وسنعرض أجزاء منها للرأي العام لاحقاً».

واقتحم جنود إسرائيليون وهم يطلقون النار في الهواء مستشفى الشفاء في غزة فجر أمس، وانسحبوا منه بعد ساعات طويلة من التفتيش والتدقيق في هويات الموجودين في المكان. وبعد اقتحامه، طلب الجنود من الموجودين داخل مجمع الشفاء الطبي، وهو أكبر مستشفيات القطاع، الاستسلام.

بلغة عربية ركيكة، صرخ جندي عبر مكبّر صوت «كل الشبان من 16 عاماً وما فوق، عليكم رفع أيديكم الى فوق والخروج من المبنى إلى الساحة الخارجية وتسليم أنفسكم».

وفوراً، بدأ مئات من الشبان الخروج من مختلف الأقسام الطبية في المستشفى الواقع غرب مدينة غزة حيث تتركّز المعارك بين الدبابات الإسرائيلية ومقاتلي الفصائل الفلسطينية منذ أيام.

وفي ساحة المستشفى، شاهد الصحفي العالق في المكان الذي كان قصده لتغطية صحفية، قرابة ألف شخص يرفعون أياديهم في الهواء، وطلب الجنود من البعض خلع ملابسهم.

وانسحب الجيش الإسرائيلي من المستشفى مساء أمس، وأعادت الدبابات التي كانت في حرمه انتشارها في محيطه، وفق الصحفي الذي قال إن الجيش اعتقل نحو مئة شخص بعد أن طلب منهم إعادة ارتداء ملابسهم الداخلية. وتنقّل الجنود بين الأقسام والغرف، وقاموا بعمليات بحث وتفتيش دقيقة حتى للنساء والأطفال.

وتعالت أصوات بكاء نساء وأطفال في بعض الأقسام. مقابل قسم الطوارئ، وضع الجنود بوابة إلكترونية نصبت عليها كاميرات. وطُلب من البعض المرور أمام الكاميرات المجهزة للتعرّف على هوياتهم.

وحمّلت وزارة الصحة الفلسطينية إسرائيل والمجتمع الدولي والولايات المتحدة المسؤولية عن سلامة الطواقم الطبية وآلاف الجرحى والنازحين بداخله، ومنذ بداية الحرب تدعي إسرائيل وجود مقاتلين وقيادات ومقار عسكرية لحركة «حماس» في مجمع الشفاء الطبي، فضلًا عن زعم وجود أنفاق أسفل المستشفى مرجحةً وجود أسرى، لكن ذلك لم يتأكد بعد انتهاء الاقتحام، وتحدثت «القناة 13» العبرية عن فشل استخباراتي قاتل خلاف ما كان متوقعاً عندما كانت المسؤولون الإسرائيليون يتحدثون عن «أهداف كبيرة» داخل المستشفى وتحته. ويتجلى هذا الفشل في عدم وجود أدلة يقدمها الجيش الإسرائيلي للرأي العام والمجتمع الدولي حول ادعاءات ما كانت تنسبه للمستشفيات، لاسيما أن عواصم غربية مثل واشنطن وبرلين ورئاسة الاتحاد الأوروبي تبنت الرواية الإسرائيلية.

وفي اليوم الأربعين للحرب، قال المكتب الإعلامي في غزة إن الجيش الإسرائيلي نفذ 1200 مجزرة خلال ال40 يوماً الماضية أدت لمقتل 11 ألفاً و500 مدني، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلًا عن 3640 مفقوداً بينهم 1770 طفلًا لا يزالون تحت الأنقاض.

وأكد متحدث باسم المكتب الحكومي، في مؤتمر صحفي، مقتل 200 من الفرق الطبية بين طبيب ومسعف وممرض، و22 من رجال الدفاع المدني، و51 صحفياً. وتجاوز عدد الإصابات حاجز 29 ألفاً و800 إصابة، يمثل الأطفال والنساء أكثر من 70% منهم، في وقت تم فيه تدمير 95 مقراً حكومياً و255 مدرسة بينها 63 خرجت من الخدمة بشكل كامل.

وكان آخر هذه المدارس التي استهدفتها إسرائيل مدرسة الموهوبين في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، التي شهدت مجزرة أوقعت عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال تفحمت أجسادهم تماماً، حسب بيان الحكومة. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version