تحدثت أوساط دبلوماسية وإعلامية، مساء أمس الجمعة، عن قرب التوصل لاتفاق هدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» يشمل إدخال مساعدات والإفراج عن 50 أسيراً لدى الحركة، مقابل 50 من النساء والأطفال، فيما شاركت عائلات رهائن مع آلاف الإسرائيليين في مسيرة باتجاه القدس لتكثيف الضغوط على الحكومة لتأمين إطلاق سراح ذويهم، بينما أعلنت اسرائيل، أنها سمحت بدخول شاحنتي وقود يومياً إلى قطاع غزة، بدءاً من مساء اليوم، لتلبية احتياجات الأمم المتحدة لدعم البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في اليوم الثاني والأربعين للحرب في غزة. ورغم أن حمولة الشاحنتين لا تساوي إلا 3 بالمئة من استهلاك القطاع، إلا أن وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموترتيش انتقد هذا القرار، واعتبره «خطأ فادحاً».
أشارت المصادر المتطابقة إلى أن الاتفاق الوشيك في غزة يشمل هدنة من ثلاثة أيام، مؤكدة أن هناك ضغطاً أمريكياً على إسرائيل للقبول بالصفقة. وكان مصدر فلسطيني مطلع على مجريات الوساطة لإبرام صفقة تبادل الأسرى، قال في وقت سابق، أمس الجمعة، إن هناك «انفراجة» مؤخراً قد تؤدي إلى إعلان اتفاق خلال 48 ساعة. وأضاف المصدر أن هناك بالفعل اتفاقاً على صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس في إطار المساعي الرامية لإنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ 6 أسابيع، لكنه أشار إلى أن صعوبة التواصل على الأرض بين حركة حماس وجهات فلسطينية أخرى تتسبب في تأخير الإعلان.
وكانت مسيرة لعائلات الأسرى الإسرائيليين بدأت من تل أبيب قبل ثلاثة أيام وتمتد حالياً لبضعة كيلومترات. وأغلقت الشرطة أجزاء من الطريق السريع الرئيسي بينما بدأ المتظاهرون في صعود التلال المؤدية إلى القدس. ورفعوا صور ذويهم ولوحوا بالأعلام الإسرائيلية وهتفوا «لن نستسلم، نطالب بإطلاق سراح الرهائن».
وبينما أعلنت هيئة المعابر والحدود الفلسطينية المشرفة على معبر رفح مع مصر مساء أمس إدخال 17 ألف لتر من الوقود الى قطاع غزة لتغذية مولدات الكهرباء العائدة لشركة الاتصالات، قال مسؤول اسرائيلي، في بيان، إن مجلس الحرب «وافق بالإجماع على توصية مشتركة للجيش الإسرائيلي والشين بيت (الامن الداخلي) بالامتثال لطلب الولايات المتحدة والسماح بدخول شاحنتين لوقود الديزل يومياً».
وأضاف البيان أن ذلك يأتي «لتلبية احتياجات الأمم المتحدة لدعم البنية التحتية للمياه والصرف الصحي». وذكر المصدر أن شاحنات الوقود ستمر عبر معبر رفح الحدودي من خلال وكالات الأمم المتحدة وصولا إلى السكان المدنيين في جنوب قطاع غزة شرط عدم وصولها إلى حركة «حماس».
وأشار البيان الى أن الهدف من هذا الإجراء هو دعم الحد الأدنى لأنظمة المياه والصرف الصحي لمنع تفشي الأوبئة التي يمكن أن تنتشر في جميع أنحاء المنطقة وتلحق الضرر بسكان القطاع والجنود وحتى إسرائيل. لكن عضو مجلس الحرب بيني غانتس، ذكر أن المجلس قرر بموافقة كافة أعضائه تزويد المنظمات الدولية في غزة ب60 ألف لتر وقود في ال48 ساعة القادمة. وقال إن الموافقة على عملية النقل جاءت لمرة واحدة بناء على طلب أطراف دولية لغرض تشغيل مرافق التحلية والصرف الصحي، ولاحتياجات إضافية للمؤسسات العاملة في جنوب قطاع غزة، بينما طالب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموترتيش بتغيير تشكيل حكومة الحرب بعد قرار إدخال الوقود إلى قطاع غزة. واعتبر أن القرار «خاطئ ويظهر الضعف». وقال إن إدخال الوقود «خطأ فادح ومخالف لقرار الحكومة. هو بمثابة إدخال الأكسجين للعدو».
من جهة أخرى، قالت المنظمة إنه يجب إنشاء نظام لإخراج الحالات ذات الأولوية من القطاع. ودعا بيبركورن إلى عمليات إجلاء طبي يومية ومستدامة دون عوائق وآمنة للمرضى والمصابين بجروح خطرة إلى مصر المجاورة. وتحدث بيبركورن من القدس عبر تقنية الاتصال المرئي.
وأعلنت قبرص، أمس الجمعة، أنها تقترب من التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل يتيح إقامة ممر بحري للمساعدات الإنسانية من الجزيرة إلى قطاع غزة في ظل الحرب على غزة. (وكالات)