ينتخب الأرجنتينيون، غداً الأحد، رئيس البلاد المقبل في اقتراع لم تحسم نتيجته، يتنافس فيه وزير الاقتصاد في بلاد تشهد أزمة عميقة ومرشح ليبرالي جداً. ويبلغ عدد المسجلين في القوائم الانتخابية نحو 36 مليون شخص لهذا التصويت الإجباري. ومن المقرر أن يتولى الرئيس الجديد منصبه في 10 ديسمبر.

وفي شوارع بوينس آيرس وضواحيها، تنتشر ملصقات لمرشح الكتلة الحكومية (يسار وسط) سيرخيو ماسا (51 عاماً) خلافاً لليبرالي خافيير ميلي (53 عاماً) الذي يقوم بحملته إلى حد كبير على مواقع التواصل الاجتماعي. ولم يعقد ميلي إلا لقاءً واحداً كبيراً بين جولتَي التصويت، كان الخميس في قرطبة، ثاني مدن البلاد من حيث عدد السكان، خلال ختام حملته. وتُظهر استطلاعات الرأي أن المرشحَين متقاربان، حتى مع تقدم بسيط لميلي. وأفاد الكثير من المعاهد بأن نسبة الناخبين المترددين تبلغ نحو 10 في المائة أو أكثر.

وقال نيكولاس سالدياس، المحلل في وحدة «إيكونومست إنتليجنس يونيت» للبحوث التابعة لمجموعة «إيكونومست» البريطانية لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الوضع يتّسم بدرجة عالية من عدم اليقين. والعديد من الناخبين سيتخذون قرارهم في اليوم الأخير أو في الساعات الأخيرة وحتى في مراكز التصويت». وقالت المواطنة سيرخيا ألايا: «لا أعرف حتى الآن لمن سأصوت. نحن نخاف مما هو جديد، لكننا لا نريد الاستمرار كما كنا». وتشهد الأرجنتين واحداً من أعلى معدلات التضخم في العالم (143 في المئة خلال عام)، بينما تستمر قيمة عملتها الوطنية (البيزو) في الانخفاض. كذلك، يكافح ثالث اقتصاد على مستوى أمريكا اللاتينية من أجل سداد قرض بقيمة 44 مليار دولار حصل عليه عام 2018 من صندوق النقد الدولي بسبب التراجع الحاد في احتياطات النقد الأجنبي. ومنذ 16 شهراً في حكومة ألبرتو فرنانديس المنتهية ولايته، والذي لا يحظى بشعبية كبيرة، حاول ماسا خلال حملته الانتخابية أن ينأى بنفسه عن إدارة بلد يعيش 4 من كل 10 سكان فيه تحت خط الفقر، وأن يقنع الأرجنتينيين بأن التوجه سينعكس في المستقبل. واستطاع ماسا الفوز في الجولة الأولى من الانتخابات في 22 أكتوبر/ تشرين الأول، بنسبة 37 في المئة، متقدماً على خافيير ميلي (30 في المئة) ومرشحة اليمين الوسط باتريسيا بولريتش (24 في المئة) التي انضمت منذ ذلك الحين إلى معسكر ميلي. وخفف ميلي الذي كان المرشح الأوفر حظاً للفوز في الجولة الأولى، من حدة خطابه مذاك بعد تصريحات مثيرة للجدل مثل إعلانه أنه ضد الإجهاض، وأنه يريد تسهيل شراء الأسلحة وبيع الأعضاء البشرية. وقال الطالب ماتياس إيسوكوريان، البالغ 19 عاماً: «قد يكون هذا التغيير مفيداً»، متأسفاً لخطاب ميلي «المتطرف» أحياناً وافتقاره إلى الخبرة في السياسة. وخلال المناظرة الأخيرة بين المرشّحين بدا ميلي أقل ارتياحاً من ماسا الذي أحرجه في بعض مقترحاته المتطرفة. وقال بنجامين خيدان، مدير الشؤون الأرجنتينية في «ويلسون سنتر» ومقره واشنطن، إن ماسا «لا يستطيع أن يقدم نفسه على أساس سجله نظراً لإدارته الكارثية للاقتصاد، ولا على أساس أفكاره لأنه لو كانت لديه أفكار جيدة لنفذها». وأضاف: «لم يتبقَّ له إلا بث الخوف والتحذير مما تعنيه رئاسة ميلي». ومنذ الجولة الأولى، يستنكر معسكر ميلي محاولات تزوير مفترضة، وهو أمر غير مسبوق منذ عودة الديمقراطية إلى الأرجنتين قبل 40 عاماً. لكن لم تقدَّم أي شكوى رسمية. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version