طلب السودان من الأمم المتحدة، مساء الخميس، «إنهاء فورياً» للبعثة السياسية للمنظمة في البلاد، التي تحمل اسم بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان «يونيتامس»، فيما تشهد مدينتا الضعين والفاشر السودانيتان توترات أمنية غير مسبوقة، على خلفية محاصرة قوات الدعم السريع للمدينتين فيما نددت كل من أمريكا وبريطانيا والنرويج المسماة ب«الترويكا» بتصاعد العنف في دارفور وطالبت بخفض التصعيد.

وأبلغ وزير الخارجية السوداني المكلف، علي الصادق، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ب«إنهاء عمل البعثة الأممية». وكتب الصادق في رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وجرى توزيعها على مجلس الأمن الدولي «حكومة السودان طلبت من الأمم المتحدة إنهاء مهمة يونيتامس على الفور. وفي الوقت ذاته، نود أن نؤكد لكم أن حكومة السودان ملتزمة بالتعامل بشكل بنّاء مع مجلس الأمن والأمانة العامة».

وتابع أن «الغرض من إنشاء البعثة (كان) مساعدة الحكومة الانتقالية في السودان، بعد ثورة ديسمبر عام 2018»، مضيفاً أن أداء البعثة في تنفيذ أهدافها «كان مخيّباً للآمال».

ورداً على سؤال بشأن قرار السودان، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريش، إن الرسالة وصلت وتم تعميمها على مجلس الأمن.

من جهة أخرى، قالت مصادر صحفية إن مدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، تشهد توترات أمنية غير مسبوقة على خلفية دفع قوات الدعم السريع بتعزيزات عسكرية كبيرة طوقت المدينة من 3 اتجاهات، وتتأهب لمهاجمة قيادة الفرقة ال20 التابعة للجيش بالمدينة.

وأضافت المصادر أن زعيم قبيلة الرزيقات التي تنحدر منها قيادات وغالبية مقاتلي قوات الدعم السريع يقود جهوداً للوساطة بين الطرفين وتجنيبهما المواجهات العسكرية، نظراً لأن مدينة الضعين تكتظ بالسكان بعد تدفق النازحين عليها من مناطق مختلفة بدارفور. وأشارت إلى أن قوات الدعم السريع أمهلت زعيم قبيلة الرزيقات مدة أقصاها غداً الأحد، من أجل حث قيادة الفرقة ال20 على الاستسلام أو مهاجمتها.

من جهتها، تعيش مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور تحت حصار قوات الدعم السريع، وسط مخاوف من دخول قوات الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، طرفاً في القتال إلى جانب الجيش، ما يفتح الباب أمام انزلاق المنطقة نحو الصراع العرقي.

إلى ذلك، طالبت الأمم المتحدة أمس الجمعة بإجراء تحقيق في تقارير تفيد بحدوث موجة ثانية من عمليات القتل ذات الدوافع العرقية في ولاية غرب دارفور، والتي خلّفت مئات القتلى. وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن معلومات أولية تم الحصول عليها من ناجين وشهود تشير إلى أن مدنيين من قبيلة المساليت «عانوا ستة أيام من الرعب» في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال الناطق جيريمي لورانس لصحفيين في جنيف «أُعدم بعض الضحايا خارج نطاق القضاء أو أُحرقوا أحياء». وأضاف لورانس أن الأمم المتحدة تلقت تقارير تفيد بأن المقاتلين في رادمتا ودورتي «نهبوا ممتلكات، وعذبوا نازحين، وأعدموا العديد منهم قبل ترك جثثهم دون دفن في الشوارع».

ونددت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج في بيان أمس الجمعة بتصاعد العنف وانتهاكات حقوق الإنسان في السودان، لا سيما في إقليم دارفور. وأشارت البلدان الثلاثة إلى الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع شبه العسكرية في دارفور. وذكر البيان «يتضمن ذلك، بحسب تقارير موثوقة، عمليات قتل جماعي تشمل الاستهداف العِرقي لغير العرب والمجتمعات الأخرى، وقتل الزعماء التقليديين، والاحتجاز الجائر، وعرقلة المساعدات الإنسانية». (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version