متابعة: ضمياء فالح
بعد أول استدعاء لتمثيل منتخب إنجلترا، كشف جد جناح تشيلسي كول بالمر عن مشوار العائلة من الفقر في جزر الكاريبي إلى الشهرة.
تتحدر عائلة جيرمين (49 عاماً)، والد كول، من جزيرة سانت كيتس، وقال الجد ستيري كول إن والديه اتخذا قراراً مؤلماً بتركه وشقيقه الأكبر في الجزيرة ليؤسسا حياة أفضل في إنجلترا عام 1955، ويضيف: «كنت في الثانية من العمر عندما تركني والدي وبقينا في منزل جدتي لأمي. كان المنزل مكوناً من 3 غرف نوم، لكنه كان مملوءاً على الدوام. بقي والدي ووالدتي في مدينة مانشستر 5 سنوات قبل ذهابنا أنا وشقيقي برفقة خالتي وأبناء خالي؛ لذا تربينا على يد جدتي وخالاتي».
ويتابع الجد: «كان الكريكيت اللعبة الشعبية الأولى في الكاريبي ولم أعرف شيئاً عن كرة القدم حتى جئت إلى إنجلترا. أول انطباع لي بعد النزول من السفينة في ميناء بورتسموث كان الطقس البارد حتى في شهر مايو/ أيار، عندها التقيت بوالدي ووالدتي لأول مرة وتعرفت إلى 3 أشقاء( بعمر 4 سنوات وسنتين و6 أشهر) أنجبتهم والدتي في مدينة مانشستر ناهيك عن الصدمة الثقافية. عمل والدي ميكانيكياً في محل تصليح سيارات ثم في معمل أسمنت وتقاعد في معمل أغذية، وكانت والدتي تعمل خياطة في مصنع. رحلت والدتي في 2008 وتوفي والدي قبل 6 سنوات وشقيقي وجد شهرته في فرقة موسيقية وأنا عملت في بناء العقارات ولم أفكر في العودة إلى الكاريبي مطلقاً».
بقي الجد قريباً من حفيده الذي نشأ على حب مانشستر يونايتد، لكنه التحق بمانشستر سيتي على مدى 15 عاماً قبل انتقاله إلى تشيلسي في الصيف ويقول الجد: «نصف العشيرة جاءت من مدينة مانشستر إلى لندن لرؤيته وهو يلعب بقميص المنتخب لأول مرة وواثق أن أقاربنا في الجزيرة يتابعونه أيضاً. عندما التحق كول بسيتي بسن الـ8 كان يلبس قميص سيتي فوق قميص اليونايتد، سيتي قدم له إعداداً أفضل لأنهم يمتلكون ملاعب وطاقماً أفضل لصقل موهبته وحقيقة أنه مشجع لليونايتد لم تمنعه من هزم فرقهم في فرق الصغار والناشئين».
يعتز كول بتاريخ عائلته ووضع علم جزيرة سانت كيتس على حذائه إلى جوار علم إنجلترا وبناء على تشجيع من شقيقته هالي (22 عاماً) نشر مقطعاً على تيك توك يرقص فيه على أنغام مطرب جامايكي مغمور ويعلق على دور والده في حياته ويقول: «لولا والدي لما كنت لاعب كرة، أحاول رد الدين قدر المستطاع له».
والدة كول، ماري (48 عاماً)، كانت مطلقة، ويعمل والده في تصليح معدات أطباء الأسنان، لكنه لمح موهبة ابنه الكروية بسن الـ4 وشجعه وكان يمرنه في كل مساء بعد عودته من العمل في الحديقة العامة مهما كان الطقس ويضيف كول: «كان والدي يكره البرد ولا يخرج من المنزل لكنه ضحى من أجلي. كان أيضاً يلعب الكرة لكن إصابة في الركبة منعته وعلى الرغم من اختلاف مهنته فإن لديه خبرة بكرة القدم كأن لديه مسيرة 20 عاماً في البريميرليغ. في المدرسة كنت مشاغباً وكان المعلمون ينقلون شكواهم لوالدي وكانت الطريقة الوحيدة لضبط تصرفاتي هو وعد بشراء كرة».
وعند سؤال كول عما تعلمه من مدربه في سيتي بيب جوارديولا أجاب: «لا أحب أن أعترف له لكن والدي علمني كل شيء عن كرة القدم، كان بالنسبة لي بيب قبل لقائي بـ(بيب). سيتي عرض علي لعب مباريات حقيقية في أمسيات يوم الجمعة؛ لذا وافقت سريعاً على اللحاق به. كان والدي يقطع مسافة طويلة ليوصلني للتمرينات ثم يعيدني بعد انتهاء عمله في الخامسة عصراً ويعطيني الطعام في السيارة». وأخيراً يأمل جد كول أن يسافر اللاعب مستقبلاً لرؤية جزيرة أجداده ويقول: «سيذهب إلى هناك قريباً، هو يعرف أن جزءاً منه هناك وأن سانت كيتس ستبقى جزءاً من هويته».