تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أمس السبت، الاتهام بالمسؤولية عن ضربة تسببت في تدمير جسر يمر فوق سد جبل أولياء جنوبي الخرطوم هو أحدث منشأة مهمة للبنية التحتية تتضرر بسبب الحرب المستعرة منذ سبعة أشهر. ولم يتضح بعد حجم الضرر الناتج في السد، لكن أي دمار كبير له ينذر بفيضان عارم للنيل الأبيض، فيما حذر تحالف قوى الحرية والتغيير- المجلس المركزي، أمس السبت، من تمدد الحرب الدائرة في السودان حالياً، وفق المؤشرات والتطورات الأخيرة.
واتهم الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، في بيان عبر فيسبوك، «الدعم السريع» بتدمير جسر خزان جبل أولياء. وأفادت وكالة «رويترز»، بأن حجم الضرر بالخزان لم يتم الكشف عنه، لكن أي دمار كبير له ينذر بفيضانات عارمة. فيما نشرت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أمس السبت، بياناً اتهمت فيه الجيش بتدمير جسر السد.
وكان الطرفان قد تبادلا الاتهامات خلال الأيام الماضية بتدمير مصفاة الجيلي شمالي مدينة بحري، وجسر شمبات الذي يربط بين أم درمان وبحري وتستخدمه قوات الدعم السريع خط إمداد لقواتها عبر مدن العاصمة الثلاث. وكثفت قوات «الدعم السريع» هجماتها على الجيش بجبل أولياء في اليومين الماضيين للسيطرة على جسر الخزان الذي يربط أم درمان بجنوب الخرطوم، وذلك لإيجاد خط إمداد جديد لقواتها بعد تدمير جسر شمبات.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» على نحو مفاجئ في منتصف إبريل/نيسان، بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً. وكانت قد تجددت المعارك، أمس الأول الجمعة، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محيط قيادة الجيش شرقي العاصمة الخرطوم وأحياء شمالي مدينة أم درمان، بعد أن كانت قد شهدت جبهات القتال هدوءاً حذراً خلال اليومين الماضيين. وأبلغ شهود عيان بأن اشتباكات مسلحة دارت بين الطرفين في محيط القيادة العامة شرقي الخرطوم. وتبادل الجيش وقوات الدعم السريع القصف المدفعي، في معارك استُخدمت فيها الطائرات المسيّرة والمضادات الأرضية، حيث تصاعدت أعمدة الدخان في الجانب الشرقي من محيط القيادة.
وشهدت عدة أحياء شمالي أم درمان سقوط دانات وقذائف بأعداد كبيرة، ما تسبب في سقوط جرحى. وقال سكان إنهم أصيبوا بحالة هلع جراء القصف الذي تتعرض له المنطقة. وأفاد السكان بأن قصفاً مدفعياً مكثفاً من منطقة كرري العسكرية التابعة للجيش شمالي أم درمان استهدف تجمعات لقوات الدعم السريع غربي المدينة وشمالي مدينة بحري على الضفة الشرقية لنهر النيل. وكانت الحركات المسلحة الموقّعة على اتفاق جوبا للسلام أعلنت الخميس التخلي عن الحياد، وقررت القتال إلى جانب قوات الجيش السوداني على كافة الجبهات.
كما دانت بشدة انتهاكات قوات الدعم السريع وما وصفته ب«الممارسات المعادية للوطن والمواطن والجرائم ضد الإنسانية، بما فيها حق الحياة». (وكالات)