بعد 46 يوماً من الحرب الطاحنة، والتي خلفت آلاف الضحايا الفلسطينيين، أعلن فجر الأربعاء التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة قطرية مصرية أمريكية تطلق الحركة بموجبه 50 رهينة من الذين احتجزتهم خلال هجومها على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، بينما تفرج إسرائيل عن سجناء فلسطينيين، على أن تسري هدنة لمدة أربعة أيام في قطاع غزة، وهي أول خطوة فعلية نحو تهدئة موقتة بعد أكثر من ستة أسابيع من الحرب.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن صفقة تبادل الأسرى، والتي وصفها بنيامين نتنياهو بالقرار الصعب، تشمل وقفاً لإطلاق النار لمدة أربعة أيام، فيما أفاد موقع «أكسيوس»، بأن الصفقة مع حماس ستتم على مرحلتين خلال هدنة مدتها أربعة أيام.

– بنود الهدنة

وأوضح أن المرحلة الأولى تشمل إطلاق سراح 50 رهينة من النساء والأطفال خلال أربعة أيام يتم خلالها وقف النار، مقابل إطلاق إسرائيل سراح حوالي 150 سجيناً فلسطينياً معظمهم من النساء والقصر.

وبالتزامن، نشرت وزارة العدل الإسرائيلية، الأربعاء، قائمة ضمت أسماء 300 معتقل فلسطيني موجودين في سجون إسرائيلية، في إشارة إلى أن صفقة تبادل الأسرى التي أعلن عنها مع حركة حماس ستتجاوز 150 فلسطينيا.

وأشار موقع «أكسيوس» إلى أن الصفقة ستشمل السماح بدخول 300 شاحنة مساعدات يومياً من مصر إلى غزة، كما ستسمح بدخول المزيد من الوقود إلى غزة خلال فترة وقف القتال.

وأوضح «أكسيوس» أن المرحلة الثانية من الصفقة ربما تنطوي على إفراج حركة حماس عن عشرات المحتجزين الإسرائيليين مقابل تمديد وقف النار.

من جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين لراديو الجيش إن إسرائيل تتوقع استعادة أول رهائن تحررهم حماس من قطاع غزة بموجب اتفاق تم بوساطة خارجية غداً الخميس.

ورفض الوزير في مقابلة الأربعاء تأكيد تقرير أفاد بأن العملية ستبدأ في الساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي (0300 بتوقيت جرينتش).

ويشير وجود أسماء 300 معتقل فلسطيني في قائمة وزارة العدل الإسرائيلية إلى أن الصفقة ستشمل دفعات متتالية ستعقب إنجاز الصفقة الأولى. وتشير القائمة إلى أن معظم الفلسطينيين الواردة أسماؤهم هم من الفتيات، بالإضافة إلى فتية تقل أعمارهم عن 18 عاما، ومعظمهم موقوفون لم تتم محاكمتهم بعد.

– قرار صعب لكنه صحيح

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قبل اجتماع الحكومة، إن السلطات في إسرائيل تستعد لاتخاذ قرار صعب ولكنه صحيح، بشأن صفقة الإفراج عن بعض الأسرى المحتجزين في غزة، والتي سيتم من خلالها إطلاق سراح الأسرى على مراحل.

وأكد نتنياهو أن القيادات الأمنية تدعم القرار بالكامل، والذي سيسمح للجيش بالاستعداد لمواصلة القتال، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ساعد في تحسين الاتفاق ليشمل المزيد من الأسرى، إضافة إلى تأكيده بأن الحرب مستمرة حتى تحقيق جميع أهداف إسرائيل.

– ضمان حرية حركة الفلسطينيين

قالت حركة حماس في بيان، إن الصفقة تشمل ضمان حرية حركة المواطنين من شمال غزة لجنوبها على طول شارع صلاح الدين والتزام إسرائيل بعدم التعرض أو اعتقال أحد في كل القطاع خلال الهدنة.

وأضافت حماس، أن الصفقة تشمل وقف حركة الطيران في شمال غزة لمدة 6 ساعات يومياً مقابل وقف حركة الطيران في جنوب غزة على مدار هدنة الأيام الأربعة.

كما أن الاتفاق يسمح بإدخال مئات شاحنات المساعدات والوقود إلى كل مناطق غزة شمالاً وجنوباً.

وشنّت حماس هجوماً غير مسبوق على إسرائيل انطلاقاً من قطاع غزة في السابع من أكتوبر، تمّ خلاله خطف نحو 240 شخصاً، بينهم أجانب، ونقلهم إلى القطاع، وفق السلطات الإسرائيلية.

وأدّى هجوم الحركة إلى مقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل قضى معظمهم في اليوم الأول من الهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.

وتشن إسرائيل مذاك قصفاً جوياً ومدفعياً بلا هوادة على القطاع، وبدأت منذ 27 أكتوبر بتنفيذ عمليات برّية في داخله، ما تسبّب بمقتل أكثر من 14 ألف شخص، حوالي 70% منهم من الأطفال والنساء، وفق السلطات الصحية في غزة.

هدنة إنسانية في غزة لـ 4 أيام واتفاق لتبادل الأسرى.. وإدخال مساعدات

الإمارات ترحب بإعلان هدنة في غزة وتؤكد ضرورة العودة إلى المفاوضات لتحقيق حل الدولتين


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version