كثف الجيش الإسرائيلي قصفه وغاراته على قطاع غزة، منذ الليلة قبل الماضية، وطوال ساعات أمس الخميس، بعد تعثر بدء الهدنة الإنسانية، وتأجيلها إلى اليوم الجمعة، وفيما أعلنت الفصائل أنها خاضت معارك ضارية، أكدت أوساط إسرائيلية أن الحرب لن تعود بالوتيرة نفسها، إذا نجحت التهدئة المؤقتة، وكشفت أن كثيراً من الجنود المصابين لا يرغبون في العودة إلى القتال.
خلال ساعات هي الأعنف منذ بدء الحرب، أعلن الجيش الإسرائيلي قصف 300 هدف في قطاع غزة خلال 24 ساعة، واستهدف، من البر والبحر والجو، أحياء سكنية في مناطق عدة بالقطاع، أبرزها النصيرات ومخيمها، ودير البلح وسط غزة، وجباليا في الشمال. كما أغارت المقاتلات الإسرائيلية على مناطق أخرى في شرق مدينة غزة، بالتزامن مع غارات على شمال القطاع، وتحديداً في بيت لاهيا، وبيت حانون، وجباليا التي تم فيها قصف مربع سكني كامل. وفي رفح، استهدف الجيش الإسرائيلي مبنى جمعية خيرية خلف المستشفى الكويتي، ما أدى إلى سقوط وإصابة عدد من الفلسطينيين في مركز لإيواء النازحين، بالقرب من الحدود المصرية، في حين جددت إسرائيل مطالبة سكان الشجاعية وجباليا بمغادرة مساكنهم، والنزوح باتجاه جنوب القطاع.

وارتفعت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى أكثر من 14854 قتيلاً فلسطينياً، بينهم أكثر من 6150 طفلاً، وأكثر من 4 آلاف امرأة، وهذا ما يعني أن قرابة 69% من القتلى هم من فئتي الأطفال والنساء؛ وفقاً لما أورد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وأشار المكتب إلى أن عدد الإصابات زاد على 36 ألف إصابة، أكثر من 75% منها من الأطفال والنساء، فيما بلغ عدد المفقودين قرابة 7 آلاف مفقود، إما تحت الأنقاض، وإما جثامينهم ملقاة في الشوارع والطرقات، وإما مصيرهم ما زال مجهولاً، بينهم أكثر من 4700 طفل وامرأة.

ورغم ذلك، ما زالت القوات الإسرائيلية تستهدف المستشفيات، واعتقلت، أمس الخميس، مدير مستشفى الشفاء في قطاع غزة، الدكتور محمد أبو سلمية، ونقلته إلى التحقيق في إسرائيل، بعد ادعاءات حول علمه بقيام حركة «حماس» باستخدام المستشفى مقراً لقيادتها.

إلى ذلك، قال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أشرف القدرة، إن الجيش الإسرائيلي أوقف قافلة لإخلاء جزء من المرضى والطواقم الطبية الباقية لمجمع الشفاء الطبي على حاجز يفصل شمال القطاع عن جنوبه، رغم وجود تنسيق من الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية.

وبحسب ما بيّن القدرة، خلال مؤتمر صحفي، فإن الجيش الإسرائيلي أوقف القافلة لسبع ساعات، وتعامل بعنف شديد مع الطواقم الطبية، واعتقل مدير مستشفى الشفاء، مشيراً إلى أن «الخروج في قافلة تحت راية الأمم المتحدة من مجمع الشفاء الطبي غرر بطواقمنا الطبية وجعلها تشارك فيها».

وفي سياق متصل، أمهل الجيش الإسرائيلي المشفى الإندونيسي، أمس الخميس، 4 ساعات لإخلائه من المرضى والنازحين، فيما أعلنت الوكالة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أمس الخميس، ارتفاع عدد ضحايا موظفيها في قطاع غزة إلى 108، منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

في المقابل، خاضت الفصائل الفلسطينية مواجهات عنيفة ضد الجيش الإسرائيلي على محاور عدة، وأعلنت عن قتل وجرح العديد من الجنود الإسرائيليين، وتدمير دبابات، وآليات، وقصفت بلدات إسرائيلية في غلاف غزة بقذائف صاروخية. وأعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، إن مقاتليها استهدفوا 335 آلية إسرائيلية منذ بدء الحرب على قطاع غزة، و33 آلية في آخر 72 ساعة.

وفي موازاة ذلك، ذكرت تقارير إسرايلية

أنه على الرغم من التصريحات العدائية التي أصدرها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، حول رغبتهما في مواصلة الحرب على غزة، إلا أنهما والدوائر العليا في إسرائيل يناقشون، في غرف مغلقة، هدنة تستمر 10 أيام، على الأقل. وأوضحت الصحيفة أنه بحسب التقديرات الحالية، ليس من المؤكد أن تعود الحرب في غزة بالوتيرة نفسها، إذا نجحت التهدئة المؤقتة التي يفترض أن تبدأ، اليوم الجمعة.

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version