أعرب وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي والرئيس المعيّن لمؤتمر الأطراف ( كوب 28)، سلطان الجابر عن تفاؤله بشأن نجاح مؤتمر المناخ (كوب 28)، ووصفه في مقابلة مع وكالة فرانس برس بأنه «الأكثر أهمية» منذ نسخة اتفاق باريس 2015، متوقعاً أن يحمل «أخباراً جيدة للعالم» المهدد بأزمة المناخ وبتداعيات الحرب في غزة.

التوصل إلى اتفاق نهائي في كوب 28

قال الجابر إنه «متحمس جداً ومتفائل بحذر»، عند سؤاله عن مدى بعد التوصل إلى اتفاق نهائي، وأضاف «يمكن للجميع رؤية الزخم الكبير الذي نتمتع به؛ اللجنة الانتقالية المؤلفة من 24 دولة والمسؤولة عن تحديد تصورات الخسائر والأضرار المناخية في البلدان الأكثر هشاشة، حققت نتيجة إيجابية جداً، وقمت بزيارة ناجحة إلى الاتحاد الأوروبي الذي التزم بتقديم مساهمة كبيرة كتعويض عن الخسائر والأضرار، ورأيتم أيضاً الإعلان المشترك للولايات المتحدة والصين وكيفية تعاونهما تمهيداً لمؤتمر (كوب 28)، وتقرير منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي حول مبلغ 100 مليار دولار، وهو الهدف الذي تحقق تقريباً ويتعلق بتقديم الدول الغنية مساعدات مالية».

وأكد الجابر أن الإشارات الصادرة عن القمة بين الولايات المتحدة والصين، والتي انعقدت في منتصف نوفمبر تشرين الثاني في سان فرانسيسكو، عن اتفاقهما على عقد قمة خلال مؤتمر (كوب 28) حول غاز الميثان، ثاني الغازات الدفيئة ضرراً بعد ثاني أكسيد الكربون، شجعته على العمل بشكل تعاوني لضمان نجاح المؤتمر وتحقيقه أفضل النتائج.

وأضاف «أتطلع إلى تحقيق (كوب 28) نتائج طموحة جداً، وأتوقع أن نتمكن جميعاً من الاتفاق على خطة عمل ملموسة بشأن المناخ، إننا نحرز تقدماً كبيراً في مجالات الطاقة والتمويل والصحة والطبيعة».

سألت فرانس برس سلطان الجابر عن تأثير الحرب بين إسرائيل وحماس والأزمات الدولية على مفاوضات (كوب 28)، ليجيب بأنه يأمل في أن «يكون مؤتمر (كوب 28) المنصة متعددة الأطراف التي تحمل أخباراً جيدة للعالم؛ فالعالم يعاني بشدة من الاستقطاب والانقسامات».

كوب 28.. مؤتمر الأطراف الأكثر أهمية

قال الجابر إن (كوب 28) يمثل «منتصف الطريق» بين (كوب 21) الذي أفضى إلى اتفاق باريس و2030، وأنه «نقطة انعطاف»، ويعتبر «مؤتمر الأطراف الأكثر أهمية منذ مؤتمر باريس، ومن مسؤوليتنا التأكد من رفع تطلعاته إلى أقصى قدر».

وأضاف الجابر أنه «على الرغم من كونها عملية تقودها الأطراف، وأنني موجود لتتعاون جميع الأطراف، قلت إنني سأجعل كل الصناعات والجميع مسؤول عن إتاحة تحقيق هدف حصر الاحترار المناخي بـ1,5 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الحقبة الصناعية، ومدين بذلك، تعلمت هذا العام أنني يجب أن أمنح هذه العملية وقتاً، وأساعد في إعادة بناء الثقة وأحث على العمل من خلال التعاون، سترونني كل يوم خلال المؤتمر، أعدكم بذلك».

وفيما يتعلق بمفاوضات الوقود الأحفوري، أكد الرئيس المعيّن أنه وجّه دعوة مفتوحة لكل الأطراف للاجتماع والتحدث والتعاون وتقديم توصيات إلى الرئاسة على أساس أرضية مشتركة وتوافق في الآراء.

وعن مشاركة القطاع الخاص في المفاوضات، قال الجابر إنه «يجب أن يشارك الجميع في العملية، ويجب أن يتحمل الجميع المسؤولية ويخضع للمحاسبة، وهذا يشمل كل الصناعات، لا سيما الصناعات التي تصدر الكثير من الانبعاثات مثل الطيران والنقل والألمنيوم والأسمنت والفولاذ فضلاً عن قطاعَي النفط والغاز، يجب أن يتم التشاور مع الجميع، ويجب أن يتمتع الجميع بفرصة المساهمة، ويجب أن يُحمّل الجميع المسؤولية ويخضع للمساءلة».

كوب 28 والتمويل المناخي

قال سلطان الجابر إن «التحدي المتمثل في التمويل المناخي يمثل أولوية رئيسية على جدول أعمالي في رئاسة (كوب 28)، وما زال يتعين علينا إحراز تقدّم في مجال تمويل المرحلة الانتقالية، أسمع ردوداً إيجابية على طلباتي من بلدان عديدة، وهناك التزامات أخرى، وسيستمر الدفع لتمويل صندوق المناخ الأخضر والهدف العالمي بشأن التكيّف».

وأضاف «في مؤتمر (كوب 28) نعتمد على مسارات مالية موازية لاستعادة الثقة وتطوير إطار جديد لتمويل المناخ، نحن بحاجة إلى تشجيع القطاع الخاص على التمويل».

وحول الموافقة على تسوية هشة في أبوظبي في 4 نوفمبر تشرين الثاني بشأن عمل صندوق الخسائر والأضرار الجديد، وأنها ما زالت تنتظر موافقة الدول عليها في مؤتمر (كوب 28)، وإنْ كان يأمل أن تحظى هذه التسوية بموافقة الدول في بداية المؤتمر؛ أكد الجابر أن هذا هو هدفه بالتأكيد، لكنها عملية تقودها الأطراف، وأنه سيبذل قصارى جهده للحصول على مثل هذا الدفع الإيجابي لمؤتمر الأطراف في وقت مبكر جداً.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version