بكين – أ ف ب

بعد عشر سنوات تقريباً على اختفاء طائرة تابعة للخطوط الجوية الماليزية بظروف غامضة، بدأت الاثنين في بكين جلسة للحكم في التعويضات لعائلات الصينيين المفقودين التي تطالب باستئناف عملية البحث.
في الثامن من آذار/مارس 2014، اختفت طائرة من طراز بوينغ كانت تقوم بالرحلة «إم إتش 370» وعلى متنها 239 شخصاً، معظمهم صينيون، بعيد إقلاعها من كوالالمبور متوجهة إلى بكين. ولم يتم انتشال أي مسافر على الرغم من العثور على حطام يشتبه بأنه لهيكلها في المحيط الهندي.
وكانت عمليات البحث في المحيط بإشراف أستراليا علقت في كانون الثاني/يناير 2017. وهذه العملية هي الأكثر كلفة في تاريخ الطيران. ولا تزال أسباب هذا الاختفاء تشكل أكبر لغز في تاريخ الطيران المدني الحديث وتثير تكهنات عدة.
تقدمت أكثر من 40 عائلة من أسر المفقودين بشكوى ضد الخطوط الجوية الماليزية ومجموعة «بوينغ» الأمريكية المصنّعة للطائرات وشركة «رولز رويس» المصنعة للمحركات وشركة «أليانز» للتأمين، بحسب قناة «سي سي تي في» التلفزيونية الحكومية.
ونقلت القناة عن المحامي تشانغ تشيهواي قوله، إن الشكاوى تتعلق بالتعويض والبحث عن تفسيرات لهذه القضية.
وعلى هامش الجلسات الأولى، نشر أقارب الضحايا الصينيين رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، الاثنين، طالبوا فيها بإجراء عملية بحث جديدة.
وأشار النص إلى أن «العائلات تأمل في البحث عن الرحلة إم إتش 370 بنفسها»، معربة عن استعدادها «للتسديد من أموالها الخاصة أو التعاون مع الأشخاص والشركات المختصة».
واقترحت تحمل جميع التكاليف في حال لم يتم العثور على شيء. وتم تطبيق هذا النهج في 2018 خلال اتفاق بين ماليزيا وشركة «أوشن إنفينيتي» الأمريكية الخاصة التي استأنفت البحث للعثور على الطائرة الماليزية في منطقة جديدة تبلغ مساحتها نحو 25 ألف كيلومتر مربع، دون التوصل إلى نتيجة. كما خلفت المأساة أربعة ضحايا فرنسيين.

الحقيقة

وأشار صحفيو وكالة فرانس برس إلى أن عائلات الضحايا كانت تنتظر صباح الاثنين أمام محكمة حي تشاويانغ في بكين، وهي تحمل لافتات كُتب عليها «استأنفوا البحث».
ومن بين أهالي الضحايا حضرت باو لانفانغ، البالغة 71 عاماً، والتي كان ابنها وزوجته وحفيدتها على متن الطائرة. توفي زوجها هذا العام.
وقالت أمام الصحفيين: «لا أكترث للتعويض المالي. ما أريده هو الحقيقة من الخطوط الجوية الماليزية»، مضيفة: «أريدهم أن يستأنفوا البحث والتحقيق والاجتماع شخصياً مع العائلات».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين، الاثنين، إن بكين «تعلق أهمية كبيرة على متابعة القضية»، و«تأمل أن تستمر جميع الأطراف في الحفاظ على التواصل الوثيق».
وذكرت قناة «سي سي تي في» أن كل عائلة تطالب بما يتراوح بين 10 و80 مليون يوان (1,3 إلى 10,2 مليون يورو)، بالإضافة إلى تعويضات معنوية تتراوح بين 30 إلى 40 مليون يوان (3,8 إلى 5,1 مليون يورو).
وتوصلت عائلات أكثر من 110 مسافرين آخرين إلى اتفاق مع الدفاع، وحصلت على مبلغ إجمالي يتراوح بين 2,5 و3 ملايين يوان (320 ألفاً إلى 380 ألف يورو)، بحسب المصدر نفسه.

نقطة تحول

وقال جيانغ هوي الذي كانت والدته على متن الرحلة «إم إتش 370»، لوكالة فرانس برس: «بعد عشر سنوات، افتتحت الجلسة في المحكمة. بالنسبة لنا، الأمر مطمئن للغاية ويشكل نقطة تحول».
ولكنه أوضح، «أن عشر سنوات أمر لا يطاق بالنسبة لنا»، مشيراً إلى «تدهور الوضع المعيشي» للبعض الذين حرموا من الدعم الاقتصادي المخصص للمفقود. وقال: «إن هذا الأمر يحزننا فعلاً».
وأضاف الرجل الذي كان يعتمر قبعة بيضاء كتب عليها «صلوا من أجل الرحلة إم إتش 370»، «آمل أن يتم منح المساعدة القانونية في أسرع وقت ممكن».
ومن المتوقع أن تستمر الجلسات حتى منتصف كانون الأول/ديسمبر، بحسب جيانغ هوي.
وطوال هذه السنوات، تم طرح نظريات مختلفة، من انتحار الطيار حتى حادث في البحر مروراً بتعرضه لصاروخ، في محاولة لتفسير اختفاء الطائرة «إم إتش 370» والذي وصفه المحققون الأستراليون الذين نسقوا عمليات البحث الأولى بأنه «غير قابل للتصور».


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version