لم تعد الاستدامة قراراً اختيارياً للقطاع المصرفي، بل أصبحت مكافحة التغير المناخي إحدى الأولويات الاستراتيجية للمؤسسات المالية في جميع أنحاء العالم، وأصبح العديد منها يتسابق لإطلاق المبادرات المبتكرة الصديقة للبيئة، مثل مبادرة Climb2Change التي أطلقها بنك المشرق ليؤكد التزامه الدائم بالصيرفة الخضراء.

المشرق.. لا حياد عن الصيرفة الخضراء

يشير مصطلح الصيرفة الخضراء إلى تعزيز الممارسات الصديقة للبيئة لخفض البصمة الكربونية للأنشطة المصرفية بهدف الحفاظ على البيئة للأجيال القادمة، وأكدت مجموعة المشرق المالية تبنيها هذا المفهوم من خلال إطلاق مبادرة Climb2Change، وهي مبادرة عالمية تؤكد إنجازات البنك الواسعة النطاق في مجال الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.

وتهدف Climb2Change لتسليط الضوء على مشاركة المشرق في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 28) المرتقب انطلاقه في إكسبو دبي في نوفمبر تشرين الثاني، بالإضافة لتأكيد التزامه بالممارسات المستدامة.

وبموجب المبادرة، دعا بنك المشرق اثنين من أشهر متسلقي المباني والجبال في العالم لتسلق برج خليفة.

وأكد رئيس الحوكمة البيئية والاجتماعية في المشرق فيصل الشمري، في مقابلة مع «CNN الاقتصادية»، أن المبادرة تتضمن أكبر عملية لتنظيف الجبال في العالم، من خلال رحلات تشمل 14 جبلاً، منها رحلات للوصول إلى قمم 7 جبال، وأخرى إلى مناطق التخييم الأساسية في الجبال السبعة المتبقية.

وتهدف المبادرة إلى تعزيز ممارسات إعادة التدوير والحدّ من النفايات والحفاظ على البيئة على المستوى العالمي، بما يتماشى مع التزام المشرق بالاستدامة وحرصه على إحداث تغيير إيجابي في العالم.

وهي تجربة فريدة من نوعها لتعزيز أداء المشرق في مجال الاستدامة، بما في ذلك حلول التمويل المستدام، والمنتجات والخدمات المصرفية المسؤولة، ومبادرات التأثير الاجتماعي، والالتزام بصافي الانبعاثات الصفرية، ما يعزز ريادة البنك في مجال الخدمات المصرفية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعالم.

وهناك العديد المبادرات المشابهة التي أطلقتها البنوك وشركات التكنولوجيا المالية (الفينتيك) حول العالم لتأكيد التزامها بدعم البيئة والإسهام في إنقاذ كوكب الأرض.

بنك رقمي بلا فروع

ستارلينغ هو بنك رقمي إنجليزي يعمل بلا فروع بالكامل، ولا يعتمد على المعاملات الورقية. أ ف ب

بدأت العديد من البنوك دمج الاستدامة في عملياتها التجارية، مثل بنك ستارلينغ الإنجليزي الذي يُنتج 75 في المئة من بطاقات الخصم الخاصة به من المواد المعاد تدويرها.

فهو بنك رقمي بالكامل، إذ ليس لديه أي فروع مادية، ولا يعتمد على المعاملات الورقية، ويعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100 في المئة، بالإضافة إلى ذلك فهو يوفر للعملاء فرصة المشاركة في برنامج «زرع البذور».

وأبرم ستارلينغ شراكة مع منظمة تريليون تريز، وهي منظمة غير ربحية تهدف للحفاظ على البيئة ومكافحة إزالة الغابات وإعادة زراعة تريليون شجرة بحلول عام 2050، ووفقاً لتلك المبادرة، فإنه كلما أوصى عميل صديقاً ليكون عميلاً للبنك وانضم هذا الصديق لقائمة العملاء بالفعل، ستقوم منظمة تريليون تريز بزراعة شجرة جديدة لجعل الكوكب أكثر خضرة واستدامة.

بطاقات ائتمانية خشبية

ما العلاقة بين استدامة القطاع المصرفي وتغير المناخ؟
بنك تري كارد يعمل على إعادة تشجير الكوكب من خلال عروضه المصرفية الرقمية

تري كارد هو بنك آخر يهتم بحماية البيئة، ولفت البنك اهتمام العملاء بالتزامه بإعادة تشجير الكوكب عبر عروضه المصرفية الرقمية، وتوفير بطاقات بنكية خشبية صديقة للبيئة.

على سبيل المثال، تذهب 80 في المئة من أرباح البنك إلى مشروع إعادة التشجير، كما دخل البنك في شراكة مع محرك بحث زراعة الأشجار إيكوسيا، الذي زرع أكثر من 120 مليون شجرة في جميع أنحاء العالم، فكل 50 دولاراً ينفقها العميل في مدفوعاته اليومية ستترجم إلى زراعة شجرة جديدة، وفي المقابل قد يحصل العملاء على فرصة للفوز بالعديد من المكافآت الصديقة للبيئة.

ومع تعدد مبادرات الاستدامة المصرفية والصيرفة الخضراء، من المتوقع أن يزيد الطلب على المنتجات المصرفية الخضراء بشكل ملحوظ في السنوات القليلة المقبلة، لا سيما أن الشباب، الذين يمثلون غالبية سكان العالم البالغين، وبالتالي عملاء المستقبل، يدافعون بصوت أعلى عن المبادرات والمنتجات والعمليات الخضراء.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version