موسكو/ كييف – (أ ف ب)

أعلنت روسيا، الأربعاء، أن قواتها المسلحة سيطرت على بلدة كروموف الصغيرة قرب باخموت في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية في التصريح الصحفي اليومي إن «قوات مدعومة بالطيران والمدفعية حسنت مواقعها على طول خط الجبهة وحررت قرية ارتيموفسكوي»، مستخدمة التسمية الروسية لبلدة كروموف.

وتقول كييف إن المفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستحيلة، وإن الكرملين غير جاد في التفاوض معها.

مفاوضات مستحيلة

يقول الأوكرانيون منذ الساعة الأولى من المحادثات التي جرت في بداية الحرب في أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022 إنّ «الكرملين يدعي التفاوض من غير أن يفاوض فعلياً»، وتعزّزت لديهم هذه القناعة منذ ذلك الحين.

وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك الذي شارك في المفاوضات، لوكالة فرانس برس إن روسيا لم ترسل سياسيين بارزين لتمثيلها في المفاوضات المتعلقة بأخطر نزاع في أوروبا منذ العام 1945، بل سياسيين من الصف الثاني.

وتابع: «هؤلاء الأشخاص لم يكونوا جاهزين للتفاوض. هم موظفون إداريون وليس لهم أي تأثير عملياً في روسيا. جاؤوا وقرأوا بعض الإنذارات، وانتهى الأمر».

جرت هذه المحادثات في شباط/ فبراير وآذار/ مارس العام 2022، وبعد مرور عامين تقريباً على فشلها تكاد تكون إمكانية إجراء محادثات جديدة معدومة.

ويُذكر أنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقّع مرسوماً يحظر أي مفاوضات بوجود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السلطة بعد إعلان روسيا في أيلول/ سبتمبر 2022 ضمّ أربع مناطق أوكرانية، إضافة إلى شبه جزيرة القرم.

حرب لن تحسمها ساحة المعركة

وفي حين يؤيد الأمريكيون وأغلبية الأوروبيين خيار كييف بعدم التفاوض، بدأت أصوات تنادي بأهمية إجراء محادثات، ولاسيما جراء فشل الهجوم الأوكراني المضاد الكبير في الصيف، والذي يدلّ بالنسبة للبعض على أنّ الحرب لن تُحسم في ساحة المعركة.

إلى ذلك تتزايد معارضة الجمهوريين في الولايات المتحدة لمواصلة تقديم المساعدات لأوكرانيا بسبب تكلفتها، قبل عام واحد من الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ويستغل الكرملين الوضع محاولاً تقديم نفسه كطرف عاقل، مؤكداً أنه منفتح على إجراء مفاوضات وكذلك مستعد للانتصار عسكرياً، بحسب فرانس برس.

وقال فلاديمير بوتين لقادة مجموعة العشرين في تشرين الثاني/ نوفمبر «إن روسيا لم ترفض أبداً إجراء محادثات سلام مع أوكرانيا».

وأضاف الرئيس الروسي «علينا أن نفكر في كيفية وضع حد لهذه المأساة».

ويعتبر السفير البريطاني السابق لدى بيلاروسيا نيغيل غولد ديفيز، أنّ هذا الخطاب ونوايا الكرملين أمران مختلفان تماماً.

وعلى غرار السلطات الأوكرانية، أكد في مقابلة مع وكالة فرانس برس، أن «روسيا ستسعى أولاً إلى الاستفادة من محادثات طويلة وشاقة لإعادة بناء جيشها المنهك».

ورأى السفير البريطاني السابق أن «ليس لبوتين ما يخسره بتأكيده أنه يريد السلام»، قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية الروسية المقررة في آذار/مارس 2024، أي بعد عامين من بدء الحرب.

نقطة اللاعودة

ولكن تعتبر كييف أنّ الشروط التي وضعها الروس لإنهاء الحرب غير مقبولة، وأبرزها أن تكون أوكرانيا «منزوعة السلاح»، وتتخلى عن هدفها بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وتعترف بسيادة موسكو على الأراضي التي سيطرت عليها القوات الروسية.

بدوره، يرى وزير الخارجية الروسي السابق أندريه كوزيريف، الذي يعيش حالياً في الولايات المتحدة، أنّ الكرملين يسعى فقط إلى «جعل الناس يؤمنون بإمكانية التوصل إلى تسوية، في لحظة حرجة، ما سيسمح له بإعادة تصعيد الحرب بعد ذلك».

واعتبر أنّ الطريقة الوحيدة لتحقيق السلام هي بمنح أوكرانيا «أقوى الأسلحة الممكنة حتى تتمكن من هزيمة موسكو».

ورأى ميخايلو بودولياك، الذي شارك في مفاوضات أوكرانيا مع روسيا في بداية الحرب، أنه ليس للوفدين الروسي والأوكراني ما يقولانه لبعضهما حتى لو وُجدا حول طاولة واحدة.

وقال «لديهم حجتهم العسكرية: سنواصل مهاجمتكم.. وحجتنا هي: سنهزمكم».

وأضاف «هذه ليست مواقف تفاوضية. إنها نقطة اللاعودة».


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version