تعهدت 118 حكومة بزيادة نشر الطاقة المتجددة في العالم إلى ثلاثة أمثال بحلول عام 2030 يوم السبت خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ ( كوب 28) مع السعي إلى تقليص نسبة الوقود الأحفوري في إنتاج الطاقة عالمياً.
وجاء التعهد ضمن مجموعة من الإعلانات في (كوب 28) بهدف التخلص من الكربون في قطاع الطاقة الذي يشكل مصدر نحو ثلاثة أرباع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، ومن بين الإعلانات توسيع قدرات الطاقة النووية وخفض انبعاثات غاز الميثان والحد من التمويل الخاص في استخدام الفحم لتوليد الطاقة.
وقال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات ورئيس مؤتمر الأطراف (كوب 28)، سلطان الجابر «يمكن أن يساعد هذا في تحول العالم عن حرق الفحم دون التقاط الكربون واحتجازه، وسوف يحقق ذلك».
وقالت الأطراف التي أيدت التعهد وفي مقدمتها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والإمارات إنه سيساعد على تخليص نظام الطاقة العالمي من الوقود الأحفوري المسبب لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050 على الأكثر.
وأشارت كل من الصين والهند إلى دعمهما زيادة نشر الطاقة المتجددة عالمياً إلى ثلاثة أمثال بحلول عام 2030، فيما لم تؤيد أي منهما التعهد الشامل الذي يجمع بين زيادة استخدام الطاقة النظيفة وخفض استخدام الوقود الأحفوري.
وتشمل الدول المؤيدة للتعهد البرازيل ونيجيريا وأستراليا واليابان وكندا وتشيلي وبربادوس.
ودعا التعهد إلى «الخفض التدريجي لطاقة الفحم المتواصلة» وعدم تمويل محطات الطاقة الجديدة التي تعمل بالفحم، كما يشمل هدف زيادة كفاءة استخدام الطاقة عالمياً إلى المثلين بحلول عام 2030.
وتصر الدول المعرضة لخطر تغير المناخ على ضرورة أن تقترن الأهداف باتفاق بين الدول في (كوب 28) للتخلص التدريجي من استخدام العالم الوقود الأحفوري.
وفيما يتزايد نشر استخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح عالمياً منذ سنوات، فقد أدت عوامل مثل ارتفاع التكاليف والقيود المرتبطة بالعمالة ومشكلات سلاسل التوريد إلى تأجيل المشروعات وإلغائها في الأشهر القليلة الماضية، ما كلف مطورين مثل أورستد وبي.بي مليارات الدولارات.
اتفاقية لدعم الطاقة النووية
وقعت أكثر من 20 دولة إعلاناً يوم السبت يهدف إلى زيادة قدرات الطاقة النووية إلى ثلاثة أمثال بحلول عام 2050، وقال المبعوث الأميركي المعني بالمناخ جون كيري إن العالم لا يمكنه الوصول إلى «صفر انبعاثات» دون بناء مفاعلات جديدة.
وأضاف كيري خلال مراسم افتتاح (كوب 28) «نحن لا نجادل بأن هذا سيكون بالتأكيد البديل الشامل لكل مصدر آخر للطاقة.. لكن.. لا يمكننا الوصول إلى صفر انبعاثات عام 2050 دون بعض الطاقة النووية».
وتبلغ قدرات الطاقة النووية العالمية الآن 370 غيغاواط من خلال تشغيل مفاعلات في 31 دولة، وتتطلب زيادة هذه القدرة إلى ثلاثة أمثال بحلول عام 2050 زيادة كبيرة في الموافقات الجديدة والتمويل.
في الوقت نفسه، وقعت ما يقرب من 50 شركة نفط وغاز، بما في ذلك إكسون موبيل، ميثاق إزالة الكربون من صناعة النفط والغاز، وهي مبادرة يقودها سلطان الجابر لخفض الانبعاثات التشغيلية بحلول عام 2050.
كشفت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن يوم السبت أيضاً النقاب عن قواعد نهائية تهدف إلى اتخاذ إجراءات صارمة في مواجهة انبعاثات غاز الميثان الناتجة عن صناعة النفط والغاز الأميركية، في إطار خطة عالمية لكبح الانبعاثات التي تسهم في تغير المناخ.
وفي سياق متصل لفتت عدة حكومات ومؤسسات غير ربحية وغير حكومية ومؤسسات من القطاع الخاص إلى إنها حشدت مليار دولار في شكل منح لدعم جهود البلدان للتصدي لانبعاثات الميثان.
وانضمت تركمانستان وكازاخستان، وهما من أكبر الدول التي تطلق انبعاثات الميثان، إلى التعهد العالمي لغاز الميثان، وهو اتفاق طوعي يضم أكثر من 150 دولة لخفض انبعاثات غاز الميثان لديها بنسبة 30 بالمئة بحلول عام 2030.