كثف الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، قصفه وغاراته العنيفة على قطاع غزة، وارتكب فظائع غير مسبوقة في مدينة خان يونس، ومحيطها، وفي عدد من أحياء غزة، أسفرت عن مئات الضحايا، فيما واجهت أجهزة الدفاع المدني المنهكة صعوبات في إحصاء الضحايا بسبب الدمار الواسع الذي نسف مربعات سكنية، ودفن تحتها عدداً غير معروف من المدنيين، أغلبهم نساء وأطفال، فيما انتقل الجيش الإسرائيلي إلى مرحلة أخرى من عمليات التهجير تشمل مدينة خان يونس، بعدما وجّه دعوات لسكان بعض الأحياء لإخلاء منازلهم، والتوجه إلى أقصى جنوب القطاع.

وارتكب الجيش الإسرائيلي 23 مجزرة خلال 24 ساعة، أسفرت عن 316 قتيلاً، جراء القصف، فيما لا يزال مئات الضحايا تحت أنقاض المناطق المدمرة، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الذي أفاد أيضاً بأن إسرائيل قصفت مربعاً سكنياً كاملاً في حي الشجاعية شرقي غزة، الأمر الذي تسبب بدمار هائل في المنطقة. وأورد التلفزيون الفلسطيني أن أكثر من 700 قتيل سقطوا في غزة خلال 24 ساعة، بين السبت والأحد. وأظهرت لقطات دماراً كبيراً في منطقة الفالوجا غرب مخيم جباليا شمال غزة، عقب استهداف الطيران الإسرائيلي عدداً من المنازل، الليلة الماضية.

وبينما ما زال مئات الضحايا تحت الأنقاض، أعلن الدكتور أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفاع عدد الضحايا منذ بدء الحرب الإسرائيلية إلى 15523 قتيلاً، والجرحى إلى 41316 مصاباً. وأكد القدرة انتشال 316 قتيلاً، و664 جريحاً، منذ صباح أمس الأول السبت، حتى هذه اللحظة. وأوضح القدرة أن 70 في المئة من ضحايا الهجمات الإسرائيلية من النساء والأطفال. وقال مدير مستشفى غزة الأوروبي، يوسف العقاد، إن المشهد الكارثي في المستشفى لا يمكن وصفه في ظل عدم تمكن الطواقم الطبية من تقديم الخدمات الطبية لكل الجرحى الذين ما زالوا يصلون إليه.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه بدأ عملية برية شمال خان يونس. ودعا سكان عدد من أحياء المدينة الواقعة جنوبي القطاع إلى إخلاء منازلهم، تمهيداً لقصفها، وطلب من أحياء المحطة والكتيبة وحمد والسطر وبني سهيلا ومعن، إخلاء منازلهم والتوجه إلى مناطق أخرى في أقصى جنوبي القطاع، قرب مدينة رفح الحدودية مع مصر، في ظل مخاوف وتحذيرات قائمة من محاولة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.

وبينما زعم الجيش الإسرائيلي أن قواته اكتشفت 800 فتحة مؤدية إلى شبكة الأنفاق والمخابئ المتشعبة في غزة منذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أن مقاتليها فجّروا نفقاّ مفخخاّ بقوة إسرائيلية في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، ثم استهدفوا قوات النجدة بقذائف الهاون. كما أعلنت ضرب أهداف إسرائيلية في قطاع غزة، وقصف مستوطنتي عسقلان وافيشالوم، وحشود عسكرية في منطقة غلاف غزة. وأعلنت «كتائب القسام» أيضاً، أن مقاتليها استهدفوا، فجر أمس الأحد، 60 جنديّاً إسرائيليّاً بتفجير عبوات ناسفة شرقي منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة، وقتلوا عدداً كبيراً منهم، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط وجندي في المعارك مع الفصائل الفلسطينية داخل قطاع غزة.

ولا ينشر الجيش الإسرائيلي إجمالي قتلاه، منذ بدء عملياته البرية بغزة في 27 أكتوبر الماضي، لكنه ينشر الحصيلة منذ السابع من ذلك الشهر، وبلغت حتى صباح أمس الأحد 398 قتيلاً. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version