كشفت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، الثلاثاء، عن وصول قيمة التعهدات المالية لدعم منصة تسريع تحول نظام الطاقة “إيتاف” التابعة لها إلى 4.05 مليار دولار، متجاوزةً بذلك هدفها الأساسي لمؤتمر الأطراف COP28 بأكثر من أربعة أضعاف.
تهدف منصة “إيتاف”، التي تم إنشاؤها عام 2021 بدعم من دولة الإمارات، إلى توسيع نطاق تمويل مشاريع الطاقة المتجددة التي تدعم المساهمات المحددة وطنياً في البلدان النامية، بالإضافة إلى تحقيق المنفعة للمجتمعات عبر تسهيل الوصول إلى مصادر الطاقة، ووضمان أمن الطاقة، ودفع عجلة النمو والتنويع الاقتصادي.
يأتي إعلان الوكالة عقب انضمام أربعة شركاء جدد إلى المنصة؛ حيث عقدت “آيرينا” على هامش فعاليات مؤتمر الأطراف COP28 اتفاقيات تعاون مع كل من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) ، وبنك “إتش إس بي سي”، ومؤسسة التمويل الدولية (IFC)، والوكالة الدولية لضمان الاستثمار (MIGA).
وبموجب هذه الاتفاقيات، تعهد البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بتقديم مليار دولار ومؤسسة التمويل الدولية بتقديم مليار دولار لمنصة “إيتاف”، وتعهد بنك HSBC “إتش إس سي بي” بتقديم 200 مليون دولار، بينما ستقدم الوكالة الدولية لضمان الاستثمار (MIGA) الضمانات ومنتجات تخفيف المخاطر للمشاريع التي ستمولها المنصة.
وبهذه المناسبة، قال فرانشيسكو لا كاميرا، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة: “إن النمو الكبير لمنصة “إيتاف” لا يؤكد فقط دورها الفعال في تسهيل تطوير المشاريع، وإنما يبين كذلك أن تمويل مشاريع الطاقة المتجددة ليس أمراً صعب المنال عند توفر الظروف المناسبة. ونتطلع إلى الاستفادة من الخبرات والقدرات المتميزة لشركاء المنصة، وكذلك مجموعة مشاريعها المحكمة قيد التحضير، لتحقيق تقدم ملموس في إيصال الطاقة لمن هم بأمس الحاجة إليها”.
من جانبها، قالت نانديتا بارشاد، العضو المنتدب لمجموعة البنية التحتية المستدامة التابعة للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية: “نفخر بتعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة لدعم منصة “إيتاف” بمليار دولار للتوسع في مشاريع الطاقة المتجددة، تحسين شبكات النقل و تطوير حلول الطاقة المبتكرة. ومع شروع المناطق التي يغطيها البنك في رحلة تحول نظام الطاقة، نحتاج إلى جميع الجهود الممكنة لدعم دولنا في اتخاذ إجراءات مناخية ملموسة. وستقوم “إيتاف” بتسهيل هذه المساعي عبر توجيه التمويل نحو مشاريع الطاقة النظيفة معقولة التكلفة”.
بدوره قال محمد جوليد، نائب رئيس الصناعات في مؤسسة التمويل الدولية: “يسرنا التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة وباقي شركاء التنمية، حيث سندعم منصة “إيتاف” بخبراتنا الواسعة في تمويل المشاريع، والتمويل المشترك، وتحول نظام الطاقة. وانطلاقاً من دورنا الريادي في التمويل منخفض التكلفة لمشاريع الطاقة المتجددة وسجلنا الحافل في دعم تحول نظام الطاقة على مستوى العالم، نؤمن أن التزامنا اليوم بتقديم مليار دولار إلى “إيتاف” سيلعب دوراً محورياً في تسهيل الوصول إلى الطاقة المستدامة بتكلفة ميسورة في الأسواق الناشئة”.
وقال ستيفن موس، الرئيس التنفيذي لبنك “إتش إس بي سي” في منطقة الشرق الأوسط وشمـال أفريقيا وتركيا: “تلعب الشراكات بين القطاعين العام والخاص دوراً محورياً في توفير التمويل اللازم لتوسيع نطاق انتشار الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم. وتساعد منصة “إيتاف” على توجيه التمويل المناخي بشكل فعال لخفض الانبعاثات الكربونية وتوفير إمدادات طاقة نظيفة وموثوقة للمجتمعات المحلية. ويسعى بنك ’إتش إس بي سي‘ إلى تكريس حضوره العالمي والمشاركة في تحالفات هادفة لحفز التقدم نحو مستقبل خالٍ من الانبعاثات الكربونية”.
وقال هيروشي ماتانو، نائب الرئيس التنفيذي للوكالة الدولية لضمان الاستثمار (MIGA): “نرحب بهذه الفرصة لتوجيه الاستثمار الأجنبي المباشر نحو مشاريع التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، والمساهمة في دفع مسار التنمية منخفضة الكربون والتكيف مع تداعيات تغير المناخ بما يعود بالمنفعة على الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة. وستوظف الوكالة الدولية لضمان الاستثمار خبرتها الطويلة بمجال حلول تخفيف المخاطر لضمان توفير التمويل اللازم للمشاريع في البيئات الصعبة. وسنساهم في هذه الشراكة بشكل جوهري بالاستفادة من سجلنا الحافل في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية والدول الضعيفة والمتأثرة بالنزاعات”.
وخلال هذا الحدث، وقع صندوق أوبك للتنمية الدولية، والذي تعهد بتقديم تمويل بقيمة 250 مليون دولار لمنصة “إيتاف” في وقت سابق من هذا العام، اتفاقية مكمّلة لتقديم 400 ألف دولار أمريكي إضافية على شكل منح تهدف إلى تقديم المساعدة الفنية للمشاريع المؤهلة المتقدمة إلى المنصة.
يأتي هذا الإعلان عقب أيام عدة من توقيع العديد من الاتفاقيات البارزة لدعم المنصة، بما فيها مصرف الإمارات للتنمية الذي تعهد بتقديم 350 مليون دولار، والبنك الإسلامي للتنمية الذي خصص 250 مليون دولار، بالإضافة إلى المؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات التي تقدم منتجات تخفيف المخاطر لمشاريع الطاقة المتجددة في الدول النامية.
وتضم قائمة شركاء المنصة كذلك كلاً من صندوق أبوظبي للتنمية، والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية (AIIB)، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، ومجموعة التأمين السويسرية “سويس ري”، وصندوق “أوبك”، وبنك التنمية للبلدان الأمريكية (IDB).
ومع أحدث الاتفاقيات التي تم عقدها خلال مؤتمر الأطراف COP28 وأثناء التحضير له، باتت منصة “إيتاف” تحظى الآن بـ 13 شريكاً، مما يدل على دورها المتنامي كأداة تمويل شاملة وفعالة لتحول نظام الطاقة.