حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أمس الأربعاء، من «انهيار كامل وشيك للنظام العام» في قطاع غزة، وذلك في رسالة غير مسبوقة إلى مجلس الأمن شدد فيها على وجوب إعلان وقف إنساني لإطلاق النار، في وقت أعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، أن الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون في «رعب مطلق يتفاقم»، فيما أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، في محادثة هاتفية مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، أن الأولوية الرئيسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هي وقف إطلاق النار، في حين جددت أنقرة رفضها لخطة «المنطقة العازلة» في غزة.

وكتب غوتيريش متطرقاً للمرة الأولى منذ توليه الأمانة العامة في 2017 إلى المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التي تتيح له «لفت انتباه» المجلس إلى ملف «يمكن أن يعرض حفظ السلام والأمن الدوليين للخطر»، «مع القصف المستمر للقوات الإسرائيلية، ومع عدم وجود ملاجئ أو حد أدنى للبقاء، أتوقع انهياراً كاملاً وشيكاً للنظام العام بسبب ظروف تدعو إلى اليأس، الأمر الذي يجعل من المستحيل (تقديم) مساعدة إنسانية حتى لو كانت محدودة».

ومن جهته، قال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، إنه بعد شهرين على بدء الحرب «ما زال المدنيون في غزة يتعرضون لقصف إسرائيلي متواصل ولعقاب جماعي». ودعا إلى وقف فوري للأعمال العسكرية وإطلاق سراح جميع الرهائن. وأكد تورك أن «الوضع الإنساني كارثي» مضيفاً أن «الفلسطينيين في غزة يعيشون في رعب مطلق يتفاقم». وأشار إلى «مخاطر متزايدة» بوقوع «جرائم فظيعة» من إبادة وجرائم في حق الإنسانية وجرائم حرب. ودعا إلى «اتخاذ تدابير بصورة عاجلة سواء من الطرفين المعنيين أو من جميع الدول، وخصوصا تلك التي لديها نفوذ، لمنع وقوع مثل هذه الجرائم».

من جهة أخرى، تبادل وزير الخارجية الصيني وانغ يي، ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الأربعاء، «وجهات النظر بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي»، وشدد وانغ على أن «الأولية المطلقة هي وقف إطلاق النار ووضع حد للحرب في أقرب وقت ممكن». وقال وانغ: «يتعين على الدول الكبرى التزام الإنصاف والعدالة، والتمسك بالموضوعية والحياد، وإظهار الهدوء والعقلانية، وبذل كل جهد ممكن لتهدئة الوضع ومنع كوارث إنسانية واسعة النطاق».

في غضون ذلك، نقل مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عنه قوله، أمس الأربعاء، إن تركيا ترفض خططاً لإقامة منطقة عازلة في غزة بعد انتهاء القتال في القطاع، لأن ذلك سيكون «عدم احترام» للفلسطينيين. وقال في حديث مع صحفيين على طائرة عائدة من الدوحة إن مستقبل حكم غزة بعد الحرب يقرره الفلسطينيون وحدهم. ونقل مكتب أردوغان عنه القول: «أعتبر حتى مناقشة هذه الخطة عدم احترام لأشقائي الفلسطينيين. بالنسبة لنا، هذه ليست خطة يمكن نظرها أو بحثها أو مناقشتها». (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version