حرص منظمو مؤتمر الأطراف العالمي (كوب 28) هذا العام على تقديم قائمة طعام تتسق مع الأهداف المناخية، لضمان حيادية المؤتمر العالمي للكربون.

خلال الحدث الذي يستمر لمدة 12 يوماً، من المقرر تقديم 250 ألف وجبة يومياً عن طريق 90 منفذاً، من بينها شاحنة طعام نباتي، وصالة طعام إفريقية هي الأولى من نوعها.

تفرض سياسة المؤتمر على مقدمي الطعام والشراب تقليل النفايات، واستخدام التغليف المستدام، وإعادة التدوير كلما أمكن ذلك.

من ناحية أخرى، يُتيح كوب لمقدمي الطعام الاستفادة من برنامج إدارة البيانات الغذائية الذي تقدمه نيوتريتكس ليمكنهم من حساب كثافة الكربون والمياه في عناصر قوائم الطعام، إذ طُلب من مقدمي الطعام التأكد من أن ما لا يقل عن 50 بالمئة من الطعام المقدم يقع ضمن الحدود المستدامة لكثافة الكربون والمياه.

وفي أكتوبر تشرين الأول الماضي، استضاف مؤتمر كوب 28 ورشة عمل لشرح الأساس العلمي وراء استراتيجية التموين المستدام، تحت رعاية مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، وبالتعاون مع مشروع شيفس مانيفستو الذي يهدف إلى استكشاف كيفية تقديم نظم غذائية مستدامة.

الأغذية المسببة للانبعاثات

تسهم النظم الغذائية في ثلث انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم، وفقاً للمعهد الدولي للتنمية المستدامة، إذ تسهم عمليات زراعة ومعالجة ونقل وتوزيع واستهلاك الطعام في انبعاث الغازات الدفيئة التي تسبب الاحترار.

حيث ينتج غاز أكسيد النيتروز من الأسمدة المستخدمة في الزراعة، ويتراكم ثاني أكسيد الكربون بسبب التخلص من الغابات في سبيل زراعة أراضيها بالمحاصيل، هذا بالإضافة إلى الانبعاثات الزراعية الأخرى الناجمة عن زراعة الأرز، وحرق مخلفات المحاصيل، واستخدام الوقود في المزارع، وفقاً للأمم المتحدة.

وعلى الرغم من أن الجزء الأكبر من الانبعاثات ينبع من العمليات الزراعية، فإن ممارسات مثل تبريد ونقل المواد الغذائية، وإنتاج الورق والألمنيوم اللازمين لتغليف الطعام، وإدارة النفايات الغذائية تنتج عنها أيضاً انبعاثات تسهم في الاحترار العالمي.

ترتبط الأطعمة ذات الأصل الحيواني، وخاصة اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان والجمبري المستزرع، بشكل عام بأعلى انبعاثات غازات الدفيئة، في حين يحتاج إنتاج الأطعمة النباتية مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات إلى موارد أقل من حيث الطاقة والأراضي والمياه، كما أنها تسبب غازات دفيئة أقل كثافة من الأطعمة الحيوانية.

وبينما لا يمكننا التخلص التدريجي من الغذاء بالطريقة نفسها التي يمكننا بها التخلص من الوقود الأحفوري، يمكننا معادلة انبعاثات النظم الغذائية، واستعادة الطبيعة، وتعزيز القدرة على الصمود.

كيف يمكن تقليل الانبعاثات المرتبطة بالغذاء؟

ويتطلب خفض الانبعاثات الناجمة عن قطاع الأغذية إجراء تغييرات في المراحل كلها، من المنتجين إلى المستهلكين.

حيثما كان ذلك مناسباً، تحويل النظم الغذائية نحو أنظمة غذائية غنية بالنباتات مع المزيد من البروتين النباتي، وكمية أقل من الأطعمة الحيوانية والدهون المشبعة، يمكن أن يؤدي إلى انخفاض كبير في انبعاثات غازات الدفيئة مقارنة بالأنماط الغذائية الحالية في معظم البلدان الصناعية.

كما يمكن أيضاً اتباع وصفات طعام مستدامة تنتج عنها وجبات شهية مع أقل نسبة ممكنة من الانبعاثات والمخلفات، وتهدف حملة (آكت ناو – Act Now) التابعة للأمم المتحدة إلى إلهام المزيد من الناس للاستمتاع بطعام لذيذ ومستدام وصديق للبيئة.

تقول الشيف سارة عقل، صاحبة مطعم «سفر»، إن التعامل مع الطعام يجب أن يكون التزاماً، فعند استخدامنا نصف ثمرة من الخضروات لتحضير أحد الأطباق علينا استخدام النصف الآخر في وجبة أخرى، أو تغليف الجزء المتبقي وحفظه في الثلاجة لنتمكن من الاستفادة منه في اليوم التالي. وفي حديثها لـ «CNN الاقتصادية»، على هامش مؤتمر الأطراف العالمي (كوب 28)، قالت سارة إن تحضير قائمة طعام مطبخها يقوم على عدد من الأطباق الرئيسية، بالإضافة إلى أطباق أخرى اختارت وصفتها لتحوي بقايا الأدوات التي استخدمتها في الأطباق الرئيسية.

ويركّز المزيد من الطهاة وموردي الأغذية الآخرين على المنتجات المحلية والعضوية والابتعاد عن الوجبات الثقيلة باللحوم والوجبات السريعة، وتنضم إليهم حركة متزايدة من الأشخاص الذين يغيّرون الطريقة التي يطبخون بها ويأكلون بها.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version