تلاحق الأزمات تطبيق تيك توك للفيديوهات القصيرة الشهير، بين مزاعم تسريب بيانات المستخدمين واتهامه باستخدام هذه البيانات للتحكم في السوق، وصلت الأزمات إلى المنطقة العربية، إذ أكد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية أن التطبيق يحذف المحتوى المؤيد للمملكة.
ونشر الكثير من مستخدمي التطبيق دعوات عبر منصة إكس -تويتر سابقاً- إلى مقاطعة التطبيق وحذفه، الأمر الذي دفع شركة تيك توك إلى إطلاق بيان رسمي لدحض هذه الاتهامات المتعلقة بحذف المحتوى المؤيد للسعودية.
تيك توك تنفي مزاعم بحذف المحتوى السعودي
نفت الشركة هذه الادعاءات، قائلة في بيان رسمي إنها ترفضها لأنها تتنافى مع سياستها، علماً أنها تطبّق إرشادات تنبع من أطر قانونية على جميع الأشخاص وكل أنواع المحتوى، منوهة بأن فرق الأمن والسلامة العالمية والمستقلة الخاصة بتيك توك تتولى تطبيق هذه السياسات، الأمر الذي لا يتطلب تدخل أعضاء المجلس الاستشاري أو الموظفين.
وحرصت تيك توك على تسليط الضوء على دورها في رفع وعي المجتمع العالمي بالثقافة السعودية، عندما حقق الوسم المتعلق بالوجهات السياحية السعودية المعروف باسم #WhereToVisitKSA أكثر من 728 مليون مشاهدة عالمياً، بينما سبق أن حقق الوسم المتعلق بالمأكولات الشعبية في السعودية أكثر من مليار مشاهدة عالمياً.
كما أوضحت أن وسم أسبوع المواهب السعودي حقق أكثر من 302.8 مليون مشاهدة عالمياً.
عدد مستخدمي تيك توك في السعودية
بدءاً من أكتوبر تشرين الأول الماضي، كانت السعودية في المركز الأول لعدد مستخدمي تطبيق تيك توك مقارنة بعدد السكان بنسبة وصلت إلى 130 في المئة من السكان الذين تبلغ أعمارهم ما يزيد على 18 عاماً، وفقاً لتحليل ستاتيستا.
كما يعتبر تيك توك من أكثر التطبيقات انتشاراً في المملكة، بعد إكس، و سناب شات، وإنستغرام، وواتساب.
وكانت شركة بايت دانس الصينية التي تملك تيك توك، أشارت إلى أن التطبيق يمتلك نحو 26.39 مليون مستخدم تبلغ أعمارهم 18 عاماً فما فوق في السعودية في أوائل عام 2023.
كما أوضحت الأرقام التي نقلها «داتا ديبورتال» عن الشركة، أن إعلانات تيك توك بلغت نحو 103 في المئة من جميع البالغين في السعودية في بداية العام ذاته، علماً أن المحتوى الدعائي على تيك توك وصل إلى نحو 28.37 مليون مستخدم خلال الفترة ذاتها.
منافس محلي
تأتي هذه الأزمة بالتزامن مع انتشار تطبيق « جاكو» السعودي، المشابه لما يقدّمه تيك توك، الذي يحظى بتقييم جيد جداً على آب ستور، كما استطاع أن يجذب أكثر من مليون مستخدم خلال شهرين فقط من إطلاقه.
ويوفّر التطبيق إمكانية مشاركة المحتوى المرئي، ليغدو مزيجاً من تطبيقات البث المباشر الفاخرة، كما يوضح التطبيق في رسالته على آب ستور.
كما يوفّر خاصية الدردشة الصوتية، فضلاً عن تقديم هدايا على الطراز العربي، لكن من غير المعروف متى يمكن لهذا التطبيق أن يشهد انتشاراً واسع النطاق.
هذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها السعودية إلى تصميم تطبيق يلبي احتياجات المستخدمين، فقد سبق أن أعلنت عام 2021، عزمها إصدار تطبيق يشبه واتساب في خصائصه.
كما كشفت خلال النسخة الثانية من المؤتمر التقني الدولي «ليب» الذي عُقد في فبراير شباط 2023، عن تطبيق «بيم» للدردشة، الذي كان نتيجة شراكة سعودية صينية بين شركة الاتصالات «إس تي سي»، وشركة «مينا كوميونيكيشن».
ويمكن للتطبيق ترجمة النصوص المكتوبة إلى عدد من اللغات بطريقة فورية، ما يسهّل إمكانية الدردشة مع العديد من الأشخاص بمختلف اللغات، كما يسمح بإجراء المحادثات بالصوت والصورة بجودة عالية، مع نحو 150 طرفاً ما يتجاوز الإمكانية التي يقدمها واتساب.
وفي هذا الصدد أيضاً، يوفّر «بيم» إمكانية إضافة نحو 3 آلاف عضو إلى المجموعات، متجاوزاً ما يمكن لواتساب تقديمه.
كما يدعم التطبيق مشاركة الملفات بحجم يصل إلى واحد غيغابايت للملف الواحد، فضلاً عن دعم تخزين الملفات سحابياً.