يوم الصحة، الحدث الأول من نوعه في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ( كوب 28)، الذي ناقش فيه صنّاع القرار والخبراء تأثير التغير المناخي على الصحة الجسدية والنفسية، محاولين الوصول إلى حلول عملية تحدّ من هذه العواقب.

التغير المناخي يؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة الأرض وهذا بدوره يؤثر بشكل كبير على الصحة العامة، كما تؤثر حرائق الغابات والفيضانات والأعاصير سلباً على الصحة بصورة مباشرة وغير مباشرة بزيادة انتشار الأمراض المعدية وارتفاع معدلات الوفيات، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

فتشير بحوثات منظمة الصحة العالمية إلى أن 3.6 مليار شخص يعيشون بالفعل في مناطق شديدة التعرض لتغير المناخ، وبين عامي 2030 و2050، يتوقع أن يسبب تغير المناخ نحو 250 ألف حالة وفاة إضافية سنوياً، بسبب نقص التغذية وانتشار أمراض مثل الملاريا والإسهال والإجهاد الحراري.

وعلى الصعيد العالمي، يتزايد القلق والتوتر حول تغير المناخ بين الشباب، وفقاً لصندوق الكومنولث البريطاني.

كما وجدت دراسة استقصائية أجرتها 10 دول أن 84 في المئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاماً قلقون بشأن تغير المناخ، وقال 45 في المئة منهم إن مشاعرهم بشأن تغير المناخ أثرت سلباً على حياتهم اليومية.

تأثر الصحة النفسية

ولكن الجدير بالذكر أن هناك جانباً صحياً يتأثر بقوة بهذه العوامل، ويميل البعض إلى تجاهله، وهو الصحة النفسية.

وفي مقابلة مع «CNN الاقتصادية»، قالت ماريا نيرا، مديرة قسم البيئة وتغير المناخ والصحة في منظمة الصحة العالمية «إذا بحثت على غوغل عن تغير المناخ، فستظهر لديك الصحة النفسية في معظم الأحيان، بمعنى أن الناس يشعرون بالكثير من القلق بشأن كيفية تأثير تغير المناخ على مستقبلنا، وهذا يخلق بالضرورة هذا القلق، وهذا جزء من الرد على سؤالك، الجزء الآخر هو أنه عندما تعيش في ظروف هي بالفعل استثنائية بشكل نسبي».

كما يزداد التخوف حول ظاهرة تغير المناخ، فالكوارث الطبيعية مثلاً قد تؤدي إلى تدمير المباني السكنية ما يجبر المتضررين على الهجرة، تاركين خلفهم مصدر رزقهم وما فقدوه من مقتنيات، وهذا بالطبع يولد القلق والتوتر والرهبة عند الكثيرين.

إضافة إلى ذلك، فإن تلوث الهواء وارتفاع درجات الحرارة يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض عصبية ونفسية مثل السكتات الدماغية والخرف، فوجد المعهد الوطني للصحة زيادة في حالات الخرف بنسبة 4.5 في المئة لكل درجة مئوية واحدة من ارتفاع درجة الحرارة.

وشددت نايرا على أن على الدول معالجة مشكلة القلق

«برسائل بناءة أكثر للشباب، تخبرهم بما يمكنهم فعله للإسهام في الحل أيضاً، مع إعطائهم أبعاد المشكلة، وفي الوقت نفسه تقديم الحلول والقرارات الصحيحة».

حلول قادة المناخ

يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم العديد من عوامل الخطر الاجتماعية والبيئية والاقتصادية التي بدورها تؤثر على الصحة النفسية والرفاهية الاجتماعية، واستجابة لهذه التحديات، نشرت العام الماضي منظمة الصحة العالمية خلال قمة ستوكهولم +50 تقريراً حول تأثير تغير المناخ على الصحة النفسية، وحثت الدول على تضمين الدعم النفسي في استجابتها لأزمة المناخ.

فمن بين 95 دولة شملها الاستطلاع، أفادت تسع دول فقط بإدراج الصحة النفسية والدعم النفسي في استجاباتها الوطنية المعنية بالصحة وتغير المناخ.

ويوصي موجز السياسة بخمسة مناهج مهمة للحكومات لمعالجة آثار تغير المناخ على الصحة العقلية، منها:

  • دمج الاعتبارات المناخية مع برامج الصحة النفسية

  • دمج دعم الصحة النفسية مع العمل المناخي

  • الاستناد إلى الالتزامات العالمية

  • إعداد نُهُج مجتمعية للحد من مواطن الضعف

  • سد الفجوة التمويلية الكبيرة القائمة للصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي

ومن بين الآثار الكارثية لتغير المناخ على الصحة ورعاية المرضى، فقدان الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية، ونقص الأدوية الناجم عن اضطراب سلاسل التوريد، وانتشار العدوى للأمراض، وزيادة ضعف المرضى.

شهد يوم الصحة في كوب 28، الإعلان عن تخصيص إجمالي 777 مليون دولار للأمراض الاستوائية المهملة، وإجمالي 900 مليون دولار للعاملين في مجال صحة المجتمع، ضمن فعاليات منتدى بلوغ الميل الأخير، وقالت وزيرة شؤون التعاون الدولي الإماراتية، ريم الهاشمي، في كلمتها بالمنتدى إن رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، سيخصص 100 مليون دولار، لدعم عمل صندوق بلوغ الميل الأخير، ليكفي 39 دولة إفريقية.

كما وافقت 74 دولة إلى جانب 40 منظمة دولية على إعلان الإمارات العربية المتحدة بشأن الإغاثة المناخية والتعافي والسلام، لمعالجة الفجوة المالية الحادة في البيئات الضعيفة والهشة، وأعلنت عن تخصيص أكثر من 1.2 مليار دولار للعمل المناخي في هذه المجتمعات.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version