فالأزمة الإنسانية تستفحل في قطاع غزة، مع انتشار الجوع والنقص الحاد في إمدادات الغذاء والماء، لكن الأمر لا يقتصر على ذلك بل يمتد إلى القطاع الطبي الذي يواجه خطر الانهيار. ويأتي ذلك كون الأزمة الصحية الهائلة تهدد القطاع مع استمرار القصف الإسرائيلي بلا توقف. وفي مواجهة ذلك، بادرت منظمة الصحة العالمية إلى اتخاذ خطوة باتجاه توفير الدعم الطبي، إذ تبنت الدول الأربع والثلاثون الأعضاء في المنظمة قراراً يدعو لإرسال مساعدات فورية للقطاع بدون عوائق. المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، دق ناقوس الخطر قائلا إن النظام الصحي في غزة ينهار، وأطلق تحذيرا من أن أثر الحرب على الصحة بات كارثيا. كما أكد أن هناك مؤشراتٍ مثيرة للقلق تدل على وجود أمراض وبائية. وقال غيبريسوس: “مع تجمع السكان أكثر في مناطق صغيرة ومكتظة في غزة ومع نقص المياه والطعام، كل ذلك يخلق ظروفا مثالية لانتشار الأمراض.. وقف إطلاق النار هو الحل الوحيد لمساعدة شعب غزة، وينتباني آسف شديد لأن مجلس الأمن لم يستطع تبني هذا القرار يوم الجمعة الماضي”. تحذيرات المنظمة استندت إلى معطيات رصدتها على الأرض: إذ سجل استمرار 14مستشفى فقط في العمل، حسب الإمكانات المتوفرة، وذلك من أصل 36 منها اثنان فقط في شمال القطاع. كما أن عدد الأسرة المتوفرة حاليا في المستشفيات يقدر فقط بألف وأربعمئة سرير من أصل 3500 سرير. ويعمل المستشفيان الرئيسيان في جنوب غزة بثلاثة أضعاف طاقتهما السريرية، مع نفاد الإمدادات، وإيوائهما آلاف النازحين. وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن مرافق للرعاية الصحية في غزة والضفة الغربية تعرضت منذ السابع من أكتوبر الماضي، لأكثر من 449 هجوماً. ويبدو أن الوضع في القطاع يزداد تدهورا على جميع الأصعدة، لتزداد حاجة سكان القطاع الماسة إلى مساعدات عاجلة ووقف للقتال قد يُضمّد جراح حرب قاسية. الأوضاع الإنسانية في غزة وبات توصيف الأوضاع الإنسانية والصحية في قطاع غزة بالكارثية، لازمة تتكرر على لسان الكثير من المسؤولين يوميا، فيما الغزيون ينتظرون أفعالاً تنتشلهم من هذه الأوضاع، وسط انتشار الأوبئة والأمراض. وفي حديث لـ”سكاي نيوز عربية، قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، هشام مهنا: لا وجود لأي بوادر انفراج وتوقف للأعمال العسكرية في غزة. ضرورة تواجد حلول سياسية لإيقاف إطلاق النار لتمكين أهالي قطاع غزة من الاستفادة من المساعدات الإنسانية المحدودة التي يتم إدخالها عبر المعابر. الوضع الإنساني والصحي يفوق كل الجهود المبذولة من قبل المنظمات الإنسانية المتواجدة بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر. أهمية توفير الأمن والأمان لأهالي قطاع غزة من خلال تكثيف جهود المنظمات الدولية للضغط على صانعي القرار بجميع أصنافهم. ضرورة التوصل إلى اتفاق يفضي إلى حماية المدنيين وتوفير المقومات الأساسية. ضرورة البحث والنظر في سبل عيش أهالي غزة بعد توقف إطلاق النار، خاصة في ظل تردي جميع مقومات الحياة من بنية تحتية وصحية وإنسانية. ضرورة توقف آلة الحرب لضمان حماية المدنيين.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version