أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الأحد، عن أسفه لفشل مجلس الأمن باتخاذ قرار بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مندداً بانقسامات أصابته ب«الشلل»، وشدد على أنه لن يستسلم ولن يتخلى عن المطالبة بوقف إطلاق النار، فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استعداد روسيا للمساعدة على تهدئة الوضع في قطاع غزة ومعالجة الكارثة الإنسانية، وذلك خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغرقت 50 دقيقة، في حين أكدت قطر مواصلة جهودها لاستئناف الهدنة.
قال غوتيريش أمام منتدى الدوحة في قطر، إن المجلس أصابه الشلل بسبب الانقسامات الجيواستراتيجية التي تقوض التوصل لأي حلّ للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. 
وتابع إن سلطة ومصداقية مجلس الأمن الدولي قد تم تقويضها بشدة بسبب تأخر تحركه حيال الحرب، واعتبرها ضربة لسمعته تفاقمت مع استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) الجمعة، ضد قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار إنساني في القطاع. 

وأضاف: «لقد كرّرت دعوتي لإعلان وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية. للأسف فشل مجلس الأمن في القيام بذلك، يمكنني أن أعدكم، أنني لن أستسلم». 
في الأثناء، أكدت الحكومة الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أجرى محادثة هاتفية ساخنة استمرت 50 دقيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر خلالها عن رفضه للتصريحات الروسية ضد إسرائيل في الأمم المتحدة. وطلب نتنياهو الضغط الروسي على الصليب الأحمر للتمكين من زيارات للرهائن في غزة، لكن بياناً للمركز الصحفي للكرملين أفاد بأن بوتين أكد استعداد روسيا للمساعدة على تهدئة الوضع في قطاع غزة. وأشار البيان إلى أن بوتين أكد لنتنياهو أن الجانب الروسي مستعد لتقديم كل المساعدة الممكنة لتخفيف معاناة المدنيين وتهدئة الصراع.
وقال الكرملين إن الجانبين أعربا عن استعدادهما المتبادل لمواصلة التعاون بشأن قضايا إجلاء المواطنين الروس وأفراد أسرهم، وكذلك إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين كرهائن في غزة. 
وأضاف الكرملين أن بوتين كرر موقف روسيا برفض وإدانة الإرهاب بجميع أشكاله، مشيراً إلى أن المحادثة ركزت على الوضع في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وعلى وجه الخصوص، الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال، أمس الأحد، إنه من غير المقبول أن تستخدم إسرائيل الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول مبرراً لعقاب جماعي للشعب الفلسطيني، ودعا إلى مراقبة دولية على الأرض في غزة.
من جانب آخر، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في مقابلة مع «سي إن إن»، إن واشنطن تناقش مع إسرائيل العملية العسكرية في غزة ومدتها. 
وأضاف: «عندما تنتهي العملية العسكرية.. يجب أن نصل إلى دولة فلسطينية. نحن نناقش مع الإسرائيليين ما يفعلونه.. ونركز على هدف الإسرائيليين ونتائج أعمالهم.. وهناك فجوة بين الهدف وما نراه».
وفي الدوحة، أكد رئيس الوزراء القطري، أمس الأحد، أن جهود الوساطة لتجديد الهدنة في الحرب على غزة مستمرة على الرغم من القصف الإسرائيلي المكثف الذي يضيق المجال أمام تحقيق نتائج. 
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في منتدى الدوحة: إن «جهودنا كدولة قطر مع شركائنا مستمرة. ولن نستسلم»، مضيفاً: «إن استمرار القصف لا يؤدي إلا إلى تضييق هذا المجال أمامنا».
في غضون ذلك، حذّر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال اتصال هاتفي مع رئيس وزراء هولندا مارك روته، أمس الأحد، من خروج الوضع عن السيطرة فيما حمّلت وزارة الخارجية الأردنية إسرائيل مسؤولية مقتل أردنية وأفراد عائلتها في غزة. وبحسب بيان الديوان الملكي الأردني، «أكد الملك عبدالله ضرورة وقف إطلاق النار وحماية المدنيين العزل». 
وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن إسرائيل تنفذ سياسة ممنهجة لإفراغ قطاع غزة من سكانه من خلال حرب ينطبق عليها «التعريف القانوني للإبادة الجماعية». كما قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن الولايات المتحدة مسؤولة تماماً مثل إسرائيل عن قتل المدنيين في غزة بإعطائها «الضوء الأخضر» لذلك. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version