تملك وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، مادلين أولبرايت التي رحلت عن دنيانا، الأربعاء، بصمة هامة في تاريخ الدبلوماسية الأمريكية باعتبارها أول إمراءة تتولى هذا المنصب، عرفت خلالها بما يعرف ب«دبلوماسية الدبابيس»، ورسائلها السياسية الخاصة.

ولدت أولبرايت في براغ في العام 1937، في كنف عائلة دبلوماسية، وعقب سقوط البلاد في أيدى النازية، هرب والدها إلى بريطانيا، قبل أن يعود إلى بلده مرة اخرى، ويعمل سفيراً، ثم مندوباً أممياً للتوسط خاصاً بقضية كشمير. وعندما كانت أولبرايت في الحادية عشر من عمرها، انتقل والدها إلى الولايات المتحدة لاجئاً سياسياً.

وعرفت الطفلة الصغيرة بنبوغها، إذ اتقنت أربع لغات خلال طفولتها، ما أهلها للحصول على منحة لدراسة العلوم السياسية في جامعة ويليسلي النسائية الخاصة في ماساتشوستس. وفي الخمسينيات حصلت على الجنسية الأمريكية. وخلال دراستها الجامعية اهتمت أولبرايت بالحزب الديمقراطي. والتقت خلال هذه الأثناء بزوجها جوزيف أولبرايت، حيث رزقت لاحقاً بأبنائها أليس وآن وكاثرين.

وواصلت أولبرايت دراستها، حيث حصلت في السبعينيات على درجة الدكتوراه، ثم عينت موظفة في مجلس الشيوخ.

وعندما كانت أستاذة العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون، عملت مستشارة للسياسة الخارجية في الحملات الرئاسية لكل من المرشحين للانتخابات الرئاسية والتر مونديل ومايكل دوكاكيس.

وفي بداية الفترة الأولى لولاية الرئيس بيل كلينتون، عينت كسفيرة لدى الأمم المتحدة، في وقت كان خلالها العالم يتعافى من تداعيات سقوط الأنظمة الشيوعية، وشهدت خلالها ماسأة الإبادة الجماعية في رواندا.

ورشحت اولبرايت لمنصب وزارة الخارجية في العام 1996، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب، اهتمت خلالها بعدد من الملفات الهامة مثل السلام في الشرق الأوسط والبرنامج النووي لكوريا الشمالية. وخلال ولايتها وزارة الخارجية عرفت أولبرايت بدبلوماسيتها المثيرة للدهشة، إذ اعتادت استخدام ملحقات الزينة في عملها، خاصة «الدبابيس» من أجل توصيل رسالة معينة للطرف الآخر، إذ اعتبرتها أداة لكسر الجليد خلال المفاوضات.

وعقب مغادرتها منصبها في العام 2001، أسست أولبرايت شركة استشارية وعملت مديرة لمجلس إدارة بورصة نيويورك. وعرفت أولبرايت بعلاقتها الوطيدة بوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. كما كانت ضيفاً على عدد من البرامج الشهيرة، وخاضت تجربة التمثيل في المسلسل الشهير «فتيات غيلمور».ولعقود طويلة وحتى وفاتها، عاشت أولبرايت في منزلها الريف في جورج تاون مع أبنائها وأحفادها.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version