بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في اتخاذ إجراءات مضادة للقوى الغربية، التي فرضت عقوبات على بلاده، وأعلن، أمس الأربعاء، أن موسكو لن تقبل إلا المدفوعات بالروبل لقاء إيصال الغاز إلى «دول غير صديقة»، بما في ذلك جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي، فيما حذر مسؤول روسي كبير من انهيار الأسواق وارتفاع «جنوني» لأسعار الطاقة.

وقال بوتين في اجتماع حكومي نقله التلفزيون: «قررت تنفيذ مجموعة من الإجراءات لجعل مدفوعات إمدادات الغاز إلى دول غير صديقة بالروبل الروسي»، ووجه بتنفيذ التغييرات في غضون أسبوع.وأوضح أن ذلك يأتي رداً على تجميد أصول روسيا في الغرب بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا.وطلب بوتين من البنك المركزي والحكومة، أن يحددا «في مهلة أسبوع» النظام الجديد الذي يفترض أن يكون «واضحاً وشفافاً» ويتضمن «شراء الروبل من سوق الصرف» الروسية، وإنه سيأمر عملاق الغاز الروسي جازبروم بإجراء التغييرات اللازمة في عقود الغاز.ويشكل الغاز الروسي حوالي 40 في المئة من إجمالي استهلاك أوروبا وتقلبت قيمة واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الروسي بين 200 مليون إلى 800 مليون يورو يومياً حتى الآن هذا العام.وتسبب احتمال تغيير العملة بتلك التجارة إلى الفوضى في صعود أسعار الغاز للجملة في أوروبا وبريطانيا بحوالي 15-20 في المئة، أمس الأربعاء. وقفز الروبل الروسي لفترة وجيزة إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع عند مستويات دون 95 مقابل الدولار، قبل أن يستقر قرب 100 بعد الإعلان المفاجئ. وبحسب جازبروم، فإن 58 في المئة من مبيعاتها من الغاز الطبيعي إلى أوروبا ودول أخرى حتى 27 يناير/كانون الثاني، جرى تسويتها باليورو. وشكل الدولار الأمريكي حوالي 39 في المئة من إجمالي المبيعات والجنيه الإسترليني نحو ثلاثة في المئة.وألمح بوتين أيضاً إلى أن صادرات روسية أخرى ستتأثر؛ حيث جمد الغربيون حوالي 300 مليار دولار من الاحتياطي الروسي في الخارج، في خطوة وصفها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بـ«سرقة».وقال بوتين: «من الواضح أن تسليم بضائعنا إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالدولار واليورو والعملات الأخرى، لم يعد له معنى عندنا».في الوقت الراهن، تجنبت المحروقات الروسية إلى حد كبير العقوبات الغربية القاسية ضد موسكو.في الأثناء، حذر نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، أمس، من أن أسواق النفط والغاز الطبيعي العالمية قد تنهار في حال فرض عقوبات على الطاقة الروسية، وقال إن زيادة أسعار الطاقة لن تكون متوقعة.وفي حديثه أمام مجلس النواب الروسي، قال نوفاك أيضاً إن فرض حظر على مشروع خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 الذي تقوده روسيا ويصل إلى ألمانيا يعكس «حماقة» وعدم تقدير لتوازنات الطاقة وسيؤجج التضخم.وتابع: «من الواضح تماماً أنه دون محروقات روسية، وإذا فرضت عقوبات، ستنهار أسواق الغاز والنفط. ارتفاع أسعار موارد الطاقة يمكن ألاّ يكون متوقعاً». ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن نوفاك قوله يوم الإثنين الماضي، إن أسعار النفط قد تصل إلى 300 دولار للبرميل إذا توقف الغرب عن شراء الخام الروسي، لكنه أضاف أن مثل هذا السيناريو غير مرجح. (وكالات)

 


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version