أعلنت الصين وفيتنام رغم خلافاتهما القديمة بشأن مطالبتهما بالسيادة على بحر الصين الجنوبي، أمس الثلاثاء، أنهما تريدان توطيد العلاقات وبناء «مستقبل مشترك»، في إطار زيارة دولة تهدف إلى مواجهة نفوذ الولايات المتحدة المتنامي في هذه الدولة الشيوعية الواقعة في جنوب شرق آسيا. واعتبرتا أن هذه الزيارة «مرحلة تاريخية في العلاقات الثنائية، ستساهم في السلام والاستقرار والتطور في هذه المنطقة وفي العالم».
خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى هانوي، في أول زيارة له كرئيس صيني إلى فيتنام خلال ست سنوات، تم توقيع 37 اتفاقية تعاون بين البلدين. ووفقاً لأحد الاتفاقات الموقعة، وقع البلدان مذكرة تفاهم لتسيير دوريات مشتركة في خليج تونكين في بحر الصين الجنوبي مما يشير إلى أن التوترات بينهما قد تهدأ. وحث المسؤولين بالبلدين على تعزيز خط السكك الحديدية بين مدينة كونمينغ بجنوب الصين وميناء هايفونغ بشمال فيتنام، والذي يمر عبر مناطق في فيتنام غنية بالمعادن النادرة. والتقى شي زعيم الحزب الشيوعي الحاكم في فيتنام نغوين فو ترونغ الذي عزز العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن خلال زيارة دولة أجراها الرئيس الأمريكي جو بايدن في سبتمبر. وأكّدت الصين وفيتنام في بيان مشترك أنهما «ستواصلان تعميق علاقاتهما الثنائية». وقال شي بعد وصوله إلى مطار هانوي إنه سيبحث مع المسؤولين الفيتناميين في «المسائل العامة والاستراتيجية والوجهة التي ستسلكها العلاقات الثنائية فضلاً عن القضايا الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك بغية الانتقال إلى مرحلة جديدة في علاقاتنا». وتتبع فيتنام منذ فترة طويلة «دبلوماسية الخيزران» وهي سياسة مرنة تسعى من خلالها إلى الحفاظ على علاقة جيدة مع كلتا القوتين. وعلى غرار واشنطن، تشعر هانوي بالقلق إزاء نزعة التشدد المتنامية لبكين في بحر الصين الجنوبي، لكنها ترتبط مع الصين بحدود مشتركة وعلاقات اقتصادية، إضافة إلى أن حزبين شيوعيين يحكمان البلدين. وتجمع بين هانوي وبكين شراكة استراتيجية شاملة، وهي المكانة الدبلوماسية الأعلى في فيتنام. ووصلت فيتنام والولايات المتحدة إلى المستوى ذاته في سبتمبر. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين، إنّ الزيارة ستفتح الباب أمام مناقشات بشأن «تطوير العلاقات بين الصين وفيتنام».

وقد يضغط شي لكي تنضم فيتنام إلى «رابطة المصير المشترك»، وهو مصطلح غامض يشير إلى رؤية للتعاون المستقبلي في الاقتصاد والأمن والسياسة. وأضاف أنّ بنود جدول الأعمال تتضمّن «السياسة والأمن والتعاون العملي والقضايا المتعدّدة الأطراف و(القضايا) البحرية». وفي مقال نُشر في صحيفة «نان دان» الفيتنامية، أكّد الرئيس الصيني أن «مستقبل آسيا ليس في أيدي أحد سوى الآسيويين». وصباح أمس الثلاثاء، رفعت الأعلام الصينية والفيتنامية على جانبي الطريق الذي سلكه شي من المطار إلى القصر الرئاسي، حيث أطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيباً بالزيارة. وتجمع عشرات الأشخاص وهم يلوحون بالأعلام أمام فندق ماريوت حيث من المتوقع أن يقيم شي.

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version