«الخليج» – وكالات
غيب الموت صباح السبت، أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بعد رحلة عطاء وإنجازات استمرت أكثر من ستة عقود، بدأت بتوليه منصب محافظ حولي ثم تولى عدداً من الحقائب الوزارية وترك فيها جميعاً بصمات واضحة، وكان في كل مراحل حياته يهتم بالإنسان ويتخذ قرارات لرعاية الأطفال والأيتام والمسنين والأرامل.
ويعد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي وافته المنية عن عمر ناهز 86 عاماً، والذي ولد عام 1937 وأدى اليمين الدستورية، أميراً للكويت في سبتمبر 2020، أحد مؤسسي الكويت الحديثة وصاحب «البصمات» في إرساء دعائم الدولة وعمليات النهضة والبناء والتنمية التي شهدتها البلاد منذ الاستقلال في 19 يونيو/حزيران 1961.
ونشأ في قصر دسمان، بيت الحكم أثناء إمارة والده أحمد الجابر، وتلقى تعليمه في الكويت، ضمن مدارسها النظامية، ومن بينها المدرسة المباركية.

  • مسيرة مفعمة بالإنجازات

وبدأ الراحل رحلة عطاء وإنجازات تزيد على ستين عاماً، بدأت بتوليه منصب محافظ حولي بعد عام واحد من الاستقلال، ثم تولى عدداً من الحقائب الوزارية بينها الداخلية والدفاع والشؤون الاجتماعية والعمل، وترك فيها جميعاً بصمات واضحة وإنجازات بارزة.
تلك المسيرة الحافلة بالإنجازات، في مقتبل العمر دفعت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت بتزكيته لولاية العهد في 7 فبراير/شباط 2006، نظراً إلى ما عهد فيه من صلاح وجدارة وكفاءة تؤهله لتولي هذا المنصب.
تعليمه
تعلم في مدارس الكويت المختلفة وتميز بالحرص على مواصلة تحصيله العلمي، وظلت هذه الصفة تلازمه فيما بعد وتجلت بتشجيعه لطلبة العلم في مختلف مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي والعالي، انطلاقاً من رؤيته بأهمية التحصيل العلمي الذي يعد أساساً لتقدم المجتمعات ورقيها.

بدأ الشيخ نواف رحلة عمله السياسي وهو في الخامسة والعشرين من عمره، بتولي منصب محافظ حولي في 12 فبراير/شباط 1962، وذلك بعد نحو عام من الاستقلال.
واستمر في هذا المنصب على مدار 16 عاماً، نجح خلالها في تحويل المحافظة التي كانت عبارة عن قرية إلى مدينة حضارية وسكنية وتجارية تعج بالنشاط التجاري والاقتصادي، وأصبح العمران الحديث ينمو في المحافظة بكل اتجاه. ونظراً لحبه للناس، كان كثيراً ما يتدخل بصفة شخصية لحل الكثير من المشاكل الأسرية.

وبعد توليه منصب محافظ حولي لمدة 16 عاماً، تولى الشيخ نواف حقيبة وزارة الداخلية في 19 مارس/آذار 1978، وكان هاجسه في بداية تسلم حقيبة الداخلية أن يحفظ لبلده أمنه واستقراره.
وحقق خلال توليه المنصب نقلة نوعية في أداء وزارة الداخلية، قبل أن يتولى في 26 يناير/كانون الثاني 1988 حقيبة وزارة الدفاع.
وبعد توليه المنصب قام بتطوير العمل بشقيه العسكري والمدني، وعمل على تحديث وتطوير معسكرات وزارة الدفاع ومدها بكل الأسلحة والآليات الحديثة، واهتم بإيفاد البعثات إلى الدول الصناعية العسكرية للتدرب علي قيادة الطائرات العسكرية والتدرب على قيادة الطائرات الحربية وكل أنواع الأسلحة والمدرعات والمدافع التي يستخدمها الجيش الكويتي.
وحرص الشيخ نواف على تضمين عقود شراء الأسلحة بنوداً تنص على تدريب العسكريين الكويتيين عليها وصيانتها.
واستحدث الشيخ نواف في الوزارة إدارة العقود الخاصة، إضافة إلى الإدارة القانونية.

  • رعاية الأرامل والأيتام

وعند تشكيل أول حكومة كويتية بعد حرب الكويت تم تكليف الشيخ نواف الأحمد بحقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في 2 إبريل/نيسان 1991، حيث قال حينها: «أنا جندي أقبل العمل في أي مكان يضعني فيه أمير البلاد».
وفور مباشرته العمل وزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل سارع الأمير الإنسان إلى اتخاذ قرارات إنسانية لرعاية الأرامل والأيتام والمسنين، وبرهنت أعماله على أنه خير نصير للطفل والمرأة والأرملة والمسن والعامل.
وقام باستحداث مستشفى خاص لنزلاء دور الرعاية أثناء توليه وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل واستحدث منصب وكيل مساعد للشؤون القانونية في وزارة الشؤون.

ومع تولي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في البلاد، أصدر الشيخ صباح أمراً أميرياً بتزكية الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولياً للعهد في 7 فبراير/شباط من العام نفسه.
وفي 20 فبراير/شباط من الشهر ذاته، بايع مجلس الأمة بالإجماع الشيخ نواف ولياً للعهد، وأدى اليمين الدستورية أمام أمير الكويت والمجلس في اليوم نفسه.

في يوم السبت 16 ديسمبر 2023 توفي الشيخ نواف الأحمد في الكويت، عن عمر ناهز 86؛ إذ نعاه الديوان الأميري في الكويت في بيان جاء فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)
ببالغ الحزن والأسى ننعى إلى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة المغفور له بإذن الله تعالى حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الذي انتقل إلى جوار ربه ظهر اليوم السبت الموافق 3 من جمادى الآخر 1445 / 16 ديسمبر 2023، داعين الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون».
وكان التلفزيون الكويتي قد قطع برامجه المعتادة عند الساعة الثانية عشرة والنصف تقريباً من ظهر السبت، ليذيع آيات من القرآن الكريم، قبل أن يُذاع البيان بعد نحو نصف ساعة من ذلك.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version