أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنه إذا كانت الولايات المتحدة تريد «الاستقرار» خلف مياهها مثل بريطانيا، فعليها أن تعي أن هناك خطوطاً في العلاقات مع موسكو لا يمكن تجاوزها، كما دعا الغرب إلى إدراك الجمود الكامل للصراع في أوكرانيا، التي تعثر هجومها المضاد في ظل الهجمات الروسية المتصاعدة، بينما يتصاعد الجدل في كييف إثر عثور الاستخبارات الأوكرانية على جهاز تنصّت في مقر لرئيس الأركان فاليري زالوجني، وسط تقارير عن خلافات عميقة بينه وبين الرئيس فلودومير زيلينسكي.

وقال لافروف، في تصريحات تلفزيونية أمس الاثنين، إن علاقة رئيس إدارة الاستخبارات الرئيسية بوزارة الدفاع الأوكرانية بودانوف بقوات العمليات الخاصة الأمريكية توضح أن «أوكرانيا مجرد بيدق في يد الغرب». وأضاف أنه تم إنشاء وحدات خاصة تحت قيادة القوات المسلحة الأوكرانية للتنسيق الوثيق مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والاستخبارات البريطانية. وأكد أن واشنطن توجه الحرب ضد روسيا في أوكرانيا، ودعا حلف «الناتو» والاتحاد الأوروبي إلى إدراك الجمود الكامل للصراع الذي بدأوه ضد روسيا على يد كييف.

وسبق أن أكد المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن الوضع في أوكرانيا يتعقد أكثر فأكثر، مشيراً إلى أن سلطات كييف تعرف جيداً كيف يمكنها التوصل إلى تسوية.

وأشار بيسكوف إلى أن موسكو تراقب باهتمام كبير كيف يتغير خطاب الغرب حول الوضع في أوكرانيا، مؤكداً صعوبة التنبؤ بما إذا كان الدعم المالي لكييف من الولايات المتحدة سيستمر. وتابع: «يمكننا فقط أن نقول الآن إن الغرب، وفي المقام الأول الأمريكيين، قد أيقنوا ما الذي ينفقونه بالضبط، أنفقوا أكثر من 100 مليار دولار في العام الماضي، ما مدى فاعلية هذه الاستثمارات؟».

في الأثناء، قال البروفيسور بجامعة بيتسبرغ، دانييل كوفاليك، إن الولايات المتحدة تنوي بدء مفاوضات مع روسيا بسبب غياب أي فرص لانتصار أوكرانيا في ساحة المعركة.

وأعرب كوفاليك عن اعتقاده بأن واشنطن قلقة من أن العسكريين الأوكرانيين منتشرون في جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، تريد الولايات المتحدة الجلوس إلى طاولة المفاوضات بسبب «الهزيمة المحتملة» في النزاع.

في غضون ذلك، أعلنت الاستخبارات الأوكرانية، أمس الأول الأحد، أنها عثرت على جهاز تنصّت في مقر لرئيس الأركان فاليري زالوجني، موضحة أن الجهاز لم يكن «في وضعية تشغيل»،ولم يتم العثور على أي جهاز لتخزين البيانات أو للإرسال الصوتي عن بعد»، معلنة أن الجهاز «سيتم إرساله لتفحّصه».

وأوضحت الاستخبارات في منشور على منصة إكس أن «الجهاز لم يعثر عليه في مكتب فاليري زالوجني، إنما في مقر يمكن أن يستخدمه مستقبلاً».

وأعلنت فتح تحقيق في «استخدام غير مشروع لوسائل تقنية خاصة لتلقي معلومات».

بصفته قائد القوات المسلّحة الأوكرانية، زالوجني هو من يقرر سير المعارك على الجبهة، بإمرة الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

في الأشهر الأخيرة أفادت وسائل إعلام أوكرانية وأجنبية بتصاعد التوترات بين زيلينسكي وزالوجني على خلفية فشل الهجوم المضاد وتراجع الدعم الغربي.(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version