تعرضت مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى، أمس الثلاثاء، لضربات صاروخية من جنوب لبنان، الذي شهدت العديد من بلداته قصفاً مدفعياً، واستهدافاً بالقنابل الفوسفورية، وغارات نفذها الطيران الإسرائيلي، في وقت أشارت فيه مصادر لبنانية إلى فشل الضغوط الإسرائيلية والغربية لإخلاء جنوب الليطاني من سلاح «حزب الله». وذكرت الأنباء أن صفارات الإنذار دوّت بشكل متواصل في مناطق عدة في الجليل الأعلى، لا سيما في بلدات أفيفيم، وبرعم، ويارون، واعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية مسيّرة أطلقت من جنوب لبنان فوق سهل الحولة في الجليل الأعلى. وأعلن «حزب الله» تدمير دبابة ميركافا إسرائيلية قرب موقع المالكية، مشيراً إلى مقتل وجرح من فيها. كما أعلن في بيان لاحق مقتل ثلاثة من عناصره بقصف.

وفي المقابل، قال الجيش الإسرائيلي، إنه قصف بالمدفعية عدداً من الأهداف جنوب لبنان، واستهدف مواقع رصد إطلاق قذائف منها باتجاه منطقة المطلة شمال إسرائيل. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية، بأن المدفعية الإسرائيلية قصفت أطراف بلدة الخيام على الحدود الجنوبية بقذيفتين فوسفوريتين، كما قصفت تلة العويضة.

ولفتت الوكالة إلى أن المدفعية الإسرائيلية قصفت أيضاً أحد المنازل المستهدفة مرات عدة، في منطقة الجبل في بلدة ميس الجبل، كما قصفت بساتين الزيتون بين ديرميماس وكفركلا. كما حلقت المسيرات الإسرائيلية بكثافة في أجواء مدينة بعلبك، والقرى المجاورة، شرق لبنان.

وكان «حزب الله» حذّر إسرائيل من أنه سيرد بالمثل على استهداف المدنيين، في حين قالت تل أبيب إن الحرب على جبهة لبنان باتت أقرب، وسط تهديدات تطلقها حكومة بنيامين نتنياهو بشن عملية عسكرية لإجبار «حزب الله» على التراجع إلى ما وراء نهر الليطاني على مسافة 30 كيلومتراً تقريباً، عن الحدود، فيما قالت مصادر لبنانية إنه ليس هناك أي ترتيبات لإخلاء جنوب الليطاني من سلاح «حزب الله»، وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أمس الثلاثاء، إن ما يتعرض له سكان جنوب البلاد من «اعتداءات إسرائيلية يومية أثبت أن لبنان بلد صلب»، في إشارة ضمنية إلى رفضه الضغوط الإسرائيلية الغربية لإخلاء جنوب الليطاني. وقال ميقاتي، خلال كلمة ألقاها في افتتاح جلسة مجلس الوزراء المنعقدة في مقر الحكومة وسط بيروت «مرّ 74 يوماً من مأساة الحرب على غزة والاعتداءات المتكررة على جنوب لبنان والإصابات في صفوف المدنيين والمعاناة الإنسانية جراء الإجرام والإبادة». وذكرت مصادر لبنانية اطّلعت على محادثات جولة وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، أنه جرى طرح اقتراح معاودة اجتماعات اللجنة العسكرية الثلاثية في الناقورة، بين الجانب الإسرائيلي والجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل»، والبحث في النقاط الست الباقية من النقاط المتنازع عليها، ووقف الخروق المتبادلة. وأضافت المصادر أنّ كولونا «لم تطرح انسحاب «حزب الله» إلى شمال الليطاني»، لكنها أشارت إلى أنها «نقلت التهديدات الإسرائيلية الجدية من دون تبنّيها». (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version