أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، استعداد بلاده للدخول في محادثات مع الولايات المتحدة وأوروبا بشأن مستقبل أوكرانيا، مشيراً إلى أن المجتمع موحد خلف الحرب. وفي وقت يواجه فيه الجيش الأوكراني صعوبات في تجنيد عسكريين وإرسالهم إلى الجبهة، اقترح الرئيس الأوكراني تعبئة 500 ألف أوكراني لمواجهة روسيا، مؤكداً أنه «لا يمكن إجراء الانتخابات أثناء الحرب».

وأكد الرئيس بوتين إن بلاده مستعدة للدخول في محادثات مع أوكرانيا، والولايات المتحدة، وأوروبا، بشأن مستقبل أوكرانيا، إذا كانت ترغب في ذلك، لكن موسكو ستدافع عن مصالحها الوطنية. وأضاف، هل أولئك الذين يتعاملون بعدوانية تجاه روسيا، وفي أوروبا والولايات المتحدة، هل يرغبون في التفاوض؟ دعوهم (يفعلوا ذلك). لكننا سنتفاوض بما يعود بالنفع على مصالحنا الوطنية. موضحاً «لن نتخلى عما نملكه، لكننا لا ننوي القتال مع أوروبا».

وكان بوتين يتحدث في اجتماع لوزارة الدفاع، حضره كبار القادة العسكريين، بمن فيهم وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس الأركان العامة الجنرال فاليري جيراسيموف، وألكسندر بورتنيكوف مدير جهاز الأمن الاتحادي. وقال بوتين إن القوات الروسية تمتلك الآن زمام المبادرة في ساحة المعركة.

وأضاف «لن نتخلى عن أهداف العملية العسكرية الخاصة»، لكنه أضاف أن روسيا بحاجة إلى تحسين الاتصالات العسكرية، والاستطلاع، والاستهداف، وقدرات الأقمار الصناعية. وتابع أن صناعة الدفاع الروسية تستجيب بشكل أسرع من نظيرتها في الغرب، وأن روسيا ستواصل تطوير قواتها النووية والحفاظ على جاهزيتها القتالية على مستوى عالٍ.

وانتقد بوتين مرة جديدة الغرب، لشنّه الحرب عليه بواسطة أوكرانيا. وقدم مجدداً هذا النزاع على أنه حرب من أجل استمرار روسيا في مواجهة الغرب.

وأضاف «أريد أن أذكر مرة أخرى الدعم الهائل الذي يقدمه مواطنونا، ورجال الأعمال، والمتطوعون، وممثلو المنظمات العامة والأحزاب والتجمعات التجارية، وأطفال المدارس، والطلاب، والمتقاعدون للوحدات القتالية». كما رحب بارتفاع إنتاج الأسلحة والذخائر، فيما تم بعد العديد من الهزائم عام 2022 على الجبهة الأوكرانية، إعادة توجيه الصناعة الروسية نحو احتياجات الجيش، وتضاعفت ميزانية الدفاع.

في المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، امس الثلاثاء، أن الجيش الأوكراني الذي يواجه صعوبات في العثور على متطوعين، اقترح تعبئة «450 ألفاً إلى 500 ألف شخص»، لمواصلة التصدي للجيش الروسي، لكنه أوضح أنه لم يتخذ قراراً بعد.

وقال زيلينسكي، في مؤتمر صحفي في كييف، أن القيادة العسكرية «اقترحت تعبئة 450 ألفاً إلى 500 ألف شخص».

وأكد زيلينسكي أن الولايات المتحدة «لن تخون» أوكرانيا، وأن بلاده ستحصل على «عدة» أنظمة دفاع جوي أمريكية جديدة من طراز باتريوت، للمساعدة في التصدي للهجمات الروسية. وقال «لن أكشف العدد، لكن سيتم إرسال العديد من أنظمة باتريوت إلى أوكرانيا لحماية بلادنا خلال الشتاء»، مضيفاً أن «لا أحد يمكنه أن يحدد موعد انتهاء الحرب مع روسيا، بعد نحو عامين من الحرب» «لا أحد يملك الجواب، حتى الأشخاص المحترمون، قادتنا، أو الشركاء الغربيون الذين يقولون إن الحرب ستستمر أعواماً. إنهم لا يعلمون».

وجاءت تصريحات زيلينسكي في وقت يواجه الجيش الأوكراني صعوبات لتجنيد عسكريين وإرسالهم إلى الجبهة لمحاربة القوات الروسية التي استأنفت الهجوم، بعد 22 شهراً من الحرب قال الكومندان أولكسندر فولكوف، وهو قائد كتيبة من اللواء الميكانيكي الرابع والعشرين، «وحداتنا تعاني من نقص في الأفراد. نحن بحاجة إلى شباب متحمسين تقل أعمارهم عن 40 عاماً».

وفضل الضابط إلغاء حصة تدريب خارجية بالقرب من باخموت للمجندين الجدد حرصاً منه على سلامة رجاله، بسبب الصقيع، واكتفى بتدريبهم على تفكيك الأسلحة الفردية وإعادة تجميعها والإسعافات الأولية. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version