توقفت عملاق التكنولوجيا أبل عن إتاحة الساعتين الذكيتين سيريس 9 وألترا 2 من متجرها الإلكتروني في الولايات المتحدة، إذ تواجه نزاعاً حول براءة اختراع حول التقنية التي تتيح خاصية قياس الأكسجين في الدم عبر ساعاتها الذكية.

كانت أبل خسرت، قبل شهرين، قضية براءة اختراع تتعلق بالتكنولوجيا التي تستخدمها في الساعات الذكية للكشف عن معدل نبض المستخدمين، وتلقت الشركة أمراً بالتوقف عن بيع الساعتين الذكيتين سيريس 9 وألترا 2 بعد عيد الميلاد، الأمر الذي قد يؤدي إلى ارتفاع مبيعات الساعات في الأسبوع الأخير من التسوق أثناء العطلة.

قال ريان ريث، نائب رئيس برنامج جهود تتبع الأجهزة المحمولة في شركة الأبحاث آي دي سي، إن مبيعات ساعات أبل في الولايات المتحدة لن تتأثر، وإن تبعات القرار ستظهر في يناير كانون الثاني وفبراير شباط.

ستتوفر الساعتان بشكل طبيعي في الشرق الأوسط، إذ ستستمر أبل في إتاحتهما خارج الولايات المتحدة.

يرى رامي الكرمي، الأستاذ في الريادة والابتكار بجامعة الحسين التقنية بالأردن، أن هذا الوضع يمثل فرصة ذهبية للأسواق التي لا تزال تعرض الساعتين، إذ سيميل العملاء إلى شراء المنتجين من خارج الولايات المتحدة، خاصة خلال موسم الأعياد الذي يزداد فيه السفر وترتفع فيه أرباح أبل عادة، لكن يرى أيضاً أن هذا الوضع سيكون مؤقتاً؛ إذ قال «أتوقع ألا تقتصر عملية توقف البيع على السوق الأميركية»، ولكن حتى يحدث هذا -إن حدث- ستكون تلك فرصةً للأسواق التي لم يتوقف فيها البيع بعد، وفقاً للكرمي.

وتقول أبل إن الأشخاص الذين اشتروا بالفعل أياً من ساعتي أبل المعنيتين لن يواجهوا أي مشكلات مع منتجهم، وفقاً لـ(سي إن بي سي).

انتهاك أبل حقوق الاختراع

كانت شركة التكنولوجيا الصحية والإلكترونيات الاستهلاكية، ماسيمو، اتهمت شركة أبل بتوظيف موظفين سابقين، وسرقة تقنيات قياس الأكسجين الخاصة بها لدمجها في ساعاتها الذكية.

في المحكمة، شرحت شركة ماسيمو بالتفصيل كيف قامت شركة أبل بسرقة كبار مسؤوليها التنفيذيين وأكثر من اثني عشر موظفاً آخرين قبل أن تطلق ساعة مزودة بقدرات مقياس نسبة تشبع كريات الدم الحمراء بالأكسجين، والتي تم تسجيل براءة اختراعها بواسطة شركة ماسيمو.

قال جو كياني، الرئيس التنفيذي لـ(ماسيمو)، خلال تصريحات نشرتها (سي إن بي سي) في أكتوبر تشرين الأول الماضي، إنه منفتح على التفاوض على صفقة مع شركة أبل، وقالت ماسيمو في بيان، إن قرار مركز التجارة الدولية «يجب احترامه وحماية حقوق الملكية الفكرية، ويجب الحفاظ على ثقة الجمهور في نظام براءات الاختراع في الولايات المتحدة وتشجيع الصناعة الأميركية».

وأضاف أن أبل لم تشارك في مفاوضات الترخيص، ولكنها ناشدت الرئيس جو بايدن باستخدام حق النقض ضد قرار لجنة التجارة الدولية، في حين لم تجب أبل على طلب الرد.

من ناحية أخرى، يحاول مهندسو أبل إجراء تغييرات على الخوارزميات في الساعات الذكية، وتعديل كيفية عمل تقنية قياس تشبع الأكسجين وتقديم البيانات للعملاء، حسبما ذكرت بلومبيرغ، نقلاً عن أشخاص مطلعين على العمل.

في هذا الشأن يقول الكرمي «لدى أبل أكثر من خيار، فإما تلغي تلك الخاصية في البلدان التي أثبتت فيها ماسيمو التعدي على ملكيتها الفكرية، أو تعدل التقنية إذا كان الأمر لا يتطلب تغييراً في المعدات».

كانت شركة أبل أتاحت خاصية قياس مستوى تشبع الدم بالأكسجين في ساعاتها الذكية لأول مرة عام 2020، ثم أدرجت التكنولوجيا التي تسميها «أكسجين الدم» في النماذج اللاحقة، ولكن على عكس جهاز دبليو 1 الذي أنتجته شركة ماسيمو، لم تحصل أبل على موافقة إدارة الغذاء والدواء على الساعة الذكية التي تنتجها لاستخدامها كجهاز طبي لقياس مستوى الأكسجين في الدم.

أُطلقت الخاصية في أوج أزمة وباء كوفيد-19 الذي تسبب في انخفاض حاد لنسبة تشبع الدم بالأكسجين لبعض المصابين به، الأمر الذي أودى بحياة الملايين.

تأثيرات على أرباح أبل

تحقق أبل إيرادات ضخمة من الأجهزة الذكية القابلة للارتداء وأجهزة المنزل والإكسسوارات التي تضم ساعات أبل الذكية، إذ وصلت إيراداتها في هذا المجال إلى 8.28 مليار دولار خلال الربع الثالث من عام 2023، وفقاً لتقرير الشركة.

يقول الكرمي «بالطبع ستتأثر الأرباح، فنحن نعيش في عصر مملوء بالتقلبات، وأول شيء نتحدث عنه في هذا الموقف هو ثقة العملاء في العلامة التجارية والمنتج، إذ صارت ساعات أبل الذكية جزءاً من حياة فئة كبيرة من الناس، وقد تهتز ثقتهم في المنتج بسبب انسحاب فئة الساعات الجديدة من السوق وتوقف بيعها، أو بسبب اللغط على حقوق الملكية الفكرية»، وأضاف «قد يقلل كل هذا قيمة الثقة في المنتج، وبالتالي تقليل المبيعات، كل هذا بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الضاغطة على الأسواق بشكل عام».

تمتلك أبل نحو ربع سوق الساعات الذكية العالمية، وفقاً لشركة أبحاث كاونتربوينت، وهي حصة تميل للارتفاع إلى أكثر من الثلث في الربع الرابع خلال مواسم مبيعات العطلات في الولايات المتحدة وأوروبا.

كما تعادل مبيعات أبل من الساعات الذكية نصف صادرات سويسرا من الساعات، وفقاً لبلومبيرغ.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version