كثفت إسرائيل قصفها لقطاع غزة، أمس الجمعة، مخلفة عشرات القتلى والجرحى، بالتزامن مع استمرار عمليتها البرية في القطاع، والتي بدأ الجيش الإسرائيلي في توسيعها إلى مناطق الوسط، طالباً من سكان البريج والمناطق المجاورة مغادرة منازلهم والتوجه إلى دير البلح في محاولة جديدة لتهجير الفلسطينيين، فيما ردت الفصائل الفلسطينية باستهداف الآليات والجنود الإسرائيليين، موقعة المزيد من الخسائر البشرية والمادية، في وقت كشفت صور التقطتها أقمار صناعية وحجم الحفر في القطاع، استعمال إسرائيل لقنابل ضخمة تزن 2000 رطل، وفق تقارير صحفية أمريكية.

وأدى القصف الإسرائيلي المتواصل، أمس، إلى مقتل 16 شخصاً وإصابة أكثر من 50 في جباليا، ومقتل خمسة في قصف طال سيارة مدنية في رفح، وفق وزارة الصحة في غزة. وكانت الوزارة أعلنت أن 390 فلسطينياً على الأقل قتلوا خلال الساعات ال48 الماضية، بينهم «عشرات» في وقت مبكر من أمس الجمعة جراء غارات طالت مدينتي رفح وخان يونس بجنوب القطاع، وغزة وجباليا بشماله. وخلّف القصف الإسرائيلي المتواصل جواً وبحراً وبراً منذ أكثر من شهرين، 20057 قتيلاً و53320 جريحاً، على الأقل، في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في غزة، وتسبب في تدمير أحياء كاملة ونزوح 1,9 مليون شخص، أو 85% من السكان وفقاً للأمم المتحدة. وذكر شهود عيان أمس الجمعة، أن عشرات القتلى ملقون على الأرض بعد تراجع الدبابات الإسرائيلية من محيط المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة.

وذكرت التقارير أن حرب شوارع تدور بين الجنود الإسرائيليين ومقاتلي الفصائل الفلسطينية في مدن عدة أبرزها غزة وخان يونس. وأعلن الجيش، أمس الجمعة، مقتل اثنين من جنوده ما يرفع إلى 145 عدد العسكريين الذين قضوا منذ بدء العمليات البرية في القطاع أواخر أكتوبر. كما أعلن الجيش عن إصابة 23 من جنوده خلال الساعات الأربعة وعشرين الماضية.

وفي محاولة تهجير جديدة، دعا المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي عبر منصة «إكس»، سكان مخيم البريج وأحياء بدر والساحل الشمالي والنزهة والزهراء والبراق والروضة والصفاء في المناطق جنوب وادي غزة للانتقال بشكل فوري إلى دير البلح وسط القطاع. لكن مقررة شؤون النازحين، باولا غافيريا بيتانكور قالت إنه «مع تزايد أوامر الإخلاء والعمليات العسكرية وتعرض المدنيين لهجمات متواصلة، فإن الاستنتاج المنطقي الوحيد هو أن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة تهدف إلى طرد أغلب السكان المدنيين بشكل جماعي».

من جهة أخرى، ذكر الجيش الإسرائيلي أن 5 ألوية مدعومة بوحدات من سلاح الهندسة تنشط عسكرياً في خان يونس، مشيراً إلى أنه تم تدمير بنى تحتية والعثور على فتحات أنفاق، فضلاً عن الحصول على مواد استخباراتية قال الجيش الإسرائيلي إنها ساهمت في تعزيز فاعلية مناورته البرية. وكانت القناة 13 الإسرائيلية ذكرت أن جنود غولاني، الذي يصنف ضمن قوات النخبة الإسرائيلية، غادروا غزة بدعوى إعادة تنظيم صفوفهم. وكان 42 من جنود وضباط غولاني، بينهم قائد الكتيبة ال13، قد قتلوا في معارك حي الشجاعية بغزة.

في غضون ذلك، أجرت صحيفة «نيويورك تايمز» تحليلاً للأدلة المرئية، استناداً إلى مسح لصور الأقمار الصناعية في جنوب غزة، وبرنامج ذكاء اصطناعي حجم الحفر الناتجة عن القنابل، إذ بلغ عرضها حوالي 40 قدماً أو أكثر. فيما أوضح الخبراء أن القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل فقط تترك حفراً بهذا الحجم في تربة غزة الرملية الخفيفة. وتبين وجود 208 حفر بحسب ما كشفته صور الأقمار الصناعية ولقطات الطائرات بدون طيار. وتثبت تلك النتائج أن القنابل الضخمة التي تستخدمها إسرائيل تشكل تهديداً واسع النطاق للمدنيين الذين يبحثون عن الأمان في جنوب غزة.(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version