أكدت بعثة الإمارات الدائمة لدى الأمم المتحدة، أن القرار الذي عملت الدولة على صياغته بشأن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، كان ثمرة مشاورات وانخراط مكثف بين أعضاء مجلس الأمن والأطراف المعنية، وهدفه واضح، فهو يستجيب للأوضاع الإنسانية المتردية للشعب الفلسطيني، بينما يوفر الحماية لمن يعملون على تقديم الخدمات المنقذة للحياة.
فقد أعربت السفيرة لانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، والمندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، بعد اعتماد مجلس الأمن القرار 2720 بشأن زيادة وتحسين عمليات إيصال المساعدات إلى غزة، عن امتنانها لأعضاء المجلس على دعمهم، مشددة على أن التصويت على هذا القرار يوفر فرصة للتأكيد أن العالم لن يقبل على أقل تقدير استمرار حرمان أهل غزة من الحصول على احتياجاتهم الأساسية.
وشددت أنه وبينما يشكل القرار خطوة بالغة الأهمية نحو إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى أهل غزة، ومنهم نصف مليون شخص يواجهون خطر المجاعة، علينا في الوقت ذاته إحياء الأمل بالتوصل إلى حل شامل للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
وأكدت بعثة الدولة «لقد التزمنا عبر هذا القرار بكسر الحصار القاسي الذي ضيق الخناق على غزة لمدة 17 عاماً».
من جهته، قال أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة، إن الطريقة التي تنفذ بها إسرائيل عمليتها العسكرية تخلق «عقبات هائلة» أمام توزيع المساعدات داخل القطاع المتضرر.
فيما اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن دعوة مجلس الأمن الدولي لإعلان الهدنة وفتح ممرات إنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة، جاءت متأخرة. وأضاف أن قرار المجلس «مازال بعيداً عن المطلوب تحقيقه وهو وقف إطلاق نار كامل في القطاع»، مضيفاً أن القرار «هو محاولة لمنع مجاعة في القطاع، وإنقاذ البشر وخاصة النساء والأطفال، من وضع كارثي، إلا أنه ليس كافياً لوقف آلة الاعتداء الإسرائيلية، خاصة أنه لا يتضمن وقفاً لإطلاق النار». وأشار إلى أن القرار «جاء بعد مماطلة وتسويف»، مشدداً على أن «المطلوب ليس فقط إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع، وإنما بالأساس حماية المدنيين من القصف المستمر، وتحقيق وقف مستدام لإطلاق النار، والبدء مباشرة في عملية إغاثية كبرى تشمل مئات الآلاف الذين صاروا يفتقدون للحد الأدنى من المقومات الضرورية للحياة». وأكد أن «رفض الوقف الفوري لإطلاق النار هو رخصة للقتل، وأن المساعي العربية لن تتوقف من أجل الوصول إلى إنهاء الحرب»، مطالباً الولايات المتحدة «بأن تعيد قراءة الموقف وتتخذ القرار الصحيح من الناحيتين الإنسانية والسياسية».
ورحبت وزارة الخارجية الفلسطينية بالقرار ووصفته بأنه «خطوة نحو إنهاء العدوان وتأمين وصول المساعدات وحماية أبناء شعبنا». (وكالات)