في ختام دورة مؤتمر الأطراف العالمي كوب 28 اتفق ممثلو نحو 200 دولة على تقليل استخدام الوقود الأحفوري في اتفاق يراه الكثيرون «تاريخياً»، منهم رئيس المؤتمر، سلطان الجابر، لكنه أشار إلى أن نجاحه الحقيقي يرتبط بمدى الالتزام بتنفيذه.

فعلى الرغم من أن الاتفاق صرّح بارتباط الأزمة المناخية بإنتاج الوقود الأحفوري فإنه لم يُقر بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري ولكن أوصى، بصيغة أقل حدة، بالانتقال بعيداً عنه وفق استراتيجية لكل دولة، ما يقلل إمكانية محاسبة البلدان.

التصدي للأزمة المناخية

هناك نهجان مختلفان للتصدي للأزمة المناخية، أولهما الاستغناء عن استخدام الوقود الأحفوري، والثاني هو التخلص من الانبعاثات الدفيئة الناتجة عنه.

وفي حين يجزم علماء ونشطاء البيئة بضرورة النهج الأول، تميل الدول المُصدّرة للنفط والغاز والفحم باستمرار نحو النهج الثاني.

كل هذا ينعكس على خطط الدول المشاركة، وخاصة أبرز مصدري النفط، وأعضاء منظمة أوبك.

السعودية أكبر مصدر للنفط

فعلى سبيل المثال قال وزير الطاقة السعودي إن صادرات المملكة من المواد الهيدروكربونية لن تتأثر بالاتفاق، وإن الاتفاق يعزز مبدأ المشاركة، ولكنه لا يفرض الاستغناء عن الوقود الأحفوري.

تُنفذ السعودية أكثر من 80 مبادرة محلية باستثمارات تزيد على 188 مليار دولار أميركي، لبناء مستقبل أكثر استدامة، وتخطط للاعتماد على الطاقة النظيفة بنسبة 50 في المئة بحلول 2030، ومعادلة الانبعاثات كلياً بحلول 2060، على الرغم من احتلالها المرتبة الأولى بين أبرز مصدري النفط في العالم.

نفط أميركي بمعدلات قياسية

من ناحية أخرى، قال المبعوث الرئاسي الأميركي جون كيري إن الولايات المتحدة ستقود الجهود من خلال الاستثمارات وقانون الحد من التضخم وقانون البنية التحتية.

بالفعل أسهمت تلك القوانين في استثمار مليارات الدولارات في مجال الطاقة النظيفة وانخفاض أسعار الطاقة المتجددة، ولكن هذا لا يمنع استمرار الولايات المتحدة في استخراج النفط والغاز أكثر من أي وقت مضى، على الرغم من صدور قرار رئاسي تنفيذي بالوصول إلى انبعاثات صفرية بحلول 2050.

الإمارات تنتهج سياسة معادلة الكربون

أما الإمارات المستضيفة لكوب 28، فانخفض حجم مساهمتها في تصدير النفط العالمي من 6.15% في 2021 إلى 4% في 2022، إذ كانت تنتج 4 ملايين و240 ألف برميل يومياً خلال العام الماضي.

وتطمح الإمارات في الوصول إلى انبعاثات صفرية بحلول 2050، وزيادة مساهمة الطاقة النظيفة إلى 32% بحلول عام 2030.

من ناحية أخرى، تنتهج الإمارات سياسة معادلة الكربون عن طريق الحجز والتخزين، وكان وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، قال في لقاء خاص مع CNN الاقتصادية على هامش فعاليات مؤتمر الأطراف كوب 28، إن «النفط والغاز في يوم ما سينتهيان»، داعياً العالم ألا يفكر في محاربة النفط والغاز بل التركيز على الحد من انبعاثاتهما.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version