وسَّعت إسرائيل، أمس الثلاثاء، دائرة قصفها لقطاع غزة، في اليوم 81 للحرب، موقعة عشرات الضحايا من المدنيين، وارتكبت مجزرة جديدة في جباليا، رغم الدعوات الدولية إلى وقف إطلاق النار، بالتزامن مع احتدام المعارك البرية في مختلف محاور التوغل، وسط انقطاع كامل لخدمات الاتصالات والإنترنت مجدداً، وبينما أكدت الأمم المتحدة أنه لم يتبق أمام أهل غزة سوى مساحة قليلة للفرار إليها، طالبت السلطة الفلسطينية المنظمة الدولية بالإعلان رسمياً عن المجاعة في قطاع غزة.

غارات جوية كثيفة

وتواصلت الغارات الجوية وعمليات القصف البري والبحري الإسرائيلية، خصوصاً على خان يونس ورفح المجاورة عند الحدود مع مصر، حيث يقيم عشرات آلاف النازحين في خيم. ونقلت جثث نحو 30 ضحية سقطوا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة إلى مستشفى ناصر في خان يونس، وفق ما ذكرت وزارة الصحة في غزة. وقالت وزارة الصحة في غزة إن 241 فلسطينياً، بينهم العشرات في جباليا شمال القطاع، سقطوا قتلى وأصيب 382 خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأعلنت الوزارة ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على القطاع إلى 20915 قتيلاً وزهاء 55 ألف جريح، في اليوم الواحد والثمانين للحرب. وقالت في بيان مقتضب «ارتفاع عدد الضحايا إلى 20915 قتيلاً إضافة إلى 54918 جريحاً جراء الحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي». كما أعلنت شركة الاتصالات بعد الظهر عن انقطاع كامل لخدمات الاتصالات والإنترنت في القطاع، وذلك للمرة الرابعة منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وأعلنت كتائب القسام وسرايا القدس، عن قتل عدد من الجنود وتدمير العديد من الآليات العسكرية الإسرائيلية خلال الساعات الماضية، وأنهما تخوضان اشتباكات ضارية على مختلف محاور التوغل. وأصدرت الفصائل الفلسطينية منذ صباح أمس بيانات منفصلة بشأن مسار المعارك في تلك المناطق، كما أعلنت عن تدمير عدد من الآليات وقتل جنود إسرائيليين في كمائن، بالتزامن مع قصف حشودات إسرائيلية داخل غزة وفي غلاف القطاع. وقالت «كتائب القسام» إن مقاتليها قاموا بتفجير فتحة نفق في قوة إسرائيلية مكونة من 8 جنود شرق مخيم البريج وسط القطاع، مشيرة إلى سقوطهم بين قتيل وجريح.

من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل عنصرين في صفوفه وإصابة 4 آخرين لترتفع إلى 158 حصيلة جنوده القتلى منذ بدء الهجوم البري، كما أعلن الجيش عن إصابة 43 جندياً خلال الساعات ال 24 الماضية.

شهادات «مروّعة»

ونقلت منظمة الصحّة العالمية شهادات «مروّعة» عن قصف مخيّم المغازي للاجئين الفلسطينيين في وسط غزة، مشيرة إلى أنّ هذه الروايات جمعتها طواقمها من «مستشفى الأقصى» الذي نُقل إليه ضحايا هذا القصف الإسرائيلي الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى. وقال المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبريسوس في منشور على منصّة «إكس» إنّ «هذه الضربة الأخيرة تظهر ضرورة وقف إطلاق النار فوراً». وقال تيدروس إن الجهود الإنسانية «لا تقترب من تلبية احتياجات سكان غزة». وكانت جيما كونيل رئيس فريق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، قد زارت الاثنين دير البلح وسط القطاع، وقالت «لقد تحدثت إلى العديد من الأشخاص. هناك مساحة صغيرة متبقية هنا في رفح لدرجة أن الناس لا يعرفون إلى أين سيذهبون، ويبدو الأمر وكأن الناس يتم نقلهم حول رقعة شطرنج بشرية لأن هناك أمر إخلاء في مكان ما». وتابعت «الناس يفرون من تلك المنطقة إلى منطقة أخرى. لكنهم ليسوا آمنين هناك».

إلى ذلك، أكدت الخارجية الفلسطينية أن المجاعة التي يعانيها قطاع غزة سياسة إسرائيلية تهدف للتجويع المتعمد واستكمال الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني. وأشارت الوزارة في هذا الصدد إلى عدد من التقارير الأممية ومختلف الجهات الدولية المختصة بقضية الغذاء والتغذية وحقوق الإنسان. وشددت على أنه استناداً إلى المعايير المعتمدة لدى الأمم المتحدة فإن المواطنين في قطاع غزة يتعرضون للمجاعة ومخاطرها وانتشار سوء التغذية. وطالبت الوزارة الأمم المتحدة ب«الإعلان رسمياً عن أن قطاع غزة يعاني مجاعة حقيقية تهدد حياة المواطنين بالموت بسبب حرب الإبادة الجماعية والحصار المفروض على الشعب الفلسطيني».(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version