غزة- رويترز

مع نهاية عام 2023 الذي لم يجلب سوى المزيد من المصاعب في غزة، لا يشعر سكان القطاع الفلسطيني بأي أمل يذكر في أن يحمل العام الجديد انفراجة في وضعهم بعد مرور 12 أسبوعاً من بدء الهجوم الإسرائيلي الساحق.

في رفح على حدود غزة مع مصر، المدينة التي اجتذبت أعداداً هائلة من الفلسطينيين الفارين من أجزاء أخرى من القطاع، انشغل السكان، الأحد، بمحاولة العثور على مكان يحتمون فيه أو أي مؤن غذائية أو ماء أكثر من اهتمامهم باستقبال العام الجديد.

وقال أبو عبد الله الآغا، وهو فلسطيني في منتصف العمر دمرت غارة جوية إسرائيلية منزله في خانيونس وفقد اثنين من أقاربه بسببها: «أنا أتمنى الرجوع لركام منزلي في عام 2024، أضع الخيمة وأجلس في المكان. أتمنى في عام 2024 أن يعيش أولادنا بسلام وأمان، والعودة لمدارسهم وجامعاتهم ومؤسساتهم، وأن يفتح العاملون أبواب رزقهم».

وتقول السلطات الصحية في القطاع: إن القصف الإسرائيلي أجبر جميع سكان غزة تقريباً على ترك منازلهم، وأدى إلى مقتل 21800 شخص، وترك الناجين يواجهون خطر الجوع والمرض والعوز. ويبدو أن أي أمل في التوصل إلى تسوية سياسية للصراع وتحقيق مسعى الفلسطينيين الممتد منذ 75 عاماً من أجل تقرير المصير أبعد من أي وقت مضى.

وقالت سوزان خضر وهي تبكي: «عام 2023 كله معاناة. من شهر 10 ونحن نعاني ونحن في الشارع وفي الخيام، وهدمت بيوتنا»، مضيفة أنها تتمنى أن يشهد العام الجديد نهاية الحرب.

وأضافت: «حياتنا كلها أصبحت شوارع، أكلنا في الشارع، مسكننا في الشارع، نموت في الشارع، أولادنا في الشوارع.. كلنا مشردون. فقدنا حاجات كثيرة في عام 2023».

ويتجمع الناس حول الخيام المؤقتة في رفح وفي الأراضي والحقول الخالية. وسرعان ما امتلأت المدارس التي تديرها الأمم المتحدة، وجرى تخصيصها كملاجئ في وقت مبكر من الصراع، بالأشخاص الذين دُمرت منازلهم.

وفي خيامهم المصنوعة من البلاستيك ولا يوجد بها سوى القليل من الأمتعة، مثل الأغطية وأدوات الطبخ، يتذكر الناس بحسرة منازلهم التي نزحوا منها وحياتهم في السابق.

وقالت منى الصواف (12 عاماً) من مدينة غزة، بينما كانت تلعب مع قطة صغيرة وسط الأنقاض: «أتمنى في سنة 2024 أن ينصلح كل شيء وأن تعود الحياة طبيعية مثلما كانت.. نلبس ونتنزه ونصلح البيوت التي تدمرت».


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version